الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب".
قلت: في إسناده مسلم بن زياد لم أجد من وثّقه إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته.
وقال ابن القطان الفاسي: حاله مجهول. وقد اضطرب في متنه، وأما بقية بن الوليد فصدوق مدلس ولكنه صرح بالتحديث عند النسائي.
ورواه أبو داود (5069) من طريق عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هشام بن الغاز بن ربيعة، عن مكحول الدمشقي، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم! إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار".
وفي إسناده عبد الرحمن بن عبد المجيد مجهول.
وللحديث طرق أخرى لا تخلو من مقال مع اختلاف في المتن. والله أعلم.
2 - باب الأدعية والأذكار المأثورة إذا أخذ مضجعه للنوم، وإذا استيقظ
• عن البراء بن عازب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم! أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول".
فقلت: أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت. قال: "لا وبنبيك الذي أرسلت".
وزاد في رواية: "وإن أصبح أصاب خيرا".
وفي رواية بعد قوله: "أسلمت نفسي إليك" زيادة: "ووجهت وجهي إليك".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6311)، ومسلم في الذكر والدعاء (2710) كلاهما من طريق منصور، عن سعد بن عبيدة، حدثني البراء بن عازب فذكره.
والزيادة الأولى لمسلم من طريق حصين (هو ابن عبد الرحمن السلمي)، عن سعد بن عبيدة به.
والزيادة الثانية لمسلم من طريق عمرو بن مرة، عن سعد بن عبيدة به.
ورواها البخاري (6313) من طريق أبي إسحاق، عن البراء، ورواها مسلم (2710) من طريق أبي إسحاق به إلا أنه لم يسق لفظه كاملا بل أحال على رواية عمرو بن مرة.
• عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم
قال: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ منك إلا إليك، أومن بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة".
حسن: رواه الترمذي (3395)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (771) كلاهما من طرق عن عثمان بن عمر (هو ابن فارس)، حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق بن أخي رافع بن خديج، عن رافع بن خديج فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث رافع بن خديج".
قلت: وهو كما قال فإن يحيى بن إسحاق ويقال: ابن أبي إسحاق روى عن عمه رافع بن خديج هذا الحديث، ولم يرو عنه إلا يحيى بن أبي كثير، ووثقه ابن معين وأبن حبان وهو حسن الحديث، وقوله:"وبرسولك" لعله تصرف من الراوي فقد روى هذا الحديث البراء بن عازب -كما في الصحيحين- وجاء فيه فقلت: أستذكرهن: "وبرسولك الذي أرسلت" قال: "لا وبنبيك الذي أرسلت". ومع ذلك ورد في بعض طرق حديث البراء "وبرسولك الذي أرسلت" كما في صحيح مسلم أيضا (2710: 56).
• عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: "اللهم! باسمك أموت وأحيا".
وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
صحيح: رواه البخاري في الدعوات (6314) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة فذكره.
• عن أبي ذر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال: "اللهم! باسمك أموت وأحيا".
فإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
صحيح: رواه البخاري في الدعوات (6325) عن عبدان، عن أبي حمزة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر فذكره.
• عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: "اللهم! باسمك أحيا وباسمك أموت".
وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2711) عن عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن البراء فذكره.
• عن عبد الله بن عمر: أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجحه قال: "اللهم! خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم! إني أسألك العافية".
فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر، من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2712) من طريق غندر، حدثنا شعبة، عن خالد قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث، عن عبد الله بن عمر فذكره.
• عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: "اللهم! رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم! أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2713: 61) عن زهير بن حرب حدثنا جرير، عن سهيل به.
ورواه (2713: 62) من طريق خالد الطحان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول بمثل حديث جرير، وقال:"من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها".
ورواه الأعمش (2713: 63) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال لها: قولي: "اللهم! رب السماوات السبع" بمثل حديث سهيل عن أبيه.
• عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين".
