الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للخاص والعام. وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل: ظنه مدحا؛ وهو مطرق الزنادقة إلى القدح في علم الدين؛ إذ لم يبلغه إلا واحد من الصحابة".
10 - باب ما رُوي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
روي عن ابن عباس أنه أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا يا هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدءوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، ويقول: أفْ وتُفْ، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله" قال: فاستشرف لها من استشرف، قال:"أين علي؟ " قالوا: هو في الرحى يطحن. قال: "وما كان أحدكم ليطحن؟ ! " قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي.
قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه، فأخذها منه، قال:"لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه" قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " قال: وعلي معه جالس، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: فتركه، ثم أقبل على رجل منهم، فقال:"أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " فأبوا، قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال: "أنت وليي في الدنيا والآخرة".
قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
قال: وشرى عليٌّ نفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نام مكانه. قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال له علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون، فأدرِكْه. قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور، قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله: "لا" فبكى عليٌّ، فقال له:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" قال: وقال له رسول الله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال: وقال: "من كنت مولاه فإن مولاه عليٌّ".
قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟ !
قال: وقال نبي الله لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه. قال: "وكنت فاعلا؟ ! وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم".
رواه أحمد (3061) -والسياق له-، والترمذي (3732)، والنسائي في الخصائص (42)، والطحاوي في شرح المشكل (3555)، وصحّحه الحاكم (3/ 132) كلهم من طريق أبي بلج، حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني جالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا أبا عباس فذكر الحديث.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة -يعني عن أبي بلج- بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه".
قلت: ليس كما قال بل تابعه أبو عوانة عن أبي بلج عند أحمد والحاكم وغيرهما.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وذهب ابن حجر إلى صحة هذا الحديث وتقويته بشواهده.
وهو ليس كما قالوا. فإن أبا بلج هو يحيى بن سليم الفزاري الكوفي مختلف فيه، فوثّقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يخطئ، وذكره في المجروحين وقال: كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا أتى منه ما لا ينفك البشر عنه. فيسلك به مسلك العدول، فأرى أن لا يحتاج بما انفرد من الرواية، وهو ممن استخير الله فيه.
وقال البخاري: فيه نظر، وقال أحمد: روى حديثا منكرا، وذكر هذا الحديث ابن عدي والذهبي من مناكير أبي بلج.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (5/ 34 - 36): (إن هذا ليس مسندا بل هو مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون، وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي". فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرة الحديبية وعلي معه وخليفته غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حنينا والطائف وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره.
وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب
الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.
فإن قيل: استخلافه يدل على أنه لا يستخلف إلا الأفضل لزم أن يكون علي مفضولا في عامة الغزوات، وفي عمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومن عذر الله، وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا أو متهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنة لا يخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلف إلى جهاد، كما يحتاج في أكثر الاستخلافات.
وكذلك قوله: "وسد الأبواب كلها إلا باب عليٍّ" فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه:"إن أمن الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر"، ورواه ابن عباس أيضا في الصحيحين. ومثل قوله:"أنت وليي في كل مؤمن بعدي" فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، والذي فيه من الصحيح ليس هو من خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص عليٍّ، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مولى مَن النبي صلى الله عليه وسلم مولاه، فإن كل مؤمن موال لله ورسوله، ومثل كون براءة لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم، فإن هذا يشترك فيه جميع الهاشميين، لما رُوي أن العادة كانت جارية بأن لا ينقض العهود ويحلها إلا رجل من قبيلة المطاع).
وإن صح قوله: "وسد الأبواب كلها إلا باب عليٍّ" فمعناه يحمل على ما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 55) حيث قال: (وهذا لا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري من أمره عليه الصلاة والسلام في مرضه الذي مات فيه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق؛ لأن نفي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رفقا بها، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه الصلاة والسلام وفيه إشارة إلى خلافته).
وللحديث عدة شواهد منها:
حديث زيد بن أرقم عند أحمد (19287) والنسائي في الكبرى (8369).
وحديث ابن عمر عند أحمد (4797) وأبي يعلى (5601).
وحديث سعد بن أبي وقاص عند أحمد (1511) والنسائي في الخصائص (41).
وحديث علي بن أبي طالب عند البزار (506).
وحديث جابر بن سمرة عند الطبراني في الكبير (2/ 274).
ولا يصح منها شيء إلا أن ابن حجر حسَّن بعضها، وقوَّى البعض الآخر. انظر: الفتح (7/
14 -
15).
وروي عن جابر بن عبد الله قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما انتجيته ولكن الله انتجاه".
رواه الترمذي (3726)، وأبو يعلى (2163)، وابن أبي عاصم في السنة (3121 - ظلال الجنة) كلهم من طريق الأجلح بن عبد الله بن حجية، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح، وقد رواه غير ابن فضيل أيضا عن الأجلح.
ومعنى قوله: "ولكن الله انتجاه". يقول: إن الله أمرني أن أنتجي معه.
