الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروي عن أبي هريرة قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان، فقال:"ألا أبا أيم، ألا أخا أيم يزوجها عثمانَ، فلو كن عشرا لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء"، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عثمان عند باب المسجد، فقال:"يا عثمان، هذا جبريل يخبرني أن الله عز وجل قد زوجك أم كلثوم على مثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها".
رواه ابن ماجه (110)، والطبراني في الكبير (22/ 43) كلاهما من طريق أبي مروان محمد بن عثمان بن خالد العثماني، حدثنا أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف جدا من أجل عثمان بن خالد، فإنه منكر الحديث كما قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما.
وروي عن جابر قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل ليصلي عليه فلم يصل عليه، فقيل: يا رسول الله! ما رأيناك تركت الصلاة على أحد قبل هذا؟ قال: "إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله".
رواه الترمذي (3709) من طريق عثمان بن زفر، حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: فذكره.
وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جدا، ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة هو بصري ثقة ويكنى أبا الحارث، ومحمد بن زياد الألهاني صاحب أبي أمامة ثقة يكنى أبا سفيان شاميٌّ".
وهو كما قال؛ فإن محمد بن زياد هو الطحان الأعور، متروك الحديث كما قال البخاري والنسائي وأبو حاتم وغيرهم.
6 - باب قوله: "إن عثمان يقتل مظلوما
"
• عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنةً فمرَّ رجل، فقال:"يقتل فيها هذا المقنَّع يومئذ مظلوما"، قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان.
حسن: رواه الترمذي (3708)، وأحمد (5953) كلاهما من حديث الأسود بن عامر، عن سنان بن هارون (هو البرجمي)، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر فذكره.
وإسناده حسن من أجل سنان بن هارون، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت بما ينكر عليه.
وقد صحَّح إسناده ابن حجر في الفتح (7/ 38).
• عن أبي الأشعث الصنعاني، أن خطباء قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، وذكر الفتن فقرَّبها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال:"هذا يومئذ على الهدى"، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان. قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: "نعم".
صحيح: رواه الترمذي (3704)، وأحمد (18068)، وصحّحه الحاكم (3/ 102) كلهم من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث (وهو شراحيل بن آده) قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه الترمذي فقال: "هذا حديث حسن صحيح".
ورواه أحمد (18067) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية (هو ابن صالح بن حُدير الحضرمي)، عن سليم بن عامر (هو الكلاعي)، عن جبير بن نفير قال: كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان، فقام كعب بن مرة البهزي فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت هذا المقام، فلما سمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس الناسَ، فقال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر عثمان بن عفان مرجَّلا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتخرجن فتنة من تحت قدمي -أو من بين رجليَّ-، هذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى".
قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر، فقال: إنك لصاحب هذا؟ قال: نعم. قال: والله إني لحاضر ذلك المجلس، ولو علمت أن لي في الجيش مصدقا كنت أول من تكلم به.
وإسناده حسن من أجل معاوية بن صالح بن حدير فإنه حسن الحديث.
روي عن كعب بن عجرة قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر فتنة فقرَّبها، فمر رجل متقنع فقال:"هذا يومئذ على الهدى" قال: فاتبعته حتى أخذت بضبعيه، فحولت وجهه إليه، وكشفت عن رأسه، فقلت: هذا يا رسول الله؟ فقال: "نعم" فإذا هو عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه.
رواه ابن ماجه (111)، وأحمد (18129) كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة فذكره.
وإسناده منقطع، فإن حديث محمد بن سيرين عن كعب بن عجرة مرسل، كما قال أبو حاتم. انظر: المراسيل (ص: 187).
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
• عن عائشة قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلام كلَّمه أن ضرب منكبه، وقال:"يا عثمان، إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني، يا عثمان، إن الله عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني" ثلاثا. فقلت
لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله! فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان، فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به، فكتبت إليه به كتابا.
صحيح: رواه الترمذي (3705)، وأحمد (24566) كلاهما من طريق ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة فذكرته.
وإسناده صحيح. وللحديث طرق أخرى عن عائشة إلا أني ما ذكرتها أصح.
• عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: "وددت أن عندي بعض أصحابي" قلنا: يا رسول الله، ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: "نعم" فجاء فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه، ووجه عثمان يتغير.
صحيح: رواه ابن ماجه (113)، وصحّحه ابن حبان (6918) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح.
• عن أبي سهلة مولى عثمان: أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ عهدا، فأنا صابر عليه.
قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم.
حسن: رواه الترمذي (3711)، وأحمد (407)، والبزار (402) كلهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: حدثني أبو سهلة قال: فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد".
وإسناده حسن من أجل أبي سهلة، فإنه حسن الحديث.
وقول قيس: "فكانوا يرونه ذلك اليوم" يعني بذلك ما ورد في حديث عائشة المتقدم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مع عثمان في الخلوة.
والحديث ورد في وقتين مختلفين كما هو ظاهر من السياق، لكن لاتحاد القصة ساقه ابن ماجه وابن حبان في مساق واحد.
وقيس بن حازم قد سمع من عائشة أول الحديث، وسمع من أبي سهلة مولى عثمان عن عثمان آخر الحديث، وكلاهما صحيح.