الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله. ثمّ قام القوم فضربوه حتَّى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم، ثمّ عاد من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكب العباس عليه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (3861)، ومسلم في فضائل الصّحابة (2474) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال: فذكره.
111 - باب ما روي في صدق لهجة أبي ذر
ّ
رُوي عن أبي ذرّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذرّ شبه عيسى ابن مريم" فقال عمر بن الخطّاب كالحاسد: يا رسول الله، أفتعرف ذلك له؟ قال:"نعم فاعرفوه".
رواه الترمذيّ (3802)، وصحّحه ابن حبَّان (7132)، والحاكم (3/ 342) كلّهم من طريق العباس بن عبد العظيم العنبري، حَدَّثَنَا النضر بن محمد اليمامي، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنَا أبو زُميل (هو سماك بن الوليد الحنفي)، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذرّ فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى بعضهم هذا الحديث، فقال: "أبو ذرّ يمشي في الأرض بزهد عيسى ابن مريم".
ومالك بن مرثد: هو ابن عبد الله الزِّمَّاني لم يوثّقه غير ابن حبَّان والعجلي على قاعدتهما. وأبوه مرثد بن عبد الله لم يرو عنه غير ابنه مالك، ولا يوجد فيه توثيق لمعتبر، ولذا قال فيه الذّهبيّ: فيه جهالة ليس بمعروف.
وبمعناه رُوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أقلَّت الغبراء، ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذرّ".
رواه الترمذيّ (3801)، وابن ماجة (156)، وأحمد (6519)، وصحّحه الحاكم (3/ 342) كلّهم من طريق الأعمش، عن عثمان بن عمير (ويقال: ابن قيس) أبي اليقظان البجلي، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن".
قلت: ليس كما قال، فإن عثمان بن عُمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى ضعيف باتفاق أهل العلم، وكان غاليا في التشيع، وقد اختلط وكان يدلّس.
وبمعناه رُوي عن أبي الدّرداء أيضًا، رواه أحمد (21724) عن أبي النضر، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن بهرام، حَدَّثَنَا شهر بن حوشب، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن غنم، أنه زار أبا الدّرداء بحمص،