الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله.
وقد حسَّنه الترمذي فقال: "هذا حديث حسن".
• عن أنس بن مالك قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليه السلام، فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوبا بالوسمة.
صحيح: رواه البخاري في فضائل الصحابة (3748) عن محمد بن الحسين بن إبراهيم، ثني حسين بن محمد، ثنا جرير، عن محمد، عن أنس بن مالك فذكره.
40 - باب ما جاء في فضل حمزة بن عبد المطلب
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (922) عن أحمد (يعني ابن يحيى الحلواني)، حدثنا عمار بن نصر، حدثنا حكيم بن زيد، عن إبراهيم الصائغ، عن عكرمة، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمار بن نصر وشيخه حكيم بن زيد، وشيخه إبراهيم بن ميمون بن الصائغ، فإن كل هؤلاء حسن الحديث.
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حكيم بن زيد المروزي فقال: صالح وهو شيخ. الجرح والتعديل (3/ 205).
وأما الأزدي فأفرط فيه، فقال: فيه نظر، كما نقله الهيثمي في المجمع (9/ 268).
وبمعناه روي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب". رواه الطبراني في الكبير (3/ 165) من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن علي بن الحزوَّر، حدثنا الأصبغ بن نباتة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: فذكره. وإسناده واه جدا.
فإن علي بن الحزوّر وأصبغ بن نباتة متروكان، وبالأول أعله الهيثمي في المجمع (9/ 268)، ولكن اشتهر حمزة بن عبد المطلب بهذا اللقب، كما هو مذكور في كتب السير والتراجم، وهو به جدير.
41 - باب في فضل خالد بن الوليد وأخباره
• عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال:"أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، - وعيناه تذرفان - حتى أخذها سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم".
صحيح: رواه البخاري في فضائل الصحابة (3757) وفي المغازي (4262) عن أحمد بن
واقد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس فذكره.
وقوله: "حتى فتح الله عليهم" المراد بالفتح هنا هو انحياز خالد بن الوليد بعسكر المسلمين بحكمته السياسية عن موقع القتال بحيث لم يشعر الكفار بضعف المسلمين، ووصولهم سالمين المدينة النبوية، من أجل ذلك عبَّر بالفتح، والله أعلم.
• عن أبي قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - في قصة غزوة مؤتة -: "ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء هو أمَّر نفسه" فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال: "اللهم هو سيف من سيوفك فانصره".
حسن: رواه النسائي (8159)، وأحمد (22551)، وصحّحه ابن حبان (7048) كلهم من طرق عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح، فوجدته قد اجتمع إليه ناس من الناس، قال: حدثنا أبو قتادة فذكره. وإسناده حسن من أجل خالد بن سمير، فإنه حسن الحديث.
• عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، "فإن قُتل زيد - أو استشهد - فأميركم جعفر، فإن قُتل - أو استشهد - فأميركم عبد الله بن رواحة" فلقوا العدو، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قُتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه، وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال:"إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قُتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قُتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قُتِل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه" الحديث.
صحيح: رواه أحمد (1750)، والنسائي في الكبرى (8550) كلاهما من طريق وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر فذكره. وإسناده صحيح.
وبقية الحديث مذكور في كتاب الجنائز في التعزية.
• عن أبي العجفاء قال: قيل لعمر بن الخطاب: لو عهدت يا أمير المؤمنين؟ قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته، ثم قدمت على ربي، فقال لي: لِمَ استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: "لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"، ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، ثم قدمت على ربي، فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول
لخالد: "سيف من سيوف الله سلَّه الله على المشركين".
حسن: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (697) والشاشي في مسنده (617) - والسياق له - كلاهما من طريق ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي العجفاء فذكره.
