الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنذر، ومعهم رجل مصاب، فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا رأوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وثبوا عن رواحلهم، فقبلوا يده، ثمّ نزل الأشجّ، فعقل راحلته، وأخرج عيبته ففتحها، فأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما، ثمّ أتى رواحلهم فعقلها، فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"يا أشج! إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة". فقال: يا رسول الله! أنا تخلقتهما، أو جبلني الله عليهما؟ قال:"بل الله جبلك عليهما". قال: الحمد لله الذي جبلني على خُلُقين يحبهما الله ورسوله.
فقال الوازع: يا رسول الله، إن معي خالًا لي مصابًا فادع الله له، فقال:"أين هو؟ ائتني به". قال: فصنعت مثل ما صنع الأشجّ، ألبسته ثوبيه فأتيته، فأخذ من ردائه يرفعها حتَّى رأينا بياض إبطه، ثم ضرب بظهره فقال:"اخرج عدو الله". فولى وجهه وهو ينظر بنظر رجل صحيح.
رواه أحمد (39/ 490) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، ثنا مطر بن عبد الرحمن، سمعت هند بنت الوازع أنها سمعت الوازع يقول: فذكره.
وهند بنت الوازع: تكنى بأم أبان لم يرو عنها غير مطر بن عبد الرحمن، ولم أجد بينهما جرحا ولا تعديلًا. وذكرها الذّهبيّ في المجهولات، وقال: تفرّد عنهما مطر الأعنق" الميزان (11004).
وأمّا الحافظ ابن حجر فقال: "مقبولة" أي عند المتابعة ولم أجد لها متابعًا.
ومع ذلك فقد اختلف عليها. فمرة رُوي عنها عن أبيها الوازع كما هنا، ومرة رُوي عنها عن جدها زارع كما عند أبي داود (5225)، ومرة رُوي عنها عن أبيها، عن جدها كما عند الطبرانيّ في الكبير (5/ 3
17).
100 -
باب ما جاء في أخبار نبيشة الهذلي الذي سماه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم "نبيشة الخير
"
هو ابن عمرو بن عوف، وهو ابن عمّ سلمة بن المحبّق، سكن البصرة وهو المعروف بنبيشة الخير. كذا ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب (4658)، وأبو نعيم في معرفة الصّحابة (2923)، وابن حجر في الإصابة (8718). وسبب ذلك كما في الحديث الآتي:
• عن أم عاصم، وهي أم ولد سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي قالت: دخل علينا نبيشة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه نبيشة الخير، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أسارى، يا رسول الله، إما أن تمنّ عليهم وإما أن تفاديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمرتَ بخير، أنت نبيشة الخير بعد ذلك".
حسن: رواه الحاكم (3/ 463) عن عبد الله بن محمد بن موسى العدل، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عيسى بن إبراهيم البَركي، ثنا المعلى بن راشد النبال أبو اليمان، حدثتني أم عاصم فذكرته. وإسناده حسن لأن غالب رجال الإسناد صدوق.
وأم عاصم جدة المعلي بن راشد تابعية روت عن عدد من الصّحابة كما روى عنها عدد من