الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس؟ فقال أبي: لا والله، قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي: لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملنا بعدُ نجونا منه كفافا رأسا برأس. فقلت: إن أباك والله خير من أبي.
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3915) عن يحيى بن بشر، حدثنا روح، حدثنا عوف، عن معاوية بن قرة قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال: فذكره.
قوله: "برد لنا" أي: ثبت لنا.
وقوله: "كفافا" سواء بسواء
12 - باب ما جاء في أخبار عمر بن الخطاب
• عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول في مسجد الكوفة: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم، ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان.
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3862) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: فذكره.
وفي لفظ: "لو رأيتني موثقي عمرُ على الإسلام أنا وأخته وما أسلم، ولو أن أحدا انقضَّ لما صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقضَّ".
رواه البخاري (3867) من وجه آخر عن إسماعيل بن قيس، فذكره.
قوله: "لموثقي على الإسلام" أي كان يربطه بسبب إسلامه ويضربه ليرجع عن الإسلام.
• عن عبد الله بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
صحيح: رواه البخاري في فضائل الصحابة (3684) عن محمد بن المثنى، ثنا يحيى، عن إسماعيل، ثنا قيس قال: قال عبد الله: فذكره.
• عن أبي عثمان قال: سمعت ابن عمر إذا قيل له: هاجر قبل أبيه يغضب. قال: وقدمت أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلا، فرجعنا إلى المنزل، فأرسلني عمرُ، وقال: اذهب فانظر هل استيقظ، فأتيته فدخلت عليه فبايعته، ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ، فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته.
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3916) عن محمد بن صباح، أو بلغني عنه، حدثنا إسماعيل، عن عاصم، عن أبي عثمان قال: فذكره.
• عن حذيفة بن اليمان قال: دُعِيَ عمر لجنازة، فخرج فيها أو يريدها، فتعلقت به، فقلت: اجلس يا أمير المؤمنين، فإنه من أولئك، فقال: نشدتك بالله أنا منهم؟ قال: لا. ولا أبرئ أحدا بعدك.
صحيح: رواه البزار (2885) عن عبد الواحد بن غياث، أخبرنا عبد العزيز بن مسلم (هو القسملي)، أخبرنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة فذكره.
وإسناده صحيح، وقد صحّحه أيضا ابن حجر في مختصر زوائد البزار (590).
في هذا الحديث فضيلة ظاهرة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو براءته من النفاق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن أسماء المنافقين لحذيفة بن اليمان، وأمره بعدم إظهاره، لذا لُقِّبَ حذيفة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: "فإنه من أولئك" يعني المنافقين.
• عن ابن عباس: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى صلاة جلس للناس لمن كانت له حاجة، فإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل، قال: فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن، قال ابن عباس: فحضرت الباب، فقلت: يا يرفأ، أبأمير المؤمنين شكاة؟ قال: ما بأمير المؤمنين من شكوى، فجلست، فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه فجلس، فخرج يرفأ، فقال: قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس، فدخلا على عمر، فإذا بين يديه صُبَرٌ من مال، على كل صُبْرة منها كتف، فقال عمر رضي الله عنه: إني نظرت في أهل المدينة، فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة، فخذا هذا المال فاقسماه، فما كان من فضل فردا، قال: فأما عثمان رضي الله عنه فحثا، وأما أنا فجثوت على ركبتي فقلت: وإن كان نقصانا رددت علينا، فقال: شنشنة من أخشن، يعني حجرا من جبل، أما كان هذا عند الله إذ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون القد، فقلت: بلى، والله لقد كان هذا عند الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، ولو عليه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع، فغضب عمر رضي الله عنه وقال: أخبرني صنع ماذا، قلت: إذًا لأكل وأطعمنا، قال: فنشج عمر رضي الله عنه حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: وددت أني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي.
حسن: رواه الحميدي (30)، والبزار (209) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره. واللفظ للحميدي.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ غير عمر، ولا نعلم له طريقا عن عمر إلا هذا الطريق".
قلت: وإسناده حسن من أجل عاصم بن كليب وأبيه، فإنهما صدوقان.
روي عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد، لقد استبشر أهل السماء