والأجلح بن عبد الله أكثر أهل العلم تكلموا فيه وكان شيعيا.
وللحديث طريق آخر رواه الطبراني في الكبير (2/ 202) من طريق يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، ثنا محمد بن أبي حفص العطار، عن سالم بن أبي حفص (كذا في المطبوع ولعل الصواب: سالم بن أبي حفصة)، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر مثله.
وسالم بن أبي حفصة كان غاليا في التشيع، ويحيى بن الحسن بن الفرات لم أجد له ترجمة، ومحمد بن أبي حفص العطار قال الأزدي: يتكلمون فيه.
وروي عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنت أخي في الدنيا والآخرة".
رواه الترمذي (3720)، وصحّحه الحاكم (3/ 14) كلاهما من طريق علي بن قادم، ثنا علي بن صالح بن حي، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر فذكره.
وإسناده ضعيف، فإن حكيم بن جبير الأسدي ضعيف باتفاق أهل العلم. وشيخه جميع بن عمير أيضا من الضعفاء.
والحديث أعله الذهبي بجميع بن عمير في التلخيص.
وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سكت ابتدأني.
رواه الترمذي (3722)، والنسائي في خصائص علي (119)، وصحّحه الحاكم (3/ 125) كلهم من طريق عوف (هو ابن أبي جميلة)، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال: قال علي فذكره.
وإسناده منقطع. قال عوف بن أبي جميلة: "عبد الله بن عمرو الجملي لم يسمع من علي". انظر: المراسيل (ص 109).
ورواه النسائي في الخصائص (120) عن محمد بن المثنى، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري (سعيد بن فيروز)، عن علي قال: كنت إذا سألت
أُعْطِيْتُ، وإذا سكتُّ ابتديتُ.
قال شعبة: أبو البختري لم يدرك عليا ولم يره. المراسيل (ص: 76).
ورواه النسائي في الخصائص أيضا (121) من طريق حجاج (هو ابن محمد المصيصي)، عن ابن جريج، حدثنا أبو حرب بن أبي الأسود (هو الديلي البصري) ورجل آخر، عن زاذان قال: قال علي: فذكره.
قال النسائي عقبه: ابن جريج لم يسمع من أبي حرب.
وروي عن أم عطية قالت: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي. قالت: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول: "اللهم! لا تمتني حتى تريني عليا".
رواه الترمذي (3737)، والطبراني في الكبير (25/ 68) كلاهما من طريق أبي عاصم، عن أبي الجراح، حدثني جابر بن صبح، حدثتني أم شراحيل، حدثتني أم عطية فذكرته.
وإسناده ضعيف لجهالة أبي الجراح البهزي، وأم شراحيل لا يعرف حالها.
وروي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "يا علي، لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك".
رواه الترمذي (3727)، وأبو يعلى (1042) كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد فذكره.
وسالم بن أبي حفصة كان غاليا في التشيع، وشيخه عطية بن سعد العوفي أيضا كان شيعيا، وهو ضعيف الحديث إذا انفرد. ولم أجد له متابعا.
وقد سمع البخاري هذا الحديث من الترمذي فاستغربه.
ومعنى الحديث: أنه لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غير النبي صلى الله عليه وسلم وعلي.
وروي عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير" فجاء علي، فأكل معه.
وعند النسائي وأبي يعلى: "فجاء أبو بكر فردَّه، وجاء عمر فردَّه، ثم جاء علي فأذن له". رواه الترمذي (3721)، والنسائي في الخصائص (10)، وأبو يعلى (4052) كلهم من طريق عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه.
والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة مختلف فيه، وكان من الغلاة في التشيع، وكان يشتم أبا بكر وعمر.
وحديث الطير قد حكم عليه الأئمة بالضعف والنكارة.
قال البزار: "كل من رواه عن أنس فليس بالقوي"
وقال العقيلي: "وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف، ولا نعلم فيها شيئا ثابتا، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل". منهاج السنة (4/ 99).
وروي عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيُسَبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ قلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سبَّ عليا فقد سبَّني".
وفي لفظ: قالت أم سلمة: أيُسَبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر؟ قلت: وأنى ذلك؟ قالت: أليس يُسَبُّ علي ومن يحبه؟ فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحبه.
رواه أحمد (26748)، والنسائي في الخصائص (91)، وصحّحه الحاكم (3/ 121) كلهم من طريق يحيى بن بكير، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي فذكره.
واللفظ الآخر رواه أبو يعلى (7013)، والطبراني في الكبير (23/ 322 - 323) كلاهما من طرق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: فذكره.
وفيه أبو عبد الله الجدلي اسمه: عبد بن عبد أو عبد الرحمن بن عبد الكوفي، كان غاليا في التشيع، وكان على شرطة المختار وصاحب رايته، وتفرد بهذا اللفظ.
وروي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آذى عليا فقد آذاني". رواه البزار (1166)، وأبو يعلى (770)، والشاشي في مسنده (72) كلهم من طريق قنان بن عبد الله النهمي، حدثنا مصعب بن سعد، عن أبيه (سعد بن أبي وقاص) قال: فذكره.
