الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك".
حسن: رواه أحمد (7045) عن حسن (هو ابن موسى الأشيب)، حدثنا ابن لهيعة، أخبرنا ابن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (292) من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة به. وهذا إسناد حسن فإن عبد الله بن لهيعة إذا روى عنه عبد الله بن وهب فحديثه حسن.
وأما ما روي عن عروة بن عامر، قال: ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أحسنها الفأل ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم! لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك" فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (3919) -واللفظ له-، وابن أبي شيبة (26920)، والبيهقي (8/ 139) كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر فذكره. وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت وعروة بن عامر قال الدوري في التاريخ (2815): سألت يحيى عن حديث حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر، قال يحيى: مرسل. اهـ
وقال ابن حجر في التهذيب (7/ 185): "والظاهر أن رواية حبيب عنه منقطعة" اهـ
الثانية: عروة بن عامر مختلف في صحبته، والصحيح أنه لا صحبة له كما قال ابن معين وابن قانع وابن عساكر والمزي وغيرهم.
9 - باب ما يقال عند الكرب والهم والحزن والشدة
• عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6346)، ومسلم في الذكر والدعاء (2730) كلاهما من طريق هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس فذكره.
• عن علي بن أبي طالب قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".
صحيح: رواه أحمد (721، 726)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (630)، وابن السني (342)، وصحّحه ابن حبان (865)، والحاكم (1/ 508) كلهم من طريق محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن عبد الله بن جعفر (هو ابن أبي طالب)، عن علي بن أبي طالب فذكره.
وإسناده صحيح، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
وصحّحه ابن حجر كما في الفتوحات الربانية لابن علان (4/ 7).
وقد أكثر النسائي من ذكر طرقه وألفاظه.
• عن أبي بكرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوات المكروب اللهم! رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت".
حسن: رواه أبو داود (5090)، وأحمد (20430)، والبخاري في الأدب المفرد (701)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (651)، وصحّحه ابن حبان (970) كلهم من حديث أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، حدثنا عبد الجليل بن عطية، حدثنا جعفر بن ميمون، حدثني عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الجليل بن عطية، وكذا جعفر بن ميمون فإنه مختلف فيه غير أنه يحسن حديثه إذا لم يكن فيه نكارة، خاصة في الفضائل ونحوها.
• عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب -أو في الكرب-: الله الله ربي لا أشرك به شيئا".
حسن: رواه أبو داود (1525)، وابن ماجه (3882)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (649)، وأحمد (27082) كلهم من طرق، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: حدثني هلال مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر (هو ابن أبي طالب)، عن أمه أسماء بنت عميس فذكرته.
وإسناده حسن من أجل هلال مولى عمر بن عبد العزيز يكنى أبا طعمة قال أبو حاتم: قارئ أهل مصر وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: ثقة، وكذلك عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز حسن الحديث أيضا.
وقد اختلف في إسناده والوجه المذكور صوبه النسائي.
تنبيه: سقط ذكر عبد الله بن جعفر من مطبوعة عمل اليوم والليلة، وجاء على الصواب في تحفة الأشراف (11/ 260).
• عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".
حسن: رواه الترمذي (3505)، وأحمد (1463)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (656)، والحاكم (2/ 382 - 383) كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه، عن سعد فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق فإنه حسن الحديث.
وعند أحمد في أوله قصة: قال سعد: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شيء؟ مرتين قال: لا. وما ذاك؟ قال: قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد، فسلمت عليه فملأ عينيه مني، ثم لم يرد علي السلام. قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه، فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلت قال سعد: قلت: بلى. قال: حتى حلف وحلفت، قال: ثم إن عثمان ذكر، فقال: بلى، وأستغفر الله وأتوب إليه إنك مررت بي آنفا، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة، قال: قال سعد: فأنا أنبئك بها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله، ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: "من هذا أبو إسحاق؟ " قال: قلت: نعم يا رسول الله. قال: "فمه" قال: قلت: لا والله، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك، قال: "نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} [الأنبياء: 87] فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له.
وللحديث أسانيد أخرى إلا أن ما ذكرته هو أصحها.
• عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: "التمس لنا غلاما من غلمانكم يخدمني" فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول:"اللهم! إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال" الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6363) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب: أنه سمع أنس بن مالك فذكره.
ورواه مسلم في الحج (1365) من طريق قتيبة وغيره، وذكر بعضه وليس فيه الدعاء المذكور.
• عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب عبدًا قطّ همٌّ ولا غمٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمّ! إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلّا أذهب الله
همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا" قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهنّ؟ قال: بلى، ينبغي لمن يسمعهنّ أن يتعلمهنّ".
حسن: رواه أحمد (3712)، وأبو يعلى (5297)، والطبراني في الكبير (10/ 209 - 210)، والبيهقي في الأسماء والصفات (7)، وصحّحه ابن حبان (972)، والحاكم (1/ 509) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
وأما ما روي عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (3534)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (338) كلاهما من طريق شجاع بن الوليد، عن الرحيل بن معاوية أخي زهير بن معاوية، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك فذكره.
ويزيد الرقاشي هو ابن أبان البصري القاص ضعيف.
وكذلك لا يصح ما روي عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم أو غم قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
رواه الحاكم (1/ 509) وعنه البيهقي في الدعوات (190) من طريق النضر بن إسماعيل البجلي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وتعقبه الذهبي بقوله: "عبد الرحمن لم يسمع من أبيه، وعبد الرحمن ومن بعده ليسوا بحجة".
قلت: سماع عبد الرحمن بن مسعود من أبيه محل خلاف، وقوله: وعبد الرحمن ومن بعده ليسوا بحجة يعني عبد الرحمن بن إسحاق وهو الواسطي ضعيف باتفاق الحفاظ، والنضر بن إسماعيل البجلي ليس بالقوي.
وقد خولف في إسناده فرواه حفص بن غياث -وهو ثقة- عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود. أخرج حديثه البيهقي في الأسماء والصفات (215)، والقاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود.
وقال البيهقي: وهذا مع إرساله أصح.
قلت: مدار الطريقين على عبد الرحمن بن إسحاق وهو الواسطي متفق على ضعفه.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: "سبحان الله العظيم" وإذا اجتهد في الدعاء قال: "يا حي يا قيوم". فإسناده ضعيف جدا.
رواه الترمذي (3436)، وأبو يعلى (6546) وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (339)،