الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع وظائف الصباح والمساء
1 - باب الأدعية والأذكار في الصباح والمساء
قال الله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55].
وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
متفق عليه: رواه مالك في القرآن (21) عن سُمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة فذكره. ورواه البخاري في الدعوات (6405)، ومسلم في الذكر والدعاء (2691) كلاهما من طريق مالك به.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامه بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2692) عن محمد بن عبد الملك الأموي، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: "أما لو قلت حين أمسيت: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك".
وفي رواية: "من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حُمة تلك الليلة".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2709) من طريق القعقاع بن حكيم، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه مالك في الشعر (11) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال: ما نمت هذه الليلة لدغتني عقرب فذكر الحديث مثله.
ورواه الترمذي (3604/ 1)، وأحمد (7898)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (590) كلهم من طريق هشام بن حسان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثاني.
قال سهيل: فكان أهلها تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعا.
ورواه ابن ماجه (3518)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (592) كلاهما من طريق عبيد الله الأشجعي، عن سفيان (وهو الثوري)، عن سهيل به نحوه، ولم يذكر العدد.
وكذلك رواه غير واحد عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ولكن رواه غير واحد عن سهيل، عن أبيه، عن رجل من أسلم وهو الآتي:
وقوله: "حُمَة" بضم المهملة وتخفيف الميم وتشدد، السُّمّ ويطلق على لدغة العقرب.
• عن رجل من أسلم قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله! لدغت الليلة، فلم أنم حتى أصبحت. قال "ماذا؟ ". قال عقرب. قال:"أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك إن شاء الله".
صحيح: رواه أبو داود (3898) من طريق زهير (هو ابن معاوية) - وأحمد (15709) من طريق شعبة -، والنسائي في عمل اليوم والليلة (593 - 596) من طريق وهيب (هو ابن خالد)، وزهير، وسفيان (هو ابن عيينة)، وشعبة - كلهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم فذكره. واللفظ لأبي داود.
وإسناده صحيح، فكان هذا الحديث عند سهيل على وجهين: عن أبي هريرة، وعن رجل من أسلم، وكلاهما صحيح.
وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 360).
• عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة. كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان، يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك".
متفق عليه: رواه مالك في القرآن (20) عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة فذكره. ورواه البخاري في الدعوات (6403)، ومسلم في الذكر والدعاء (2691) كلاهما من طريق مالك به مثله.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح، كتب له بها مائة حسنة، ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة،
وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قال مثل ذلك حين يمسي، كان له مثل ذلك".
حسن: رواه أحمد (2719)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (26) كلاهما من حديث مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سعيد وهو ابن أبي هند المدني.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 113): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
• عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: "اللهم! بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور". وإذا أمسى قال: "اللهم! بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير".
صحيح: رواه البخاري في الأدب المفرد (1199) - واللفظ له -، وأبو داود (5068)، والترمذي (3391)، وابن ماجه (3868)، وأحمد (8649)، وصحّحه ابن حبان (964، 965) كلهم من طرق عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
ومنهم من لم يذكر "المساء" ومنهم من ذكره من أمره صلى الله عليه وسلم.
وإسناده صحيح. وقد صحّحه النووي في الأذكار.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن".
وذلك أن في سند الترمذي عبد الله بن جعفر، وهو والد علي بن المديني ضعيف، إلا أنه توبع عند غيره فإن الحديث روي عن سهيل من عدة طرق، بعضها صحيح بذاته.
• عن أبي هريرة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ قال: "قل: اللهم! عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه" قال: "قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك".
صحيح: رواه أبو داود (5067)، والترمذي (3392)، والبخاري في الأدب المفرد (1202، 1203)، وأحمد (7961)، وصحّحه ابن حبان (962)، والحاكم (1/ 513) كلهم من طرق عن يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم يحدث عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد".
• عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت له: حدثنا مما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنظرت فيها فإذا فيها: إن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله! علمني ما
أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال:"يا أبا بكر قل: اللهم! فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوء أو أجره إلى مسلم".
حسن: رواه الترمذي (3529)، وأحمد (6851)، والبخاري في الأدب المفرد (1204) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: وهو كما قال فإن في إسناده إسماعيل بن عياش وهو صدوق في روايته عن أهل الشام وهذا منها فإن محمد بن زياد حمصي ثقة.
