الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
261 - باب من قال: أربع ركعات
1178 -
حدثنا أحمدُ بنُ حنبل، حدَّثنا يحيي، عن عبدِ الملك، حدَّثني عطاء عن جابر بنِ عبد الله، قال: كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك اليوم الذي ماتَ فيه إبراهيمُ ابنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
= وأخرجه كذلك بإثر (902) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن قتادة، عن عطاء، به.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيأتي بعده، وهو عند مسلم (904). وهو مُعَلٌّ أيضاً.
وعن ابن عباس عند الترمذي (568) وفى إسناده اضطراب ومخالفة كما سيأتي بيانه عند الحديث الآتي برقم (1183).
وبالجملة فلا يصح في الكسوف أنه صلى الله عليه وسلم صلاها ستة ركوعات في أربع سجدات، والله تعالى أعلم.
ومع ذلك فقد صحح بعض أهل العلم اعتماداً على بعض ما ذكرناه من الروايات أن تصلى بهذه الهيئة منهم الترمذي بإثر الحديث (568)، وحمل هذا الاختلاف على أن كل ذلك جائز على قدر الكسوف إن تطاول الكسوف، فصلى ست ركعات في أربع سجدات فهو جائز، وأن صلَّى أربع ركعات في أربع سجدات وأطال القراءة فهو جائز.
وكذا ابن المنذر فقد قال في "الأوسط" 5/ 303 - 304 بعد أن ذكر الروايات كلها: ولا أعلم في شيء من الأخبار التي ذكرناها في عدد صلاة الكسوف علة إلا خبر علي (قلنا: يعني رواية الخمس ركوعات في كل ركعة) فإن في إسناده مقالاً، فأما سائر الأخبار فالعمل بها كلها جائز.
ونقل هذا المذهبَ ابنُ القيم في "الزاد"1/ 455 عن إسحاق بن راهويه وابن خزيمة وأبي بكر بن إسحاق الضبعي وأبي سليمان الخطابي. ثم قال: والذي ذهب إليه البخاري والشافعي في ترجيح الأخبار أولى لما ذكرنا من رجوع الأخبار إلى حكاية صلاته صلى الله عليه وسلم يوم توفي ابنه.
قلنا: يعنى أنه صلى الله عليه وسلم إنما صلاها مرة واحدة.
الناسُ: إنما كَسَفَت لِموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلَّى بالناسِ ستَّ ركعاتٍ في أربعِ سجداتِ: كَبَّرَ، ثم قرأ فأطالَ القِراءة، ثم ركع نحواً مما قامَ، ثم رفع رأسَه فقرأ دُون القِراءَة الأولى، ثم رَكَعَ نحواً مما قامَ، ثم رفع رأسه فَقَرأ القراءَة الثالثة دون القراءَةِ الثانية، ثم رَكَعَ نحواَ مما قام، ثم رَفَعَ رأسه، فانحدَر لِلسجود فسجد سجدتينِ، ثم قام فركع ثلاثَ ركعات قبل أن يسجُدَ، ليس فيها ركعة إلا التي قَبلَهَا أطولَ مِن التي بعدَها؛ إلا أن رُكُوعَه نحواَ مِن قيامه؛ قال: ثمَّ تأخَّرَ في صلاته؛ فتأخَّرت الصُفوفُ معه؛ ثم تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوفُ؛ فَقَضَى الصلاة وقد طلعتِ الشَمْس، فقال:"يا أيها الناسُ إن الشمسَ والقَمَرَ آيتانِ مِن آيات الله عز وجل لا ينكسِفَانِ لموتِ بشرٍ، فإذا رأيتُم شيئاَ مِن ذلك فَصَلُّوا حتى تنجلي" وساق بقيةَ الحديثِ
(1)
.
(1)
رجاله ثقات لكنه معلٌّ، عبدُ الملك - وهو ابنُ أبي سُليمان وإن كان ثقة وحديثه هذا في "صحيح مسلم" - قد خالفه في روايته هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر عند مسلم أيضاً، وستأتي روايته عند المصنف في الحديث التالي، فقال فيه:
أربعة ركوعات في أربع سجدات. ولهذا قال الشافعي: هذا وجهٌ نراه - والله أعلم - غلطاً، قال البيهقي معلقا على كلام الشافعي: أراد بالغلط حديث عبد الملك بن أبي سليمان، فإن ابن جريج خالفه فرواه عن عطاء، عن عبيد بن عمير، وقال أحمد بن حنبل: أقضي لابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء.
