الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكتبانها، فصعدا إلى السماء وقالا: يا ربنا! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل: - وهو أعلم بما قال عبده - ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب! إنه قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها".
رواه ابن ماجه (3801)، والطبراني في الكبير (12/ 343 - 344) كلاهما من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا صدقة بن بشير مولى العمريين قال: سمعت قدامة بن إبراهيم الجمحي يحدث أنه كان يختلف إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو غلام، وعليه ثوبان معصفران، قال فحدثنا عبد الله بن عمر فذكره.
قلت: في إسناده صدقة بن بشير روى عنه جمع ولم يوثقه أحد وهو على شرط ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب:"مقبول" أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا.
وكذلك قدامة بن إبراهيم الجمحي لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، ولذا قال ابن حجر:"مقبول" أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
12 - باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
• عن أبي موسى الأشعري قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا وهم معكم"، وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. فقال لي: يا عبد الله بن قيس قلت: لبيك يا رسول الله قال: "ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال:"لا حول ولا قوة إلا بالله".
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4202)، ومسلم في الذكر والدعاء (2704) كلاهما من طريق عاصم (هو الأحول)، عن أبي عثمان (هو النهدي)، عن أبي موسى الأشعري فذكره.
• عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال:"لا حول ولا قوة إلا بالله".
صحيح: رواه ابن ماجه (3825)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (43)، وأحمد (21346) كلهم من طريق سليمان الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ "
قلت: بلى يا رسول الله، فقال:"لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه".
صحيح: رواه أحمد (8085)، والبزار - كشف الأستار (3089)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (358)، وصحّحه الحاكم (1/ 517) كلهم من طرق، عن أبي إسحاق، عن كُميل بن زياد، عن أبي هريرة فذكره في حديث طويل.
كُميل بن زياد هو: ابن نهيك الحنفي ثقة في حديثه، مُتّهم في دينه، وقد كان غاليا في التشيع.
والحديث رُويَ من أوجه أخرى عن أبي هريرة، وبعضها معلولة كما في التاريخ الكبير (1/ 100)، وعلل ابن أبي حاتم (2000).
• عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: لقيت أبا أيوب الأنصاري فقال لي: ألا آمرك بما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "أنْ أكثِرْ من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنه كنز من كنوز الجنة".
حسن: رواه ابن أبي شيبة (36410)، والطبراني في الكبير (4/ 158) كلاهما من حديث زيد بن الحباب، عن كثير بن زيد المدني قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص فذكره.
قال ابن حجر في المطالب العالية (3425): "إسناده حسن".
قلت: وهو كما قال فإن زيد بن الحباب وكثير بن زيد والمطلب بن عبد الله بن حنطب كلهم حسن الحديث.
• عن قيس بن سعد بن عبادة أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه قال: فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت فضربني برجله وقال: "ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ " قلت: بلى، قال:"لا حول ولا قوة إلا بالله".
وفي لفظ: "كنز من كنوز الجنة".
حسن: رواه الترمذي (3581)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (355)، وأحمد (15480)، والبزار - كشف الأستار (3085)، والحاكم (4/ 290) كلهم من حديث وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت منصور بن زاذان يحدث عن ميمون بن أبي شبيب، عن قيس بن سعد بن عبادة فذكره.
وإسناده حسن من أجل ميمون بن أبي شبيب فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
وأما قول الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار (2/ 405) بأن ميمون بن أبي شبيب لم يسمع من قيس بن سعد بن عبادة فلم أجد له سلفا، ولم يذكره الحافظ نفسه في تهذيب التهذيب،
ثم إن بين وفاتهما ثلاثة وعشرين سنة تقريبا، فهما معاصران.
وبمعناه ما روي عن حازم بن حرملة قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا حازم أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنوز الجنة".
رواه ابن ماجه (3826)، والطبراني في الكبير (4/ 37 - 38) كلاهما من طريق محمد بن معن، حدثنا خالد بن سعيد، عن أبي زينب مولى حازم بن حرملة، عن حازم بن حرملة فذكره.
وأبو زينب مولى حازم بن حرملة مجهول، وخالد بن سعيد هو ابن أبي مريم القرشي قال عنه ابن المديني: لا نعرفه. وذكره العقيلي في الضعفاء وقال: لا يتابع على حديثه. وذكره ابن حبان في ثقاته على قاعدته في توثيق من لم يعرف فيه جرح.
وروي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مرّ على إبراهيم، فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد، فقال له إبراهيم: مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة قال:"وما غراس الجنة؟ " قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
رواه أحمد (23552)، وصحّحه ابن حبان (821) كلاهما من حديث أبي عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو صخر، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، أخبره عن سالم بن عبد الله، قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري فذكره.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2461): "رواه أحمد بإسناد حسن".
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 103): "هذا حديث حسن".
قلت: في إسناده عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر لم يرو عنه غير أبي صخر حميد بن زياد، كما نص عليه ابن حبان في ثقاته، وهو من رجال "التعجيل" فقول الهيثمي في المجمع (10/ 97):"هو ثقة لم يتكلم فيه أحد، ووثقه ابن حبان" فيه تساهل منه، كما أن ابن حبان متساهل في التوثيق.
وبمعناه ما روي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
رواه الترمذي (3462)، والبزار (1991 - 1992) كلاهما من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود".
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 102): "حسّنه - يعني الترمذي - لشواهده، ومن ثم قيّد بالغرابة، وإلا فعبد الرحمن بن إسحاق ضعفوه، وهو أبو شيبة الواسطي".