وبمعناه ما رواه أبو داود (5083) عن محمد بن عوف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي - قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل - قال حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك قال: قالوا: يا رسول الله! حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا:"اللهم! فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء، والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه وأن نقترف سوء على أنفسنا أو نجره إلى مسلم".
وإسناده منقطع، شريح هو ابن عبيد لم يسمع من أبي مالك الأشعري كما قال أبو حاتم.
ومحمد بن إسماعيل بن عياش متكلم فيه وعابوا عليه أنه حدث عن أبيه من غير سماع لكن ذكر ابن عوف أنه رأى هذا الحديث في أصل إسماعيل بن عياش.
وقد تقدم أنه رواه غير واحد عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الله بن عمرو.
• عن جويرية أم المؤمنين: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال:"ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ " قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".
وفي رواية: "سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2726: 79) من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية فذكرته.
والرواية الثانية لمسلم أيضا من طريق مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن به.
ورواه أبو داود (1502) عن داود بن أمية، عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد إلا أنه جعله من مسند ابن عباس. والظاهر أنه تقصير من بعض الرواة، والحديث حديث جويرية.
• عن عبد الله بن مسعود قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له". - قال: أراه قال فيهن: - "له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا: "أصبحنا وأصبح الملك لله".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2723: 75) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله فذكره.
وقوله: "أراه قال فيهن" الظاهر أن الشك من الحسن بن عبيد الله، فقد جاء في رواية أخرى (74) عن الحسن به إلى قوله:"لا شريك له". قال الحسن: فحدثني الزبيد أنه حفظ عن إبراهيم في هذا: "له الملك
…
".
وبنحوه روي عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم! إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك".
رواه أبو داود (5084)، والطبراني في الكبير (3/ 336 - 337) كلاهما من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري فذكره.
ومحمد بن إسماعيل بن عياش متكلم فيه، وعابوا عليه أنه حدث عن أبيه من غير سماع، لكن ذكر محمد بن عوف - أحد من روى هذا الحديث عنه - أنه رآه في أصل سماعه.
وشريح بن عبيد لم يسمع من أبي مالك الأشعري.
• عن شداد بن أوس عن النبي: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم! أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". قال: "ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة".
في لفظ: "إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله".
صحيح: رواه البخاري في الدعوات (6306) عن أبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا الحسين (هو المعلم)، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب العدوي قال: حدثني شداد بن أوس فذكره.
ورواه أيضا (6323) من طريق يزيد بن زريع، عن حسين به نحوه، وفيه اللفظ الثاني.
وبمعناه ما روي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم! أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنة".
رواه أبو داود (5070)، وابن ماجه (3872)، وأحمد (23013)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (20، 579)، وابن حبان (1035)، والحاكم (1/ 514 - 515) كلهم من طرق، عن الوليد بن ثعلبة الطائي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكره.
قال النسائي عقب الحديث (580): "حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب.
قلت: حسين المعلم رواه عن عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب العدوي، عن شداد بن أوس كما تقدم.
وجزم المزي في ترجمة المنذر بن ثعلبة من تهذيب الكمال (7/ 224) بعد ما ساق الاختلاف في إسناده بأن حديث شداد بن أوس هو المحفوظ.
قلت: وروي الحديث من طريق سليمان بن بريدة، عن أبيه أيضا، ولكن مداره على ليث بن أبي سليم وقد أصابه اختلاط فاضطرب حديثه. وقد اضطرب في هذا الحديث.
وأما الحاكم فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وكذا كل من صحّحه نظر إلى ظاهر الإسناد، وجوز أن يكون الحديث عند عبد الله بن بريدة على الوجهين، والصحيح عندي أنه من حديث شداد بن أوس، ومن جعله من مسند بريدة سلك الجادة، ويؤيد ذلك اتفاق الألفاظ في الحديثين.
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة إذا أصبح، ومائة مرة إذا أمسى، لم يأت أحد بأفضل منه إلا من قال أفضل من ذلك".
