الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: الحسن هو البصريّ، وسماعه من عمران بن حصين محل خلاف، والجمهور على نفيه، منهم ابن المدينيّ، والبخاري ومسلم، وأبو حاتم الرازيّ، والبرديجيّ، والبيهقيّ، ثمّ هو عنعن ولم يصرح إِلَّا أنه توبع في أصل الحديث ولذا صحّحه الترمذيّ وغيره.
وقيل: استعمال الكي على وجه العلاج في أمر يحتاج إليه إنسان يجوز أن ينجح فيه، ويجوز أن لا ينجح فيه، فإذا غلب عليه النجاح جاز استعماله، وإذا غلب عليه الهلاك أو عدم النجاح كره ذلك، فكان النهي لعمران من هذا السبيل؛ لأن له علة الباسور وإن الكي يزيده خطرا على المرض، ولذا نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي.
• عن عبد الله بن مسعود قال: جاء ناس فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صاحب لهم أن يكووه فسكت، ثمّ سألوه ثلاثًا فسكت، وكره ذلك.
صحيح: رواه ابن حبَّان (6082)، والطحاوي في شرحه (6998) كلاهما عن شعبة، قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره.
وإسناده في غاية من الصحة لأن شعبة كان من قدماء أصحاب أبي إسحاق.
والحديث رواه أيضًا عبد الرزّاق (19517)، وأحمد (3701)، والطحاوي في شرحه (6999)، والحاكم (4/ 416) كلّهم من طرق أخرى عن أبي إسحاق فذكر نحوه.
ولفظ أحمد وغيره: "اكووه وارضفوه رضفا" أي اجعلوه على حجارة محماة كأنه قال ذلك وهو غضبان.
13 - باب ما جاء في جواز الكي
• عن جابر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبا، فقطع منه عرقا، ثمّ كواه عليه.
صحيح: رواه مسلم في السّلام (2207) من طريق أبي معاوية (هو محمد بن خازم)، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.
وأبي بن كعب رُمِيَ يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم من طريق شعبة عن الأعمش.
• عن جابر قال: رُمِيَ سعد بن معاذ في أكحله قال: فحسَمه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بيده بمِشْقَصٍ ثمّ وَرِمَتْ، فحسمه الثانيةَ.
صحيح: رواه مسلم في السّلام (2208) من طريق أبي خيثمة (زهير بن معاوية)، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.
قوله: "أكحله" هو عرق في الذراع، منه يسحب الدم.
وقوله: "فحسمه" أي كواه.
• عن أنس أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه، وكواه أبو طلحة بيده.
صحيح: رواه البخاريّ في الطب (5719، 5720، 5721) عن عارم، حَدَّثَنَا حمّاد، قال: قُرِئ على أيوب من كتب أبي قلابة، منه ما حدّث به، ومنه ما قُرئ عليه، وكان في هذا الكتاب عن أنس فذكره.
• عن أنس قال: كواني أبو طلحة، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فما نُهيتُ عنه.
حسن: رواه أحمد (12416)، والحاكم (4/ 417) كلاهما من حديث عمران، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمران وهو ابن دَاوَر القطان فإنه حسن الحديث.
وفي معناه ما رُوي عن أنس بن مالك قال: أذن رسول الله لأهل البيت من الأنصار أن يُرقُوا من الحمة، وأذِنَ برقية العين والنَّفْس.
وقال أنس كويت من ذات الجنب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت وأبو طلحة كواني.
رواه أبو يعلى (2819)، والبيهقي (9/ 342) كلاهما من طريق ريحان بن سعيد، ثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك فذكره.
وعباد بن منصور ضعيف عند جمهور أهل العلم.
وعلقه البخاريّ في الطب (5720، 5721) فقال: وقال عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البيت أن يرقوا من الحمة والأذن. ولم يذكر فيه الكي.
ثمّ قال: قال أنس: كويت من ذات الجنب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كواني". انتهى.
قلت: وقول أنس بدون ذكر الرقية في الحمة والأذن ثابت في الصَّحيح كما مضى.
والحُمَة: هو السم. والأُذن: أراد به وجع الأذن.
يستفاد من تعليق البخاريّ قول عباد بن منصور بأن المرض الذي كان عند أنس هو ذات الجنب كما يستفاد منه أيضًا ذكر الرقية في الحمة والأذن إِلَّا أن عباد بن منصور ضعيف عند جمهور أهل العلم كما سبق.
• عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمر بابن زرارة أن يُكوى.
صحيح: رواه أبو يعلى (4825)، وابن حبَّان (6079) كلاهما من طريق محمد بن عباد المكي
قال: حَدَّثَنَا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وإسناده صحيح.
• عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسعد بن زرارة، وبه وجع يقال له: الشوكة، فكواه حوران على عنقه، فمات فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بئس الميتُ لليهود يقولون: قد داواه صاحبه أفلا نفعه".
صحيح: رواه عبد الرزّاق (19515) عن معمر، عن الزّهريّ، عن أبي أمامة فذكره. وهو مرسل.
ورواه أحمد (17238) من وجه آخر عن ابن شهاب الزّهريّ، يحدث أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف أخبره، عن أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكان أحدَ النقباء يوم العقبة أنه أخذتْه الشوكة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده فقال:"بئس الميت ليهود" مرتين. "سيقولون: لولا دفع عن صاحبه، ولا أملك له ضرا ولا نفعا ولأَتَمَحَّلنَّ له"، فأمر به وكُوِيَ بخطين فوق رأسه فمات.
وفي إسناده زمعة بن صالح قال: سمعت ابن شهاب فذكره. وزمعة ضعيف.
وأبو أمامة هو أسعد بن سهل بن حنيف له رؤية، ولم يسمع من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيكون مرسل الصحابي وهو حجّة عند جمهور أهل العلم، ويقوي هذا المرسل حديث عائشة.
وأمّا ما رواه الترمذيّ (2050)، وابن حبَّان (6080)، والحاكم (3/ 187) كلّهم من حديث يزيد بن زُريع قال: حَدَّثَنَا معمر، عن الزّهريّ، عن أنس: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة. فهو خطأ. أخطأ فيه معمر كما نبه عليه أبو حاتم في العلل (2277): "وإنما هو عن الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كوى أسعد مرسل".
وهو كما قال وقد سبق، وتفصيل ذلك كما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 392) من طريق العباس بن يزيد البحرانيّ، عن يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزّهريّ، عن أنس.
قال العباس: وهذا مما غلط فيه معمر بالبصرة، وذلك لم يكن معه كتاب فغلط في هذا.
قال عبد الرزّاق: فلمّا قدم علينا قال: إني قد غلطت بالبصرة حديثين حدثتهم عن الزّهريّ، عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة، وإنما حَدَّثَنَا الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل مرسل.
• عن بعض أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: كوى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا أو أسعد بن زرارة في حلقه من الذُّبحة وقال: "لا أدع في نفسي حرجا من سعد، أو أسعد بن زرارة".
حسن: رواه أحمد (23207) عن حسن (وهو ابن موسى)، حَدَّثَنَا زهير، عن أبي الزُّبير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن بعض أصحاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وأمّا ما رواه محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري قال: سمعت عمي يحيى، وما