الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وناشر مجمع الزوائد أضاف هذه الزيادة من شذرات الذهب فلعل صاحب شذرات الذهب أراد به شرحه لا نصه.
• عن مجاهد قال: كنا مع ابن عمر في سفر، فمر بمكان فحاد عنه، فسئل: لم فعلت؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت.
حسن: رواه أحمد (4870)، والبزار (128) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان يعني ابن حسين، عن الحكم، عن مجاهد فذكره.
وإسناده حسن من أجل سفيان بن حسين فإنه يُحسن حديثه في غير الزهري.
72 - باب ما جاء في فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر وأخباره
7675.
عن جابر بن عبد الله قال: جيء بأبي يوم أحد قد مُثّلَ به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سجي ثوبًا، فذهبت أريد أن أكشف عنه، فنهاني قومي، ثم ذهبت أكشف عنه، فنهاني قومي، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع، فسمع صوت صائحة، فقال:"من هذه؟ ". فقالوا: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، قال:"فلم تبكي؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (1293)، ومسلم في فضائل الصحابة (2471 - 129) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، ثنا ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال فذكره.
وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم نحوه، وفيه بعد قوله:"فنهاني قومي - فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمر به فرفع، فسمع صوت باكية أو صائحة". والباقي مثله.
وفي لفظ: "أصيب أبي يوم أحد فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهوني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، قال: وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".
رواه البخاري في الجنائز (1244)، ومسلم في فضائل الصحابة (2471 - 130) كلاهما من طريق شعبة قال: سمعت محمد بن المنكدر به.
وهذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري نحوه.
• عن جابر بن عبد الله قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا جابر! ما لي أراك منكسرا؟ " قلت: يا رسول الله! استشهد أبي، وترك عيالا ودينا، قال:"أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: "ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجابه، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي، تَمَنَّ عليَّ أعطك، قال: يا رب، تحييني فأُقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم لا يُرجعون، قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران: 169].
حسن: رواه الترمذيّ (3010)، وابن ماجة (190)، وصحّحه ابن حبَّان (7022)، والحاكم (3/ 203 - 4) كلّهم من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير، سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابرا فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إِلَّا من حديث موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا، ورواه عليّ بن عبد الله المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم".
قلت: إسناده حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن كثير فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وقوله: كفاحا أي: مواجهة ومشافهة بدون حجاب.
• عن جابر بن عبد الله، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم، وقال لي أبي عبدُ الله: يا جابر، لا عليك أن تكون في نظّاري أهل المدينة حتَّى تعلم إلى ما يصير أمرُنا، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي، لأحببتُ أن تُقتل بين يدي، قال: فبينما أنا في النظّارين إذ جاءت عمتي بأبي، وخالي عَادِلَتَهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا، إذ لحق رجل ينادي:"ألا إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى، فتدفنوها في مصارعها حيث قُتِلت"، فرجعنا بهما فدفناهما حيث قُتِلا.
فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر بن عبد الله، والله لقد أثار أباك عمال معاوية، فبدا، فخرج طائفة منه، فأتيتُه فوجدته على النحو الذي دفنتُه، لم يتغير إِلَّا ما لم يَدَعِ القتلُ - أو القتيلُ - فواريتُه.
قال: وترك أبي عليه دينا من التمر، فاشتد عليّ بعضُ غرمائه في التقاضي، فأتيتُ نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله إن أبي أصيب يوم كذا، وكذا، وترك عليه دينا من التمر، وقد اشتد عليّ بعض غرمائه في التقاضي، فأحب أن تُعينني عليه، لعلّه أن يُنظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل، فقال:"نعم، آتيك إن شاء الله قريبًا من وسط النهار"، وجاء معه حواريه، ثمّ أستأذن، فدخل وقد قلت لامرأتي: إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جاءني اليوم وسط النهار، فلا أرينَّكِ، ولا تُؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي بشيء، ولا تكلّميه، فدخل ففرشتُ له فراشا، ووسادة، فوضع رأسه فنام، قال: وقلت لمولى لي: اذبح هذه العَناق، وهي داجن سمينة، والوحى، والعجل، افرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا معك، فلم نزل فيها حتَّى فرغنا منها، وهو نائم، فقلت
له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ يدعو بالطهور، وإني أخاف إذا فرغ أن يقوم، فلا يفرغنَّ من وضوئه حتَّى تضع العناق بين يديه، فلمّا قام قال:"يا جابر ائتني بطهور" فلم يفرغ من طهوره حتَّى وضعت العناق عنده، فنظر إليَّ فقال:"كأنك قد علمت حُبّنا للحم، ادع لي أبا بكر" قال: ثمّ دعا حوارييه الذين معه فدخلوا، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه وقال:"بسم الله كلوا"، فأكلوا حتَّى شبعوا، وفضل لحم منها كثير.
قال: والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليه، وهو أحب إليهم من أعينهم، ما يقربه رجل منهم مخافة أن يُؤذوه، فلمّا فرغوا قام، وقام أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول:"خلوا ظهري للملائكة"، واتبعتهم حتَّى بلغوا أسكُفّة الباب، قال: وأخرجت امرأتي صدرها، وكانت مستترة بسفيف في البيت، قالت: يا رسول الله صلِّ علي، وعلى زوجي صلّى الله عليك. فقال:"صلى الله عليكِ، وعلى زوجكِ".
ثمّ قال: "ادع لي فلانًا" لغَريمي الذي اشتد عليَّ في الطلب، قال: فجاء فقال: "أَيسِرْ جابر بن عبد الله - يعني إلى الميسرة - طائفة من دينك الذي على أبيه، إلى هذا الصرام المقبل" قال: ما أنا بفاعل، واعتلَّ وقال: إنّما هو مال يتامى، فقال:"أين جابر؟ " فقال: أنا ذا يا رسول الله، قال:"كِلْ له، فإن الله سوف يُوفيه" فنظرت إلى السماء، فإذا الشّمس قد دلكتْ، قال:"الصّلاة يا أبا بكر" فاندفعوا إلى المسجد فقلت: قرب أوعيتك، فكلت له من العجوة فوفاه الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فجئتُ أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، كأني شرارةٌ فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلّى، فقلت: يا رسول الله ألم تر أني كِلتُ لغريمي تمره، فوفاه الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فقال:"أين عمر بن الخطّاب؟ " فجاء يُهرول، فقال: سل جابر بن عبد الله عن غريمه، وتمره، فقال: ما أنا بسائله قد علمت أن الله سوف يوفيه، إذ أخبرت أن الله سوف يوفيه، فكرر عليه هذه الكلمة ثلاث مرات، كل ذلك يقول: ما أنا بسائله، وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة، فقال: يا جابر! ما فعل غريمك وتمرك؟ قال: قلت: وفاه الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فرجع إلى امرأته، فقال: ألم أكن نهيتك أن تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أكنت تظن أن الله يورد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، ثمّ يخرج، ولا أسأله الصّلاة علي، وعلى زوجي قبل أن يخرج.
صحيح: رواه أحمد (15281) عن عفّان، حَدَّثَنَا أبو عوانة، حَدَّثَنَا الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد الله فذكره بطوله.