وفي رواية: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره، فلينفض بها فراشه، وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي، بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
وفي رواية: "إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي
…
".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6320) عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه مسلم في الذكر والدعاء (2714: 64) عن إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا عبيد الله، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثاني.
ورواه البخاري في التوحيد (7393) عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثني مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثالث.
ورواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري به، وزاد دعاء الاستيقاظ وهو الحديث الآتي:
• عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد، فإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد الله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره".
حسن: رواه الترمذي (3401) والنسائي في عمل اليوم والليلة (866)، وابن السني (9) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
واللفظ للترمذي واقتصر النسائي وابن السني على دعاء الاستيقاظ.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، والشطر الأول في الصحيحين.
وقال الترمذي: "حديث حسن".
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 113): "هذا حديث حسن من هذا الوجه بهذا السياق وأصل شطره الأول صحيح.
• عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اضطجع للنوم يقول: "اللهم! باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (770) -وعنه ابن السني (716) - عن يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وأخرجه أحمد (6620) عن حسن، عن ابن لهيعة، عن حيي به.
وإسناده حسن من أجل حيي بن عبد الله فإنه حسن الحديث ما لم يتبين العكس.
وقد حسّنه أيضًا ابن حجر في نتائج الأفكار.
• عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2715) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
• عن حذيفة قال: كان -يعني النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده وقال: "رب قني عذابك يوم تبعث -أو تجمع- عبادك".
صحيح: رواه الترمذي (3398)، وأحمد (23244) كلاهما من حديث سفيان (هو ابن عيينة)، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام، توسد يمينه، ويقول:"اللهم! قني عذابك يوم تجمع عبادك".
وفي لفظ "يوم تبعث عبادك".
صحيح: رواه أحمد (18422)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (754) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، ورجل آخر، عن البراء بن عازب فذكره.
وهذا الرجل الآخر قال الترمذي: لعله عبد الله بن يزيد. العلل الكبير (2/ 908).
قلت: وهو كما قال فقد رواه أحمد (18660، 18672)، والترمذي في الشمائل (254)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (755) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله ابن يزيد الأنصاري، عن البراء فذكره.
وإسناده صحيح، وقد اختلف في إسناده على أبي إسحاق اختلافا طويلا إلا أن ما ذكرته هو أصحها.
وبمعناه ما روي عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك". ثلاث مرار.
رواه أبو داود (5045)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (762) كلاهما من طريق أبان (هو ابن يزيد العطار)، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن معبد بن خالد، عن سواء الخزاعي، عن حفصة فذكرته.
وسواء الخزاعي لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، ولذا قال ابن حجر:"مقبول"
أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
وعاصم بن أبي النجود صدوق لكن في حفظه ضعف، وقد اختلف عليه فرواه بعضهم عنه عن معبد عن سواء، ورواه بعضهم عنه عن المسيب، عن سواء، ورواه بعضهم عنه عن سواء مباشرة. ولعل هذا الاختلاف من عاصم نفسه فإنه ليس بالحافظ المتقن.
• عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: "بسم الله، وضعت جنبي، اللهم! اغفر لي ذنبي، واخس شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في الندى الأعلى".
وفي رواية: "في الملأ الأعلى".
صحيح: رواه أبو داود (5054)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (718)، وصحّحه الحاكم (1/ 540، 548 - 549) كلهم من طريق ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبى الأزهر الأنماري فذكره. واللفظ لأبي داود.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وهو كما قال. وأبو الأزهر ويقال: أبو زهير قيل: لا يعرف اسمه وقيل: اسمه يحيى بن نفير وهو صحابي سكن الشام.
وقوله: "واخس شيطاني" بوصل الهمزة وفتح السين من خسأت الكلب أي طردته، والمعنى اجعله مطرودا عني.
وقوله: "الندى الأعلى" أي الملأ الأعلى من الملائكة لأن الندى معناه اجتماع القوم في المجلس.
