الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرات "أذنب ذنبا" وفي الثالثة: "قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء".
• عن عقبة بن عامر، أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أحدنا يذنب؟ قال:"يكتب عليه" قال: ثم يستغفر منه ويتوب؟ قال: "يُغفر له ويُتاب عليه" قال: فيعود فيذنب؟ قال: "يكتب عليه" قال: ثم يستغفر منه ويتوب؟ قال: "يغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله حتى تملوا".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين (4718)، والروياني في مسنده (173)، والحاكم (4/ 257) كلهم من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر فذكره.
وقال الطبراني عقبه: "لا يروى عن عقبة بهذا الإسناد، تفرد به يزيد".
قلت: يزيد بن أبي حبيب ثقة فلا يضر تفرده، والإسناد حسن من أجل عبد الله بن صالح فإنه حسن الحديث إذا كان له أصل.
وقد حسن إسناد هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 200).
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
19 - باب من أذنب ذنبًا نُكِتَ في قلبه نكتةٌ سوداءُ، فإذا أقلع عن ذنبه وتاب صقُلَ قلبُه
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه. فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه. فإن زاد زادت. فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} "[المطففين: 14].
حسن: رواه الترمذي (3334)، وابن ماجه (4244)، وأحمد (7952)، وصحّحه ابن حبان (930)، والحاكم (2/ 517) كلهم من حديث محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
20 - باب أن الندم توبة
• عن عبد الله بن معقل، قال: كنت مع أبي وأنا إلى جنبه عند عبد الله بن مسعود فقال له أبي: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الندم توبة"؟ ، فقال: نعم سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه الطيالسي (380) عن زهير بن معاوية -وأحمد (4012) من طريق فرات- كلاهما عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن الجراح (وهو ليس بابن أبي مريم) عن عبد الله بن معقل فذكره. والسياق للطيالسي. وإسناده صحيح.
ورواه ابن ماجه (4252)، وأحمد (3568)، والحاكم (4/ 243) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري قال: أخبرني زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل بن مقرن فذكر نحوه.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: وهو كما قال، وزياد بن أبي مريم هو الجزري، وثقه العجلي وابن حبان والدارقطني، لكن نص غير واحد من النقاد على أن قوله في هذا الإسناد:"زياد بن أبي مريم" وهمٌ، إنما هو زياد بن الجراح الجزري وهو ثقة أيضًا.
فالإسناد صحيح وهو دائر بين ثقتين.
وأما ما روي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". فالصواب أن الحديث حديث عبد الله بن معقل عن ابن مسعود.
رواه ابن ماجه (4250)، والطبراني في الكبير (10/ 185)، والبيهقي في الكبرى (10/ 154) كلهم من طريق وهيب بن خالد قال: حدثنا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه فذكره.
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وهذه الرواية وهم، والصواب ما رواه عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود كما في الحديث المتقدم، وبه قال أبو حاتم، والدارقطني، والبيهقي، والخطيب. انظر: علل ابن أبي حاتم (1918)، وعلل الدارقطني (5/ 297)، والموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 258).
وأما لفظ الحديث بقوله: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" فقد روي عن صحابة آخرين منها:
ما روي عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
رواه الطبراني في الكبير (22/ 306) من طريق دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا يحيى بن أبي خالد، عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه فذكره.
قال أبو حاتم: يحيى بن أبي خالد مجهول، وابن أبي سعد مثله، وهو حديث ضعيف. علل الحديث (1889).
وروي الحديث أيضا عن ابن عباس وأنس وغيرهما، وكلها معلولة، ومجموعها يدل على أن له أصلا.