الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 - كتاب فضائل أهل البلدان، والأمصار
1 - باب ما جاء في فضل أهل الحجاز
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (92: 53) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال: فذكره.
وأمّا ما رُوي عن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي". فهو ضعيف جدًّا.
رواه الترمذيّ (2630) عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حَدَّثَنِي كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن" وفي نسخة: "حسن صحيح".
وهذا تساهل منه، فإن كثير بن عبد الله بن عمرو ضعيف جدًّا.
قال الشافعي وأبو داود: "ركن من أركان الكذب"، وقال الدَّارقطنيّ وغيره:"متروك"، وذكر الذّهبيّ في الميزان من حديثه:"الصلح جائز بين المسلمين" وصحّحه الترمذيّ.
فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذيّ.
وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه" اهـ.
قلت: وفي حديثه نكارة واضحة فإن الصَّحيح: "إنَّ الإيمان ليأرز إلى المسجدين" وليس إلى الحجاز كله.
2 - باب ما جاء في فضل أهل اليمن
• عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم أهل اليمن، هم أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الفقه يمان، والحكمة يمانية".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (4390)، ومسلم في الإيمان (48: 51) كلاهما من طريق الأعرج (عبد الرحمن بن هرمز)، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وفي الباب أحاديث أخرى صحيحة تقدمت في كتاب الأيمان.
• عن أنس بن مالك قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الإيمان يمان" هكذا إلى لخم وجذام.
حسن: رواه أحمد (13346) عن عليّ بن عَيَّاش (هو الألهاني)، حَدَّثَنَا محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم قال: أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بدمشق قال: فدخل عليه، فقال له معاوية: حَدَّثَنِي بحديث سمعته من نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس بينك وبينه أحد. قال: قال أنس: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عروة بن رويم اللخمي فإنه حسن الحديث.
وجاء تصريحه بالسماع عن أنس عند البخاريّ في تاريخه (5/ 87 - 88).
قال الهيثميّ في "المجمع"(10/ 55): "رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح خلا عروة بن رويم وهو ثقة".
• عن عتبة بن عبد أن رجلًا قال: يا رسول الله! العن أهل اليمن، فإنهم شديد بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم، فقال:"لا" ثمّ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين فارس والروم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم".
حسن: رواه أحمد (17647)، والطَّبرانيّ في الكبير (17/ 123) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، حَدَّثَنِي بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد قال: فذكره.
ورواه الطبرانيّ أيضًا في مسند الشاميين (1139) عن أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، عن أبيه، ثنا إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد به مثله.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد فإنه حسن الحديث إذا صرَّح بالسماع.
قال الهيثميّ في "المجمع"(10/ 56): "رواه أحمد والطَّبرانيّ وإسنادهما حسن، فقد صرَّح بقية بالسماع".
• عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} حتَّى ختم السورة قال: نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت، قال: فأخذ بأشد ما كان قطّ اجتهادا في أمر الآخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك:"جاء الفتح ونصر الله وجاء أهل اليمن" فقال رجل: يا رسول الله! وما أهل اليمن؟ قال: "قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان والفقه يمان".
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (11/ 328 - 329) عن زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو الكامل الجحدري، ثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فذكره.
ورواه من طريق آخر (11904) عن هلال بن خباب بهذا الإسناد وزاد فيه: "والحكمة يمانية".
وإسناده حسن من أجل هلال بن خباب فإنه حسن الحديث.
قال الهيثميّ في "المجمع"(9/ 22 - 23): "رواه الطبرانيّ في الكبير والأوسط بأسانيد وزاد "والحكمة يمانية" وأحد أسانيده رجاله رجال الصَّحيح.
• عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، ونظر إلى الشام فقال:"اللَّهم أقبل بقلوبهم" ونظر إلى العراق فقال نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق، ففعل ذلك، وقال:"اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض، وبارك لنا في مدنا وصاعنا".
حسن: رواه أحمد (14690) عن حسن (هو ابن موسى الأشيب)، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة فإنه حسن الحديث إذا روى عنه العبادلة وقتيبة بن سعيد فقد رواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة بهذا الإسناد مثله عند ابن عساكر في تاريخه (1/ 281).
ورواه البخاريّ في الأدب المفرد (482)، والبزّار في كشف الأستار (1184) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي أويس قال: حَدَّثَنِي ابن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزُّبير، عن جابر به مثله إِلَّا أن فيه: نظر نحو "اليمن" بدل "الشام" فقال: "اللهم أقبل بقلوبهم". الحديث.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن أبي أويس فإنه حسن الحديث.
قال الهيثميّ في "المجمع"(3/ 304): "رواه أحمد والبزّار وإسناده حسن".
• عن أنس بن مالك: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نظر قبل العراق والشام واليمن، فقال:"اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك، وحُطْ من ورائهم".
صحيح: رواه الطبرانيّ في الأوسط (3039)، وفي الصغير (373) عن إسحاق بن خالويه الواسطي، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن بحر بن بري، حَدَّثَنَا هشام بن يوسف الصنعاني، أخبرنا معمر، حَدَّثَنَا ثابت البناني، وسليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثميّ في "المجمع"(10/ 75): رواه الطبرانيّ في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصَّحيح، غير عليّ بن بحر بن بري وهو ثقة.
وشيخ الطبرانيّ إسحاق بن خالويه الواسطي وثّقه الدَّارقطنيّ كما في سؤالات السهمي (188).
قوله: "حُطْ من ورائهم" أي: احفظهم مأخوذ من حاط يحوط إذا حفظه وصانه.
• عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اليمن فقال: "اللهم! أقبل بقلوبهم" ونظر قبل العراق فقال: "اللهم! أقبل بقلوبهم" ونظر قبل الشام فقال: "اللهم! أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا".