الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [سورة التوبة: 113].
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4675)، ومسلم في الإيمان (24/ 40) كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه فذكره، واللفظ للبخاري.
وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الجنائز.
13 - باب أن الله تعالى فتح لعباده باب التوبة رحمةً بهم
• عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا، ونؤمن بك. قال:"وتفعلون؟ " قالوا: نعم، قال: فدعا، فأتاه جبريل، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة، قال:"بل باب التوبة والرحمة".
صحيح: رواه الإمام أحمد (3223، 2166) والبزار -كشف الأستار (2224) والطبراني في الكبير (12736) والحاكم (1/ 53) والبيهقي في الدلائل (2/ 272) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: "هذا حديث محفوظ من حديث الثوري، عن سلمة بن كهيل"
14 - باب أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده
• عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، واللهِ، للهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا، تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي، أقبلت إليه أهرول".
متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (7405)، ومسلم في التوبة (2675) كلاهما من طريق أبي صالح (وهو السمان)، عن أبي هريرة فذكره، والسياق لمسلم، والبخاري لم يذكر قوله: "والله! لله أفرح بتوبة عبده
…
".
ورواه مسلم أيضًا (2765) من طريق أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته، إذا وجدها".
• عن سماك، قال: خطب النعمان بن بشير، فقال: "لله أشد فرحا بتوبة عبده من
رجل حمل زاده ومزاده على بعير، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة، فنزل، فقال تحت شجرة، فغلبته عينه، وانسل بعيره، فاستيقظ فسعى شرفا فلم ير شيئا، ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا، ثم سعى شرفا ثالثا فلم ير شيئا، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي، حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (2745) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا أبو يونس، عن سماك، قال: خطب النعمان بن بشير فذكره.
وقال: قال سماك: فزعم الشعبي، أن النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أنا فلم أسمعه.
قلت: وإن كان مسلم أخرجه موقوفا، لكن قول سماك بأن الشعبي كان يرفعه يقوي جانب الرفع، والقول المشهور عند علماء الحديث أن الحديث إذا لم يكن في مجال الاجتهاد فهو في حكم الرفع. ولذا أخرجه مسلم في صحيحه.
• عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6309)، ومسلم في التوبة (2747: 8) كلاهما من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك فذكره.
واللفظ للبخاري. وفي لفظ مسلم: "إذا استيقظ على بعيره" إلا أن النووي يرى أنه وهم، والصواب ما في صحيح البخاري.
وقوله: "سقط على بعيره" أي وجده من غير بحث وتعب.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (2747) من طرق، عن عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثنا أنس بن مالك فذكره.
• عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي
كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6308)، ومسلم في التوبة (2744) كلاهما من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، قال: دخلت على عبد الله أعوده وهو مريض، فحدثنا بحديثين: حديثا عن نفسه، وحديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
وقوله: "أرض دوية" أي برية لا نبات فيها.
• عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته، تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب، وعليها له طعام وشراب، فطلبها حتى شق عليه، ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها، فوجدها متعلقة به؟ " قلنا: شديدا، يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما والله لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (2746) من طرق، عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن إياد، عن البراء بن عازب فذكره.
• عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أفرح بتوبة عبده الذي قد أسرف على نفسه من رجل سافر في أرض فلاة معطبة مهلكة، فلما توسط أضل راحلته، فسعى في بغائها يمينا وشمالا حتى أعيى، -أو أيس- منها، وظن أن قد هلك، نظر فوجدها في مكان لم يكن يرجو أن يجدها، فالله عز وجل أفرح بتوبة عبده المسرف من ذلك الرجل براحلته حين وجدها".
صحيح: رواه أبو يعلى (6285) عن إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 196): "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".
وبمعناه ما روي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بفلاة من الأرض فالتمسها، حتى إذا أعيى تسجى بثوبه. فبينا هو كذلك إذ سمع وجبة الراحلة حيث فقدها، فكشف الثوب عن وجهه فإذا هو براحلته".
رواه ابن ماجه (4249)، وأحمد (11791) كلاهما من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد فذكره.
وفي إسناده عطية وهو ابن سعد العوفي ضعيف إذا انفرد.