الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحاجة رسوله" فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم.
رواه الترمذي (3702) عن أبي زرعة، حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.
والحكم بن عبد الملك ضعيف عند أهل العلم.
4 - باب قوله: "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد تجهيز جيش العسرة
"
• عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، قال: فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده، ويقول:"ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم"، يرددها مرارا.
حسن: رواه الترمذي (3701)، وأحمد (20630)، وابن أبي عاصم في الجهاد (82)، والحاكم (3/ 102) كلهم من حديث ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير مولى ابن سمرة، فإنه حسن الحديث، فقد روى عنه عدد كثير، ووثّقه العجلي وابن حبان، وأصله ثابت في الصحيح، وإلا فهو "مقبول" كما في التقريب.
• عن أبي عبد الرحمن أن عثمان حيث حوصر أشرف عليهم وقال: أنشدكم، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفر رومة فله الجنة" فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال:"من جهَّز جيش العسرة فله الجنة" فجهزتها، قال: فصدقوه بما قال.
صحيح: رواه البخاري في الوصايا (778) قال: قال عبدان، أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عثمان فذكره.
وقول البخاري: "قال عبدان" يحمل على الاتصال، ولذا قال البيهقي (6/ 167): رواه البخاري في الصحيح عن عبدان. وعبدان هو عبد الله بن عثمان بن جبلة، الملقب بعبدان من شيوخ البخاري.
ورواه أحمد (420)، والنسائي (3609)، والدارقطني (4/ 198) كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف عثمان من القصر، وهو محصور فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل، فركله بقدمه ثم قال:"اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" وأنا معه؟ فانتشد له رجال.
قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة، قال:"هذه يدي، وهذه يد عثمان" فبايع لي؟ فانتشد له رجال.
قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت في الجنة؟ " فابتعته من مالي، فوسعت به المسجد؟ فانتشد له رجال.
قال: وأنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة، قال:"من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ " فجهزت نصف الجيش من مالي؟ قال: فانتشد له رجال.
وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل، فابتعتها من مالي، فأبحتها ابن السبيل؟ قال: فانتشد له رجال.
وإسناده صحيح. وقد رواه أيضا الترمذي (3699) من وجه آخر عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق به نحوه، وقال:"هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان".
قلت: لقد رجَّح الدارقطني في العلل (3/ 52) ما رواه شعبة ومن تابعه (يعني زيد بن أبي أنيسة وغيره) ولكن لا يبعد أن يكون لأبي إسحاق شيخان: أحدهما أبو عبد الرحمن السلمي، والثاني أبو سلمة بن عبد الرحمن.
وأما ذكر حراء في الحديث ففيه وهم، والصحيح جبل أحد.
ورواه النسائي (3182، 3606)، وأحمد (511)، وصحّحه ابن خزيمة (2487)، وابن حبان (6920) كلهم من طرق عن حصين (هو ابن عبد الرحمن السلمي)، عن عمرو بن جاوان قال:
قال الأحنف: انطلقنا حجاجا، فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا إذ جاءنا آت، فقال: الناس من فزع في المسجد. فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي، فقال: أههنا علي؟ قالوا: نعم. قال: أههنا الزبير؟ قالوا: نعم. قال: أههنا طلحة؟ قالوا: نعم. قال: أههنا سعد؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله الا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له" فابتعته فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني قد ابتعته فقال: "اجعله في مسجدنا وأجره لك" قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله الا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من يبتاع بئر رومة؟ " فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: اني قد ابتعتها، يعني بئر رومة، فقال:"اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك"؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة، فقال:"من يجهز هؤلاء غفر الله له" فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: اللهم! نعم. قال: اللهم! اشهد، اللهم! اشهد، اللهم! اشهد، ثم انصرف.