وقنان بن عبد الله النهمي مختلف فيه، فضعَّفَه النسائي، وتفرد بهذا اللفظ، ولم يتابع عليه، وقد قال الحافظ ابن حجر:"مقبول" أي عند المتابعة.
وروي عن علي قال: كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول: اللهم! إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فارفعني، وإن كان بلاء فصبِّرني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كيف قلت؟ " قال: فأعاد عليه ما قال. قال: فضربه برجله، فقال:"اللهم! عافه أو اشفه" -شعبة الشاك- فما اشتكيت وجعي بعد.
رواه الترمذي (3564)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1058)، وأحمد (637، 638)، وصحّحه ابن حبان (6940)، والحاكم (2/ 620 - 621) كلهم من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
قلت: هو حديث منكر، فإن عبد الله بن سلمة وهو المرادي ليس من رجال الشيخين، ثم هو مختلف فيه، فقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر، وقال شعبة: عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا فنعرف وننكر، كان قد كبر.
وروي عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة وهما يضحكان، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم سكتا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:"ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما؟ " فبادرت فاطمة، فقالت: بأبي أنت يا رسول الله، قال: هذا أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"يا بنية لك رقة الولد، وعلي أعز علي منك".
رواه الطبراني في الكبير (11063) عن عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا ملحان بن سليمان الدورقي، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، ثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 202) وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
قلت: فيه شيخ الطبراني وشيخ شيخه لم أقف على ترجمتهما.
وروي عن هبيرة بن يريم قال: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح له.
رواه أحمد (1719) -واللفظ له-، والنسائي في خصائص علي (23)، وصحّحه ابن حبان (6936)، والطبراني في الكبير (3/ 79 - 81) كلهم من طرق، عن أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن هبيرة بن يريم قال: فذكره.
قلت: ظاهر إسناده لا بأس به، ولكن في متنه نكارة، وهبيرة بن يريم رمي بالتشيع.
ورواه البزار في مسنده (1340) عن عمرو بن علي قال: حَدَّثَنَا أبو عاصم قال: حَدَّثَنَا سكين بن عبد العزيز، قال: حدثني حفص بن خالد قال: حدثني أبي خالد بن جابر قال: لما قُتِلَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن بن علي خطيبا، فقال: قد قتلتم والله! الليلة رجلا في الليلة التي أنزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى.
قال سكين: حدثني رجل قد سماه قال: وفيها تيب على بني إسرائيل - ثم رجع إلى حديث حفص بن خالد فقال: والله! ما سبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد كان بعده، والله! إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه في السرية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، والله! ما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا ثمان مائة درهم أو سبع مائة درهم كان أعدها لخادم.
وقال: "هذا الحديث بهذه الألفاظ لَا نعلم أَحَدًا يرويها إلا الحسن بن علي بهذا الإسناد، وإسناده صالح، ولا نعلم يحدث عن حفص بن خالد غير سكين بن عبد العزيز".
قلت: في إسناده حفص بن خالد وأبوه خالد بن جابر مجهولان.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 28): "وهذا حديث غريب جدا، وفيه نكارة".
وروي عن علي بن أبي طالب قال: قال لي عبد الله بن سلَّام، وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق: لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم أصابك ذباب السيف بها. قال علي: وأيم الله لقد قالها لي رسول الله. قال أبو الأسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم رجلا محاربا يحدث الناس بمثل هذا.
رواه الحميدي (53)، والبزار (718)، وأبو يعلى (491)، وابن حبان (6733)، والحاكم (3/ 140) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قلت: وهو كما قال إلا أن عبد الملك بن أعين رافضي، له حديث واحد في الصحيحين متابعة، ولذا تعقبه الذهبي بقوله:"ابن أعين غير مرضي".
وروي عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار.
رواه الطبراني في الأوسط (4051) عن علي بن سعيد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني، ثنا الوليد بن عبد الواحد التميمي، ثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وقال الطبراني: "لم يروه عن معقل إلا الوليد، تفرد به أحمد بن عبد الرحمن، ولم يرو عن أبي الزبير إلا معقل".
قلت: معقل بن عبيد الله مختلف فيه، والغالب عليه الضعف، كما أنه تفرد به عن أبي الزبير.
وروي عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، ورأسه في حجر عليٍّ، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صليت يا علي؟ " قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهم! إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس" قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
فإسناده ضعيف أيضا، رواه الطحاوي في شرح المشكل (1067)، والطّبراني في الكبير (24/ 147، 152)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 327)، والجوزقاني في الأباطيل (1/ 158)، وابن الجوزي في الموضوعات (667) كلهم من طرق عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس فذكرته.
قال ابن الجوزي: "هذا الحديث موضوع بلا شك".
وقال الجوزقاني: "هذا حديث منكر مضطرب".
قلت: في سنده الفضيل بن مرزوق، مختلف فيه، وإبراهيم بن الحسن لم أقف فيه على جرح ولا تعديل، فهو في عداد المجهولين.