الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثقفي، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة بهذا الإسناد فقال:"عن سعد بن أبي رافع".
ويونس بن الحجاج مجهول؛ لأنه لم يرو عنه إِلَّا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومع ذلك ذكره ابن حبَّان في الثقات، ثمّ هو أخطأ في قوله:"سعد بن أبي رافع" لأنه لا يعرف في الصحابة من يسمى سعد بن أبي رافع.
ولكن روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن محمد بن سعد أبي وقَّاص، عن أبيه، عن جده مثل هذا كما في الإصابة (3165). والله تعالى أعلم.
و"المفؤود": الذي أصيب فؤاده، فهو يشتكيه كالمبطون الذي يشتكي بطنه.
و"اللدود": ما يُسقاه الإنسان من أحد جانبي الفم، وفي التمر خاصية عجيبة لهذا الداء، ولا سيما تمر المدينة، ولا سيما العجوة منه، وفي كونها سبعا خاصية أخرى تدرك بالوحي. زاد المعاد (4/ 96).
وقوله: "فليجأهن بنواهن" يريد ليرُضّهن.
وقوله: "الوجيئة": حساء يُتخذ من التمر والدقيق، فيتحسّاه المريض. قاله الخطّابي.
وقال البغوي: "فليجأهن" أي فليدقّهن، ومنه أخذت الوجيئة، وهي المدقوقة حتى يلزم بعضه بعضا، ومنه أخذ الوجاء في الحديث:"الصوم له وجاء". شرح السنة (11/ 3
27).
25 -
باب التداوي بتمور المدينة
• عن سعد بن أبي وقَّاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيْها حين يصبح لم يضره سم حتّى يمسي".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (2047: 154) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حَدَّثَنَا سليمان -يعني ابن بلال-، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه فذكره.
وقوله: "لابتيها" هما الحرتان الشرقية والغربية في المدينة.
والحديث عام في تمور المدينة، لكنْ ذهب بعضُ أهل العلم إلى أن هذا العام مقيد، والمراد بالتمرات هنا:"العجوة" كما ورد في أحاديث أخرى.
26 - باب ما جاء في تمر البرني
• عن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدّمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله وجاء فيه: ثمّ أومأ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلى صُبْرة فقال: "أتسمون هذا البرني؟ " قلنا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما إنه خير تمركم، وأنفعه لكم".
قال: فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغَرْز منه، وعَظُمتْ رغبتُنا فيه حتّى صار عُظْمَ نخلنا وتمرنا البرني.
حسن: رواه أحمد (15559) عن يونس بن محمد، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن عبد الرحمن العصري، حَدَّثَنَا شهاب بن عباد قال: فذكره.
والحديث فيه قصة وهي: قال الراوي: قدّمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا، فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا، فقعدنا فرحب بنا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ودعا لنا، ثمّ نظر إلينا فقال:"من سيّدُكم وزعيمُكم؟ " فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم:"أهذا الأشج" وكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار، قلنا: نعم يا رسول الله، فتخلف بعض القوم، فعقل رواحلهم، وضم متاعهم، ثمّ أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر، ولبس من صالح ثيابه، ثمّ أقبل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رِجْله، واتكأ، فلمّا دنا منه الأشجّ أوسع القومُ له، وقالوا: هاهنا يا أشج، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدًا، وقبض رجله:"هاهنا يا أشج" فقعد عن يمين النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرحب به، وألطفه، وسأله عن بلاده وسمى له قريةً قريةً: الصفا، والمُشَقَّر وغير ذلك من قرى هَجَر، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قُرانا منا، فقال:"إنَّي قد وطئت بلادكم، وفسح لي فيها"، قال: ثمّ أقبل على الأنصار فقال: "يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم، فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين، ولا مَوْتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتّى قُتِلوا".
قال: فلمّا أن أصبحوا قال: "كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم، وضيافتهم إياكم؟ " قالوا: خير إخوان، ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا، وأصبحوا يعلِّمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فأعجبت النبيَّ صلى الله عليه وسلم وفرح بها، ثمّ أقبل علينا رجلًا رجلًا يعرضُنا على ما تعلَّمْنا، وعَلِمْنا، فمنا من علم التحيات وأم الكتاب، والسورة والسورتين، والسنن، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال:"هل معكم من أزوادكم شيء؟ " ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم، فأقبل كل رجل منهم معه صُبْرة من تمر فوضعوها على نِطَع بين يديه، فأومأ بجريدةٍ في يده كان يختصر بها فوق الذراع، ودون الذراعين، فقال:"أتسمون هذا التعضوض؟ " قلنا: نعم، ثمّ أومأ إلى صُبْرة أخرى، فقال:"أتسمون هذا الصرفان؟ " قلنا: نعم، ثمّ أومأ إلى صُبْرة، فقال:"أتسمون هذا البرني؟ " قلنا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما إنه خير تمركم، وأنفعه لكم" قال: فرجعنا من وفادتنا تلك، فأكثرنا الغرز منه، وعظمت رغبتنا فيه حتّى صار عُظْم نخلِنا وتمرِنا البرني.
فمال: الأشجّ: يا رسول الله، إن أرضنا أرضٌ ثقيلةٌ وَخِمةٌ، وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هِيجت ألوانُنا، وعظمت بطونُنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تشربوا في الدباء، والحنتم، والنقير، وليشربْ أحدُكم في سقاء يُلاث على فيه" فقال له الأشج: بأبي، وأمي يا رسول الله، رَخِّصْ لنا في مثل هذه، وأومأ بكفيه، فقال:"يا أشج، إني إن رخَّصْتُ لك في مثل هذه" -وقال بكفيه هكذا -شربته في مثل هذه، -وفرج يديه وبسطها، يعني أعظم منها- حتّى إذا ثَمِلَ أحدُكم من شرابه، قام إلى ابن عمه فهزر ساقه بالسيف"، وكان في الوفد رجل من بني عضل يقال له: الحارث، قد