أبو العجفاء هو السلمي البصري، قيل: اسمه هرِم بن نسيب، وقيل: بالعكس. وهو مختلف فيه، فوثّقه ابن معين والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال البخاري: "في حديثه نظر"، وقال أبو أحمد الحاكم:"حديثه ليس بالقائم". وقال يعقوب الفسوي: "أبو العجفاء مجهول لا يُدرى من هو"وحكم على هذا الحديث بأنه باطل. المعرفة والتاريخ (2/ 437 - 438).
كذا قال: ولم أعرف وجه بطلان هذا الحديث، وأما أبو العجفاء فقد عرفت أنه مختلف فيه، فلو ذهب ذاهب إلى تحسينه لم يجنب الصواب.
• عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هذا يا أبا هريرة؟ " فأقول: فلان. فيقول: "نعم عبد الله هذا" ويقول: "من هذا؟ " فأقول: فلان. فيقول: "بئس عبد الله هذا"، حتى مر خالد بن الوليد فقال:"من هذا؟ " فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال:"نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله".
حسن: رواه الترمذي (3846) عن قتيبة، حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة فذكره.
وقال: "هذا حديث غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة، وهو عندي حديث مرسل".
وكذلك قال أيضا ابن معين: "لم يسمع زيد من أبي هريرة". انظر: جامع التحصيل (211).
ورواه ابن أبي شيبة (32929) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: هبطت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية هرشى فانقطع شسعه فناولته نعلي فأبى أن يقبلها، وجلس في ظل شجرة ليصلح نعله، فقال لي:"انظر من ترى؟ " قلت: هذا فلان بن فلان، قال:"بئس عبد الله فلان"، ثم قال لي:"انظر من ترى؟ " قلت: هذا فلان، قال:"نعم عبد الله فلان" والذي قال له: "نعم عبد الله فلان". خالد بن الوليد.
وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف الحديث.
والحديث بهذين الإسنادين يرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله.
وبمعناه رواه أحمد (43) عن علي بن عياش، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده وحشي بن حرب أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على
قتال أهل الردة، وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله، سلَّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين". ورواه البزار في مسنده (83) عن وحشي بن حرب بن وحشي بإسناده مختصرا.
وحرب بن وحشي لم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثّقه غير ابن حبان، فذكره في ثقاته على قاعدته.
وقال البزار: "عنده أحاديث مناكير لم يروها غيره، وهو مجهول في الرواية، وإن كان معروفا في النسب".
وأما وحشي بن حرب ابنه فهو مستور كما في التقريب، وذكره ابن حبان والعجلي في ثقاتهما على قاعدتهما في توثيق المجاهيل.
وبمعناه روي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خالد لِمَ تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله" فقال: يا رسول الله، يقعون فيَّ فأرد عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تؤذوا خالدا؟ فإنه سيف من سيوف الله، صبَّه الله على الكفار". إلا أنه مرسل.
رواه عبد الله بن أحمد في زوائد الفضائل (13)، وصحّحه ابن حبان (7091)، والحاكم (3/ 298) كلهم من طريق أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان بن رزين، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى فذكره.
وخالفه عبد الله بن إدريس فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو الذي رجحه أبو زرعة، كما في العلل (2585)، وتعقب الذهبي في تلخيص المستدرك على الحاكم فقال:"رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد، عن الشعبي مرسلا، وهو أشبه".
قلت: وهو كما قال، فإن عبد الله بن إدريس ثقة فقيه، ولا يقبل مخالفة إبراهيم بن سليمان له، وإن كان وثّقه جماعة من أهل العلم، فقد رواه أيضا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن خالد مرسلا، كما في فضائل الصحابة (12، 1484).
ومن أخبار خالد بن الوليد ما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد، عن حماد بن زيد، حدثنا عبد الله بن المختار، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، ثم شك حماد في أبي وائل قال: لما حضرت خالدا الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانّه، فلم يقدّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتّها وأنا متتَرِّس، والسماء تَهُلُّنِي ننتظر الصبح حتى نُغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله، فلما توفي خرج عمر على جنازته فقال: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهن، ما لم يكن نقعا أو لقلقة.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي بهدلة فإنه حسن الحديث.