وفي لفظ: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء
قدير، مائتي مرة في كل يوم، لم يسبقه أحد كان قبله، ولا يدركه أحد بعده، إلا بأفضل من عمله".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (575)، وابن السني (76) كلاهما من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن الحكم (هو ابن عتيبة)، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو فذكره باللفظ الأول.
ورواه أحمد (6740)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (577) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني وداود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره باللفظ الثاني.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
وقوله: "مائتي مرة" فيه اختصار، تفسره الرواية الأولى يعني: مائة مرة إذا أصبح، ومائة مرة إذا أمسى.
• عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان الله مائه مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة، ومن قال: الحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها، ومن قال: الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائه رقبة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجئ يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال قوله أو زاد".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (821) عن محمد بن عبد الرحمن بن أشعث قال: أبو مسهر قال: حدثنا هقل بن زياد قال: حدثني الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
ورواه الترمذي (3471) عن محمد بن وزير الواسطي، حدثنا أبو سفيان الحميري (هو سعيد بن يحيى الواسطي)، عن الضحاك بن حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سبح الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي، كان كمن حج مائة مرة، ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله، أو قال غزا مائة غزوة، ومن هلل الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي، كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، ومن كبر الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال".
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده الضحاك بن حمزة وهو الواسطي ضعيف، وفي متنه بعض المخالفة لما رواه الأوزاعي عن عمرو بن شعيب.
• عن أبي عياش الزرقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح".
قال: فرأى رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال: يا رسول الله! إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا قال: "صدق أبو عياش".
صحيح: رواه أبو داود (5077)، وابن ماجه (3867)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (27)، وأحمد (16583) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي عياش الزرقي فذكره.
وإسناده صحيح، وله أسانيد أخرى، وقد اختلف في اسم الصحابي فقيل: أبو عياش وقيل: ابن أبي عائش وقيل: ابن عائش، وذلك غير قادح في صحة الإسناد.
• عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط الله عنه بها عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر درجات، وكن له كعشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن، فإن قال حين يمسي، فمثل ذلك".
حسن: رواه أحمد (23568)، والطبراني في الكبير (4/ 151) كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم السمعي، عن أبي أيوب الأنصاري فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش فإنه حسن الحديث في روايته عن أهل الشام وهذه منها، وأبو رهم السمعي هو أحزاب بن أسيد من ثقات المخضرمين.
• عن رجل من الأنصار حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال بعد المغرب أو الصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات بعث الله له مسلحة يحرسونه حتى يصبح ومن حين يصبح حتى يمسي".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (578) من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن الحارث، أن الجلاح حدثه، أن أبا عبد الرحمن المعافري حدثه، أن عمار السبائي حدثه، أن رجلا من الأنصار حدثه فذكره.
وإسناده حسن من أجل الجلاح أبي كثير فإنه صدوق، وإبهام الصحابي لا يضر وقد حسّن الحديث ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 17).
وقوله: "عمار" خطأ، والصواب "عمارة".
ورواه الترمذي (3534)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (577/ م) كلاهما عن قتيبة، حدثنا الليث، عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عمارة بن شبيب السبئي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات، ومحي عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات".
ثم قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ولا نعرف لعمارة سماعا عن النبي صلى الله عليه وسلم" اهـ.
قلت: عمارة بن شبيب مختلف في صحبته وقال ابن حبان في ثقاته: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
وزاد بعضهم بين ابن شبيب وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار كما في الرواية السابقة وهي الصواب.
وقوله: "مسلحة" أي حفظة.
وفي معناه ما روى عبد الحميد مولى بني هاشم، أن أمه حدثته - وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول:"قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، اعلم أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فإنه من قالهن حين يصبح حُفِظَ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي حُفِظَ حتى يصبح".
رواه أبو داود (5075)، والنسائي في الكبرى (9756) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو أن سالما الفراء حدثه أن عبد الحميد مولى بني هاشم حدثه أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن بنت النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها فذكرته.
وعبد الحميد مولى بني هاشم لا يُذكر في الرواة عنه غير سالم الفراء، ولم يوثقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في ثقاته، ولذا قال ابن حجر في التقريب "مقبول" أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
وأمه قال ابن حجر: "مقبولة" أي عند المتابعة ولم أجد لها متابعا.
• عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول: "أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين".
زاد في رواية: "وإذا أمسى".
حسن: رواه أحمد (15367، 15363)، والدارمي (2730)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1، 343، 344)، وابن السني (35) كلهم من طرق، عن سفيان (هو الثوري)، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه فذكره.
هكذا رواه الأكثرون عن الثوري منهم أئمة حفاظ كيحيى بن سعيد القطان ووكيع. وزاد وكيع في روايته: "وإذا أمسى".
وخالفه شعبة فرواه عن سلمة بن كهيل، عن ذر (هو ابن عبد الله المرهبي)، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه فذكره.
أخرجه أحمد (15364)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (3، 345).
والثوري أحفظ من شعبة كما اعترف بذلك شعبة نفسه وبذلك صرح جمع من النقاد ولكن لا مانع أن يقال: إن سلمة بن كهيل - وهو ثقة ثبت - كان يرويه على الوجهين، فكل من الثوري وشعبة حدث بالوجه الذي سمعه من سلمة. والله أعلم.
وإسناده حسن فإن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى حسن الحديث فقد حكى الأثرم عن أحمد أنه قال: حسن الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات.
• عن ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم! إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم! إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم! استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم! احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".
صحيح: رواه أبو داود (5074)، والنسائي (5529)، وابن ما جه (3871)، وأحمد (4785)، والبخاري في الأدب المفرد (1200)، وصحّحه ابن حبان (961)، والحاكم (1/ 517 - 518) كلهم من طرق عن عبادة بن مسلم الفزاري، عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال: سمعت ابن عمر يقول فذكره. ومنهم من اختصره. وإسناده صحيح.
• عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره بشيء".
وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر؟
أما إن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره.
صحيح: رواه أبو داود (5088، 5089)، والترمذي (3388)، وابن ماجه (3869)، وأحمد (446)، وصحّحه ابن حبان (852، 862)، والحاكم (1/ 514) كلهم من طرق عن أبان بن عثمان فذكره.
واللفظ للترمذي، ومنهم من لم يذكر القصة. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
• عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبة إني أسمعك تدعو كل غداة: "اللهم عافني في بدني، اللهم! عافني في سمعي، اللهم! عافني في بصري لا إله إلا أنت" تعيدها ثلاثا حين تصبح، وثلاثا حين تمسي.
وتقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم! إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت". تعيدها ثلاثا حين تصبح، وثلاثا حين تمسي. قال: نعم يا بني! إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن، فأحب أن أستن بسنته.
قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوات المكروب: اللهم! رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت".
حسن: رواه أبو داود (5090)، وأحمد (20430)، والبخاري في الأدب المفرد (701)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (22، 572، 651)، وصحّحه ابن حبان (970) مقتصرا على دعاء المكروب كلهم من حديث أبي عامر عبد الملك بن مروان، حدثنا عبد الجليل بن عطية، حدثنا جعفر بن ميمون، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة فذكره. والسياق لأحمد والبخاري.
وإسناده حسن من أجل عبد الجليل بن عطية، وأما جعفر بن ميمون فهو مختلف فيه غير أنه يحسن حديثه إذا لم يكن فيه نكارة وخاصة في فضائل الأعمال.
وحسّنه أيضا ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 390).
وفي الباب عن عبد الله بن غنام البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: حين يصبح: اللهم! ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته".
رواه أبو داود (5073)، والنسائي في الكبرى (9750)، وابن حبان (861) كلهم من طرق، عن سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن عبد الله بن غنام البياضي فذكره.
وعبد الله بن عنبسة مجهول وقد سئل عنه ابن معين فقال: لا أدري، وسئل أبو زرعة عنه فقال:
مدني لا أعرفه إلا في هذا الحديث.
ورواه بعضهم عن سليمان بن بلال بهذا الإسناد فجعله من مسند ابن عباس، وهذا وهم كما قال غير واحد، منهم أبو نعيم وابن عساكر.
وأما ما روي عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال حين يصبح: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [سورة الروم: 17 - 19] أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته". فإسناده ضعيف جدا.
