الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع مناقب أبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد
قال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول صلى الله عليه وسلم بسقيفة بني ساعدة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمرو أبا عبيدة، وكان أبو بكر ولَّى أبا عبيدة بيت المال - يعني أموال المسلمين. توفي سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناء والكتم.
1 - باب ما جاء أن أبا عبيدة أمين هذه الأمة
• عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (3744) ومسلم في فضائل الصحابة (2419 - 53) كلاهما من طريق خالد، عن أبي قلابة قال: قال أنس فذكره.
وفي لفظ: "إن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة، فقال: "هذا أمين هذه الأمة".
رواه مسلم في فضائل الصحابة (2419 - 54) عن عمرو الناقد، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
وأما ما رواه الترمذي (3791)، وابن ماجه (154)، وأحمد (12904)، وصحّحه ابن حبان (7131)، والحاكم (3/ 422) كلهم من طرق، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، وجاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
فالصحيح أنه مرسل سوى قوله: "ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
قال الخطيب: "أما حديث أبي قلابة فالصحيح منه المسند المتصل ذكر أبي عبيدة حسب، وما سوى ذلك مرسل غير متصل". انظر: الفصل للوصل المدرج (2/ 672) وكذا قال البيهقي (6/ 210) وابن حجر في الفتح (7/ 117).
• عن حذيفة قال: جاء أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا، فقال:"لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين" فاستشرف له الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجراح.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4381)، ومسلم في فضائل الصحابة (2420 - 55)
كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق عن صلة بن زفر، عن حذيفة فذكره.
وفي لفظ من وجه آخر عند البخاري (4380): "جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل؛ فوالله! إن كان نبيا فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: "لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين" فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح" فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أمين هذه الأمة".
• عن ابن مسعود قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران، قال: وأرادا أن يلاعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه، فوالله لئن كان نبيا فَلَعَنَّا، -قال خلف: فلاعَنَّا- لا نفلح نحن ولا عقبنا أبدا، قال: فأتياه، فقالا: لا نلاعنك، ولكنا نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلا أمينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأبعثن رجلا أمينا حق أمين، حق أمين" قال: فاستشرف لها أصحاب محمد، قال: فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح" قال: فلما قفّى، قال:"هذا أمين هذه الأمة".
صحيح: رواه ابن ماجه (136)، والنسائي في فضائل الصحابة (93)، وأحمد (3930)، وصحّحه الحاكم (3/ 267) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة (هو ابن زفر العبسي)، عن ابن مسعود فذكره.
قال الحاكم: "قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث مختصرا في الصحيحين من حديث الثوري وشعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، وقد خالفهما إسرائيل، فقال: عن صلة بن زفر، عن عبد الله، وساق الحديث أتم مما عند الثوري وشعبة، فأخرجته لأنه على شرطهما" اهـ.
قلت: رواه البخاري في المغازي (4380) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صله بن زفر، عن حذيفة بهذا السياق، فجعل من مسند حذيفة.
ولعل أبا إسحاق روى الحديث من طريقين، فلا يعل أحدهما بالآخر، وقد ذكر الدارقطني أن الثوري تابع إسرائيل على ذكره "عبد الله بن مسعود" وصحّحه، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 92): إن الطريقين صحيحان.
والسيد كان اسمه الأيهم، وقيل: شرحبيل، وكان صاحب رحالهم، وأما العاقب فاسمه عبد المسيح، وكان صاحب مشورتهم.
• عن خالد بن الوليد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".