• عن أبي هريرة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ قال: "قل: اللهم! عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه" قال: "قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك".
صحيح: رواه أبو داود (5067)، والترمذي (3392)، والبخاري في الأدب المفرد (1202، 1203)، وأحمد (7961)، وصحّحه ابن حبان (962)، والحاكم (1/ 513) كلهم من طرق، عن يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم يحدث عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
• عن ابن عمر أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: "الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني والذي منَّ علي فأفضل، والذي أعطاني
فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم! رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء، أعوذ بك من النار".
حسن: رواه أبو داود (5058)، وأحمد (5983)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (798)، وصحّحه ابن حبان (5538) كلهم من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، حدثنا حسين، عن ابن بريدة، عن ابن عمر فذكره.
وصحّحه النووي في الأذكار (رقم 268).
وإسناده حسن من أجل عبد الصمد بن عبد الوارث، وقد حسنه ابن حجر في نتائج الأفكار إلا أن أبا حاتم أعله بما رواه أبو معمر المنقري، عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن ابن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وقال أبو حاتم: "حديث أبي معمر أشبه". علل الحديث (2049).
وأما ما روي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (3397)، وأحمد (11074) كلاهما من حديث أبي معاوية، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيد الله ابن الوليد".
وفي بعض نسخ الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده الوصافي وعطية العوفي وهما ضعيفان.
وأما ما روي عن علي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه:"اللهم! إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم! أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم! لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك". فالصواب أنه مرسل.
رواه أبو داود (5052)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (767) كلاهما من طريق الأحوص بن جواب، حدثنا عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن الحارث وأبي ميسرة، عن علي فذكره.
وأبو إسحاق السبيعي اختلط وعمار بن زريق سمع منه بأخرة، وقد خالفه إسرائيل فرواه عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند منامه
…
أعني ذكره مرسلا. أخرجه ابن أبي شيبة (29929).
ورواية إسرائيل عن جده في غاية الإتقان ولذا رجح المرسلَ أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
انظر: العلل (1989).
وأما النووي فصحّحه في الأذكار، وحسّنه ابن حجر في نتائج الأفكار لظاهر الإسناد الأول.
• عن أبي هريرة أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، وشكت العمل فقال:"ما ألفيتيه عندنا". قال: "ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ تسبحين ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2728) عن أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد يعني ابن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
• عن علي أن فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته. قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال:"مكانك". فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم".
وزاد في رواية: قال علي: ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6318)، ومسلم في الذكر والدعاء (2727) كلاهما من طريق شعبة، عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى، ثنا علي فذكره.
والزيادة المذكورة رواها البخاري في النفقات (5362)، ومسلم في الموضع السابق كلاهما من طريق مجاهد، عن ابن أبي ليلى به.
• عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر فاطمة وعليا إذا أخذا مضاجعهما في التسبيح، والتحميد، والتكبير -لا يدري عطاء أيها أربع وثلاثون تمام المائة- قال: فقال علي: فما تركتهن بعد.
قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ قال علي: ولا ليلة صفين.
صحيح: رواه أحمد (6554) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخر عمره لكن رواية شعبة عنه قبل الاختلاط.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 122): "رواه أحمد ورجاله ثقات لأن شعبة سمع من عطاء بن
السائب قبل أن يختلط".
• عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوُها ليف، ورَحَيَيْن وسقاء وجَرَّتَيْن، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله! لقد سَنَوت حتى قد اشتكيتُ صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبْيٍ، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله! قد طَحَنت حتى مَجَلَت يداي فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما جاء بك أي بنية؟ ". قالت: جئت لأسلم عليك، واستَحْيَت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعا، فقال علي: يا رسول الله، والله لقد سَنَوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسَبْي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والله! لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تُطْوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم". فرجعا، فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال:"مكانكما". ثم قال: "ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ ". قالا: بلى. فقال: "كلمات علمنيهن جبريل، فقال: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين". قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: "قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفين".
