الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صيفي بن صُهَيب، عن أبيه، عن جده يرفعه:"عليكم بألبان البقر؛ فإنها شفاء، وسمنُها دواء، ولحومُها داء".
أورده ابن القيم في زاده (4/ 324 - 325) وقال: "ولا يثبت ما في هذا الإسناد".
قلت: فيه دفّاع -بفتح الدال ثمّ فاء مشددة- ابن دَغْفل القيسي أو السدوسي قال أبو حاتم: ضعيف.
وعبد الحميد بن صيفي بن صُهَيب "لين الحديث" كما في التقريب.
وفي معناه ما روي أيضًا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نحوه.
رواه أبو نعيم في الطب (858)، والحاكم (4/ 404) وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد".
وتعقبه الذّهبيّ فقال: "فيه سيف بن مسكين وهّاه ابن حبَّان" انتهى.
قلت: قال ابن حبَّان: "شيخ من أهل البصرة، يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها" - المجروحين (440).
والخلاصة فيه: أن هذا الحديث لا يصح بوجه من الوجوه بل هو مخالف لقوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28].
والله تعالى لا يأمر بأكل شيء فيه ضررٌ محضٌ، أو ضررُه أكثرُ كما ثبت أيضًا عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه ضحّى عن نسائه بقرة، وأمر أصحابه بأكلها، وهو لا يأمر أصحابه بأكل شيء فيه داء، كما أنه لا يتقرب إلى الله بشيء فيه ضررٌ. والله تعالى أعلم.
22 - باب التداوي بتمر العجوة
• عن سعد بن أبي وقَّاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تصبَّحَ كلَّ يومٍ سبعَ تمراتٍ عجوةً لم يضرّه في ذلك اليوم سُمٌّ ولا سحرٌ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (5445)، ومسلم في الأشربة (2047: 155) كلاهما من طريق مروان بن معاوية الفزاري، أخبرنا هاشم بن هاشم، أخبرنا عامر بن سعد، عن أبيه، فذكره. واللفظ للبخاري، وأحال به مسلم على حديث أبي أسامة، عن هاشم به مثله، لكن ليس فيه
قوله: "كل يوم".
وقوله: "العجوة" وهي أجود أنواع تمور المدينة وأنفَسِها.
• عن سعد بن أبي وقَّاص قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "من اصطبحَ كُلَّ يوم تمرات عجوةً لم يضره سُمٌّ ولا سحرٌ ذلك اليوم والليل".
صحيح: رواه البخاريّ في الطب (5768) عن علي، حَدَّثَنَا مروان، أخبرنا هشام، أخبرنا عامر ابن سعد، عن أبيه فذكره.
وليس فيه ذكر عدد التمرات.
• عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في عَجْوة العالية شفاء -أو إنها ترياق - أول البكرة" وزاد في رواية: على الريق.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (2048) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة فذكرته.
والزيادة لأحمد (24484) من طريق سليمان بن بلال، عن شريك به. وإسنادها صحيح أيضًا.
وقوله: "العالية" المقصود بها عالية المدينة وهي من جهة الجنوب.
وقوله: "الترياق" ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين وهو معرب.
وقوله: "أول البُكرة" المراد أكلها في الصباح قبل أن يأكل أي شيء آخر.
وقوله: "من تصبح" عام في كل زمان ومكان، ولا دليل على تخصيصه لأهل المدينة وزمان النبوة فقط، وإن كان قد قال بعض العلماء.
وقوله: "تصبح" أي أكل صباحا قبل أن يطعم شيئًا.
وقوله: "عجوة العالية" هذا تخصيص من عموم عجوة المدينة، وهذا التخصيص لا يسقط حكم العام، كل ما في الأمر أن "العالية" له خصوصية أكثر من غيرها لمناخها.
وقوله: "سبع تمرات عجوة" التحديد بالسبع هذا مما لا مجال للاجتهاد؛ فإن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خص هذا العدد من العجوة لعلاج السحر والسم فهو كالطبيب الذي يصف الدواء ومقاديره لأن تحديد المقادير من الأدوية له أهمية كبيرة في الاستشفاء وهو أمر يعرفه الجميعُ.
وكانت عائشة تأمر من الدوام -أو من الدوار- بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق.
رواه ابن أبي شيبة (23945) عن ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. وهو موقوف عليها.
والدُّوار: بالضم وبالفتح هو شبه الدوران في الرأس.
وأما ما رواه الإمام أحمد (1442) عن أبي عامر، حَدَّثَنَا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن، -