الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه أيضًا من طريق أبي داود، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني يونس بن خباب، قال: سمعت طلق بن حبيب، عن رجل، من أهل الشام، عن أبيه، أن رجلا، أتى النبي صلى الله عليه وسلم كان به الأسر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: فذكر الحديث.
وفي الإسناد الأول حبيب أبو طلق وهو العنزي لا يعرف من هو؟ ولذا قال الحافظ في التقريب: "مجهول".
وفي الإسناد الثاني يروي عن رجل، عن أبيه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وفي الإسناد اضطراب شديد.
6 - باب أخذ التربة عند الرقية
• عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا -ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها-:"باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليُشفى به سقيمنا بإذن ربنا".
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (5745)، ومسلم في السلام (2194: 54) من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، ثني عبدُ ربه بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة فذكرته. والسياق لمسلم.
قوله: "تربة أرضنا" قال جمهور العلماء: المراد بها جملة الأرض، فيفعل كلُّ واحدٍ هذا بالأرض التي يسكن فيها.
ومعنى الحديث كما قال النووي: "أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح". اهـ.
7 - باب أن العين حق
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العين حق، ونهى عن الوشم"
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (5740)، ومسلم في السلام (2187) كلاهما من طريق عبد الرزاق، ثنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة فذكره. ولم يذكر مسلم الوشم.
وأما ما رواه أحمد (9668) بلفظ: "العين حق، ويحضرها الشيطان، وحسد ابن آدم". فهو ضعيف.
رواه عن ابن نمير قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن مكحول، عن أبي هريرة فذكره مرفوعا.
ومكحول لم يسمع من أبي هريرة.
• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا"
صحيح: رواه مسلم في السلام (2188) من طرق، عن مسلم بن إبراهيم، ثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
• عن جابر بن عبد الله يقول: رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس:"ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة". قالت: لا ولكن العين تسرع إليهم قال: "ارقيهم". قالت: فعرضت عليه، فقال:"ارقيهم".
صحيح: رواه مسلم في السلام (2198) عن عقبة بن مكرم العمي، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره.
وقوله: "ضارعة" أي نحيفة.
وقوله: "بني أخي" أي أولاد جعفر بن أبي طالب فإن أسماء بنت عميس زوجة جعفر.
وقوله: "حاجة" أي فاقة فإن اليُتم محل الفقر غالبا.
• عن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله! إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، فأسترقي لهم؟ فقال:"نعم، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين".
حسن: رواه الترمذي (2059)، وابن ماجه (3510)، وأحمد (27470) كلهم من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، قال: قالت أسماء بنت عميس فذكرته.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: إسناده حسن من أجل عروة بن عامر قال في التقريب: "مختلف في صحبته، له حديث في الطيرة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين". وشيخه عبيد بن رفاعة صدوق أيضا. لكن قول عبيد بن رفاعة الزرقي: "قالت أسماء بنت عميس" ظاهره الارسال لكن قال الترمذي بعده:
"وقد روي هذا عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وهذا إسناد متصل وهو الأصح كما قال الدارقطني في العلل (15/ 304).
• عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جُلُّ من يموتُ من أمتي بعد قضاء الله وكتابه وقدره بالأنفس". يعني بالعين.
حسن: رواه أبو داود الطيالسي (1868) عن طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل ضجيع حمزة قال: سمعت عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه فذكره. ومن طريقه رواه ابن أبي عاصم في السنة (311)، والبزار (كشف الأستار - 3052).
وإسناده حسن من أجل طالب بن حبيب فإنه مختلف فيه، فقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن
عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي التقريب "صديق يهم". أي إذا ثبت وهمه فيضعف وإلا فحسن الحديث.
وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 204) بعد أن عزاه إلى البزار: "إسناده حسن".
وفي معناه ما روي عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العين حق تستنزل الحالق".
رواه أحمد (2478)، والطبراني في الكبير (12/ 184)، والحاكم (4/ 215) كلهم من حديث سفيان، عن دُويد، عن إسماعيل بن ثوبان، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس فذكره.
ودُويد هو ابن نافع الدمشقي قال ابن حبان: مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة، ووثقه أيضا الذهلي والعجلي، وقال أبو حاتم: شيخ.
وإسماعيل بن ثوبان لم يرو عنه إلا دويد بن نافع، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وهو من رجال التعجيل.
وفي معناه أيضا ما روي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العين لتولع الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقا، ثم يتردى منه".
رواه أحمد (21302)، والبزار (كشف الأستار - 3053) كلاهما من حديث ديلم بن غزوان، ثنا وهب بن أبي دُبَيّ، عن أبي حرب، عن محجن، عن أبي ذر فذكره.
ومحجن غير منسوب مجهول، لم يرو عنه سوى أبي حرب (ابن أبي الأسود)، ولم يوثقه غير ابن حبان على منهجه.
وقوله: "لتولع الرجل" أي لتصيب الرجل.
وقوله: "حالقا" الجبل العالي.
وأما ما روي عن جابر مرفوعا: "العين تدخل الرجل القبر، والجمل القدر" فهو منكر. رواه أبو نعيم في الحلية (7/ 90)، والخطيب في تاريخه (9/ 244) كلاهما من حديث شعيب بن أيوب، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوري، تفرد به معاوية".
قلت: فيه علتان.
الأولى: شعيب بن أيوب أبو بكر الصريفيني القاضي قال فيه الدارقطني: ثقة. وقال أبو داود: إني لأخاف الله في الرواية عن شعيب بن أيوب، ولما ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 309) قال: كان على قضاء واسط، يخطئ ويدلس، كل ما في حديثه من المناكير مدلسة.
وقال الذهبي في الميزان في ترجمته: "وله حديث منكر ذكره الخطيب في تاريخه" أي هو هذا الحديث.
ونقل الخطيب عن أبي نعيم بن عدي الحافظ الجرجاني (الراوي عن شعيب بن أحمد) قال: حدثنا