صحيح: رواه أحمد (838، 596)، وابن سعد (8/ 25)، والبزار (757)، كلهم من طرق، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي قال: فذكره.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخر عمره لكنه روى عنه هذا الحديث حماد بن سلمة، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
وزيادة قوله: "تسبحان في دبر كل صلاة عشرا" لم يذكرها رواة البخاري ومسلم وهي زيادة لها أصل من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره فلا شذوذ فيه ولا نكارة.
وبمعناه ما روي عن الفضل بن الحسن الضمري أن ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير بن عبد المطلب حدثه عن إحداهما أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا، فذهبت أنا وأختي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبقكن يتامى بدر، لكن سأدلكن على ما هو خير لكن من ذلك، تكبرن الله على أثر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
رواه أبو داود (2987، 5066)، والطحاوي في معاني الآثار (3/ 299) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن الحسن الضمري فذكره.
وابن أم الحكم لا يعرف.
وقد سقط ذكر ابن أم الحكم من بعض طبعات سنن أبي داود.
وفيه بعض المخالفات لما ثبت في الروايات الصحيحة.
• عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان". فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعقدها بيده قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال:"يأتي أحدكم -يعني الشيطان- في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها".
صحيح: رواه أبو داود (5065) من طريق شعبة-، والترمذي (3410) من طريق إسماعيل ابن علية-، والنسائي (1348) من طريق حماد-، وابن ماجه (926) من طريق إسماعيل، ومحمد بن فضيل، وأبي يحيى التيمي، وابن الأجلح- كلهم عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو فذكره. واللفظ لأبي داود.
وقال الترمذي: "حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث، وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصرا" اهـ.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخر عمره لكن رواية شعبة والثوري وحماد عنه قبل الاختلاط.
وقوله: "فتلك خمسون ومائة" يعني في خمس مرات في كل يوم وليلة.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه، نفث في كفيه بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده.
قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به.
صحيح: رواه البخاري في الطب (5748) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا سليمان، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكرته.
وزاد في آخره قال يونس: كنت أرى ابن شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشه.
• عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص: 1] {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [سورة الفلق: 1]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [سورة الناس: 1]، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات.
صحيح: رواه البخاري في فضائل القرآن (5017) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ثلاث مرات، وفي الرواية السابقة لم يذكر عدد معين، فمن فعل ذلك ثلاثا فقد أحسن، ومن فعل دون ذلك فلا حرج عليه.
• عن أبي هريرة -في قصة حفظ زكاة رمضان- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله! زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: "ما هي؟ " قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ " قال: لا، قال:"ذاك شيطان".
صحيح: رواه البخاري في الوكالة (2311) قال: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
وعثمان بن الهيثم من شيوخ البخاري فهو محمول على الاتصال.
• عن أبي مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (5009)، ومسلم في صلاة المسافرين (807: 255) كلاهما من طريق منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود فذكره. والسياق للبخاري.
• عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، قال: دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة، وقال:"إنما أنت ظئري" قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته، فقال:"ما فعلت الجارية، أو الجويرية؟ " قال: قلت: عند أمها، قال:"فمجيء ما جئت؟ "، قال: قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال:"اقرأ عند منامك: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "
قال: "ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك".
حسن: رواه أحمد (23807)، والترمذي (2403 م)، وصحّحه الحاكم (1/ 565) من طرق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه فذكره.
واللفظ لأحمد والحاكم، وأحال الترمذي على حديث قبله بقوله: بمعناه.
ورواه أبو داود (5055)، وصحّحه ابن حبان (790)، والحاكم (2/ 538) من طرق، عن زهير ابن معاوية، عن أبي إسحاق به نحوه.
وإسناده حسن من أجل فروة بن نوفل فإنه حسن الحديث، وقد قيل: إن له صحبة، والصواب أنه تابعي.