رواه أبو داود (5076)، وابن عدي (3/ 1226) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد، عن سعيد بن بشير النجاري، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وأبوه ضعيفان، والابن أشد ضعفا حتى اتهمه ابن حبان وابن عدي. وسعيد بن بشير النجاري الأنصاري لم يرو عنه غير الليث وقال البخاري: لا يصح حديثه.
• عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (570)، والبزار -كشف الأستار (3107)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (49)، والحاكم (1/ 545) كلهم من طرق، عن زيد بن الحباب قال: حدثنا عثمان بن موهب مولى بني هاشم قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.
وقال البزار: "لا نعلمه يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". قلت: وقع في إسناد الحاكم: "عثمان بن عبد الله بن موهب" وهو من رجال الشيخين، لكن وقع عند غيره عثمان بن موهب مولى بني هاشم، ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة إلا النسائي هذا الحديث الواحد، وهو غير عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي مولى آل طلحة بن عبيد الله.
وأصاب الهيثمي في قوله في "المجمع"(10/ 117): "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة".
قلت: عثمان بن موهب مولى بني هاشم حسن الحديث فقط، فإني لم أقف على توثيق أحد غير قول أبي حاتم:"صالح الحديث".
وقال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 407): "هذا حديث حسن غريب" يعني أنه لم يرو إلا من هذا الطريق.
• عن أبي سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة".
حسن: رواه أبو داود (1529)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (5)، وصحّحه ابن حبان (863)، والحاكم (1/ 518) كلهم من طريق زيد بن الحباب، حدثنا عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، حدثني أبو هانئ الخولاني، أنه سمع أبا علي الجنبي أنه سمع أبا سعيد الخدري فذكره.
وإسناده حسن من أجل زيد بن الحباب فإنه حسن الحديث.
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 93): "هذا حديث حسن".
ورواه مسلم في الإمارة (1884) من طريق عبد الله بن وهب حدثني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة" فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها علي يا رسول الله، ففعل. ثم قال:"وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" قال وما هي؟ يا رسول الله قال: "الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله".
ولا منافاة بين اللفظين فإن معناه من قال بلسانه وهو راض بقلبه، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد (11102) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي سعيد الخدري، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: "يا أبا سعيد ثلاثة من قالهن دخل الجنة" قلت: ما هن يا رسول الله؟ قال: "من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" ثم قال: "يا أبا سعيد، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض، وهي: الجهاد في سبيل الله".
وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات.
ولا مانع أن يكون الحديث رواه عن أبي سعيد كل من أبي علي الجنبي وأبي عبد الرحمن الحبلي، ورواه أبو هانئ الخولاني عنهما جميعا، وإن كانت رواية ابن وهب أصح، وقد صحح ابن حبان الطريقين جميعا. (863، 4612).
• عن أبي سلام، قال: مر رجل في مسجد حمص، فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقمت إليه، فقلت: حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة".
حسن: رواه أبو داود (5072)، وأحمد (18967، 18969)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (4)
كلهم من طرق عن شعبة، عن أبي عقيل هاشم بن بلال، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام فذكره.
وقد اختلف في إسناده على أبي عقيل لكن حديث شعبة هو المحفوظ، وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي وهو تابعي كما قال ابن حجر في الإصابة (10075).
وقال الحاكم (1/ 518): "هذا حديث صحيح الإسناد".
وجوّد النووي إسناده في الأذكار.
قلت: إسناده حسن من أجل سابق بن ناجية فإنه يحسن حديثه إذا كان له أصل وهذا منه، وإلا فهو "مقبول" أي يحتاج إلى المتابعة.
قلت: مدار إسناده على سابق بن ناجية تفرد بالرواية عنه أبو عقيل ولم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته ولذا قال ابن حجر في التقريب: "مقبول" أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
وبمعناه ما روي عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه".
رواه الترمذي (3389)، والطبراني في الدعاء (304) كلاهما من طريق أبي سعد سعيد بن المرزبان، عن أبي سلمة، عن ثوبان فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
وحسّنه ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 371).
قلت: في سنده سعيد بن المرزبان ضعيف مدلس كما في التقريب.
• عن عبد الله بن خبيب، قال: أصابنا طش وظلمة، فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فخرج، فأخذ بيدي فقال:"قل". فسكت. قال: "قل". قلت: ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاثا، تكفيك كل يوم مرتين".