وقد اختلف في إسناده على أبي إسحاق السبيعي اختلافا كثيرا، ولكن الصحيح رواية إسرائيل ومن تابعه كما قال الترمذي والدارقطني في العلل (13/ 277).
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، وحسنه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 61 - 62).
وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، رواه ابن أبي شيبة (27060) من طريق أبي مالك الأشجعي (هو سعد بن طارق)، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه فذكره. وعبد الرحمن بن نوفل وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. وفيه متابعة لما قبله.
• عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.
حسن: رواه الترمذي (2920)، وأحمد (24388)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (712)، وابن خزيمة (1163)، والحاكم (2/ 424) كلهم من طرق عن حماد بن زيد، عن أبي لبابة العقيلي، عن عائشة فذكرته. وعند أكثرهم في أوله زيادة.
وإسناده حسن من أجل أبي لبابة العقيلي واسمه مروان فإنه حسن الحديث، فقد قال ابن أبي خيثمة: سألت ابن معين عن أبي لبابة الذي يروي عنه حماد بن زيد فقال: "اسمه مروان بصري ثقة"، وذكره ابن حبان في ثقاته.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب" وأبو لبابة هذا شيخ بصري قد روى عنه حماد بن زيد غير حديث، ويقال: اسمه مروان أخبرني بذلك محمد بن إسماعيل في كتابه التاريخ".
قلت: وكذا حسّنه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 65)، وأما ابن خزيمة فتوقف قائلا:"إن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح". وقد سبق توثيق ابن معين له فلا يضر توقفه.
وكذا لا يضر قول الذهبي في الميزان (4/ 565): "لا يدرى من هو؟ والخبر منكر".
• عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الم السجدة، و {تَبَارَكَ الَّذِي
بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الملك: 1].
حسن: رواه الترمذي (2892)، وأحمد (14695)، والبخاري في الأدب المفرد (1209)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (707 - 708) كلهم من طرق، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف لكن تابعه مغيرة بن مسلم الخراساني، عن أبي الزبير وهو صدوق. أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد (1207)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (706).
لكن أبو الزبير لم يسمعه من جابر قال زهير بن معاوية: سألت أبا الزبير أسمعت جابرا يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل، وتبارك قال: ليس جابر حدثنيه ولكن حدثنيه صفوان أو ابن صفوان". أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (709)، والحاكم (2/ 412).
وصفوان أو ابن صفوان ترجم له المزي في تهذيب الكمال (8/ 472) وقال: "هو صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية".
قلت: وهو ثقة من رجال التهذيب، والظاهر أن أبا الزبير رواه عن صفوان، عن جابر وقيل غير ذلك. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وقوله: "كان لا ينام حتى يقرأ" يحتمل أن يكون عند إرادة النوم قبل الأذكار الأخرى المعروفة.
ويحتمل أن يكون الوقت موسعا لقراءة هاتين السورتين قبل أن ينام.
وفي الباب عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال: "إن فيهن آية أفضل من ألف آية".
رواه أبو داود (5057)، والترمذي (22921)، وأحمد (17160)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (713، 714) كلهم من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن أبي بلال، عن عرباض بن سارية فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده عبد الله بن أبي بلال لا يُذكر له راو غير خالد بن معدان ولم أجد من وثقه إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته ولذا قال ابن حجر في التقريب: "مقبول" أي عند المتابعة، ولم أجد متابعا له فهو لين الحديث.
وبقية بن الوليد مدلس إلا أنه صرح بالتحديث عند الإمام أحمد ولكن خالفه معاوية بن صالح فرواه عن بحير، عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات مرسلا. أخرج حديثه النسائي في عمل اليوم والليلة (715).
ورجّح ابن حجر رواية المرسل في نتائج الأفكار (3/ 64) فقال: "رواية معاوية أثبت من رواية بقية" مع أنه حسّن حديثه قبله.