حسن: رواه أبو داود (5082)، والترمذي (3575)، والنسائي (5428)، وأحمد (22664) كلهم من حديث ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
قلت: إسناده حسن من أجل أسيد بن أبي أسيد وشيخه معاذ بن عبد الله فإنهما حسنا الحديث.
ولكن رواه النسائي (5430) من وجه آخر عن عبد الله بن سليمان، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في غزوة إذ قال: "يا عقبة، قل" فاستمعت ثم قال "يا عقبة، قل" فاستمعت فقالها الثالثة فقلت: ما أقول؟ فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} "فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: ما تعوذ
بمثلهن أحد".
ولحديث عقبة بن عامر أسانيد أخرى ساقها النسائي مع ذكر الاختلاف في الألفاظ فالذي يظهر أن القصة وقعت للاثنين في وقتين مختلفين، أولا لعقبة بن عامر فروى عنه عبد الله بن خبيب وغيره كما عند النسائي، ثم وقع لعبد الله بن خبيب نفسه في وقت آخر فلا اضطراب فيه ولا تناقض.
وأما قول الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 329): "الحديث معروف بعقبة بن عامر" لا ينفي وقوعه لعبد الله بن خبيب، وقد أشار إلى ذلك في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن خبيب.
• عن أبي بن كعب: أنه كان له جرن من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه فرد عليه السلام فقال: ما أنت جني أم إنسي؟ قال: لا بل جني قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يده يد كلب، وشعره شعر كلب قال: هكذا خلق الجن قال: قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد مني قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة، فجئنا نصيب من طعامك قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} من قالها حين يمسي، أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال:"صدق الخبيثُ".
صحيح: رواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 27)، والطبراني في الكبير (1/ 169) كلاهما من حديث موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن محمد بن أبي بن كعب، عن أبيه أنه كان له جرن فذكره.
وهذا إسناد صحيح. ومحمد بن كعب له رؤية.
ورواه ابن حبان (784) من حديث الوليد، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني ابن أبي بن كعب أن أباه أخبره فذكر الحديث نحوه.
فجاء ذكر ابن أبي بن كعب مبهما، ولعله محمد كما في الرواية السابقة، وذكر في بعض الروايات أنه عبد الله بن أبي بن كعب. والله تعالى أعلم.
وسيأتي من حديث أبي هريرة نحوه في أدعية النوم.
وأما ما روي عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا. ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (2922)، وأحمد (20306) كلاهما من حديث أبي أحمد الزبيري قال: حدثنا
خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف حدثني نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وفي نسخة "حسن غريب" لكن عند المزي "غريب" فقط.
قلت: في إسناده نافع بن أبي نافع، قال أبو حاتم:"هذا أبو داود نفيع ضعيف" اهـ. وإن كان غيره فلا يعرف، وهو غير نافع بن أبي نافع البزاز الذي يروي عن أبي هريرة وهو ثقة.
وخالد بن طهمان معدود فيمن اختلط.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حم المؤمن إلى {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3] وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (2879)، والعقيلي (5/ 322) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المليكى عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر ابن أبي مليكة المليكي من قبل حفظه".
قلت: عبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف باتفاق أهل العلم وقد قال النسائي: "متروك الحديث". وقال ابن حبان: "ينفرد عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات".
وكذلك ما روي عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صباح يصبح العبد فيه إلا ومناد ينادي سبحوا الملك القدوس". فإسناده ضعيف أيضا.
رواه الترمذي (3569) -واللفظ له-، وابن السني في عمل اليوم والليلة (63) كلاهما من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي حكيم خطمي مولى الزبير عن الزبير بن العوام فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب".
قلت: في إسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف، وأبو حكيم مولى الزبير مجهول، وكذا محمد ابن ثابت.
وكذلك لا يصح ما روي عن أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح اللهم! إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك إلا غفر له ما أصاب في يومه ذلك من ذنب، وإن قالها حين يمسي غفر له ما أصاب".
رواه أبو داود (5078)، والترمذي (3501)، والبخاري في الأدب المفرد (1201)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (9 - 10) كلهم من طريق بقية، عن مسلم بن زياد قال سمعت أنس بن مالك فذكره، واللفظ لأبي داود.