وقال ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 454: فوجدنا رواية هشام أولى، يعني أن في كل ركعة ركوعين فقط، لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبد الملك، ولموافقة روايته في عدد الركوع رواية عمرة وعروة عن عائشة، ورواية كثير بن عباس وعطاء بن يسار عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو، ثم رواية يحيى بن سليم وغيره. ثم أعله أيضاً بما أعله به البيهقي. =
1179 -
حدثنا مُؤَمَّلُ بنُ هشامِ، حدثنا إسماعيلُ، عن هشامٍ، حدَّثنا أبو الزبيرِ عن جابرٍ، قال: كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في يومِ شديدِ الحر، فصلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطالَ القيامَ حتى جعلوا يَخِرُّون، ثم ركع، فأطال، ثم رفع، فأطالَ، ثم ركع فأطال، ثم رفعَ فأطال، ثم سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثم قامَ فصنعَ نحواَ مِن ذلك، فكانَ أربعَ ركعاتِ وأربعَ سَجَداتٍ، وساق الحديثَ
(1)
.
1180 -
حدَّثنا ابنُ السَّرْح، حدثنا ابنُ وهب. وحدثنا محمدُ بنُ سلمة المراديُ، حدثنا ابنُ وهب، عن يونَس، عن ابنِ شهَاب، أخبرني عروةُ بنُ الزبير عن عائشة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: خَسَفَتِ الشمسُ في حياةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجدِ، فقام فكبرَ وصَفَّ
= وقد سلف في الحديث الذي قبله تضعيف شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع فتاواه" 18/ 73 لروايات مسلم في صلاة الكسوف بهذه الهيئة، وعدها من الأغلاط، وكذلك كلام الحافظ في "الفتح" 2/ 532 حيث قال: لا يخلو إسناد منها من علة.
عطاء: هو ابن أبي رباح، ويحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (904) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وهو في "مسند أحمد"(14417)، و"صحيح ابن حبان"(2843) و (2844)
وإطلاق الصحة على إسناد هذا الحديث تسمُّح.
وانظر ما بعده، وما قبله.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن أبا الزبير - وهو محمد بن مسلم ابن تدرس المكي - لم يصرح بسماعه من جابر.
وأخرجه مسلم (954)، والنسائي في "الكبرى"(1876) من طريق هشام الدستوائى، به.
وهو في "مسند أحمد"(15018). وكنا قد تسمحنا هناك فعددنا رواية عطاء السالفة قبله متابعة لأبي الزبير.
وانظر ما قبله.
الناسُ وراءَه، فاقترأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قراءَةً طويلةً، ثم كَبرَ، فركع ركوعاً طويلاً، ثم رَفَعَ رأسَه، فقال:"سَمِعَ الله لمن حمده، ربنا ولَكَ الحَمْدُ" ثم قام فاقترأ قِراءةَ طويلةً هي أدنى مِن القراءَة الأُولى، ثم كبَّر فَرَكَعَ ركوعاً طَوِيلاً هو أدنى مِن الركوعِ الأوَلِ، ثم قال:"سمع الله لمن حَمِدَه، ربنا ولَكَ الحمدُ" ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، فاسْتكْمَلَ أربعَ ركعاتٍ وأربعَ سجداتٍ، وانجلت الشمسُ قبل أن يَنْصَرِفَ
(1)
.
1181 -
حدثنا أحمدُ بنُ صالح، حدثنا عنبسةُ، حدثنا يونُس، عن ابنِ شهاب، قال: كان كَثِيرُ بنُ عباس يحدِّثُ
(1)
إسناده صحيح. ابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن وهب: هو عبد الله، وابنُ السرح: هو أحمد بن عمرو بن عبد الله.
وأخرجه البخاري (1046) و (1047) و (1058) و (1065) و (1066) و (1212) و (3203)، ومسلم (901)، وابن ماجه (1263)، والترمذي (569)، والنسائي في "الكبرى"(1860) و (1861) و (1870) و (1871) و (1892) و (1897) من طريق ابن شهاب الزهري، والبخاري (1044) و (1058)، ومسلم (901)، والنسائي (1872) و (1900) من طريق هشام بن عروة بن الزبير، كلاهما عن عروة، به.
وأخرجه البخاري (1050) و (1056) و (1064)، ومسلم (903)، والنسائي (1873) و (1874) و (1875) و (1899) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، والنسائي (1879) من طريق أبي حفصة مولى عائشة، كلاهما عن عائشة.
وهو في "مسند أحمد"(24045)، و"صحح ابن حبان"(2840) و (2841) و (2845).
وسيأتي الحديث من طريق هشام بن عروة، عن أبيه برقم (1187) ولم يسقه بتمامه.
أن عبدَ الله بنَ عباس كان يُحدَّثُ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى في كسوفِ الشمسِ، مثلَ حديثِ عُروة عن عائشة، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه صَلَّى ركعتينِ في كُل ركعة ركعتين
(1)
.
1182 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ الفراتِ بنُ خالد أبو مسعود الرازي. أخبرنا محمدُ ابنُ عبدِ الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن أبي جعفرٍ الرازي. قال أبو داود:
وحُدِّثتُ، عن عُمَرَ بنِ شقيق، حدَثنا أبو جعفر الرازي، وهذا لفظه وهو أتمُّ، عن الربيع بنِ أنسٍ، عن أبي العَالِيَةِ
عن أُبي بنِ كَعْبِ، قال: انكسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بهم، فقرأ بسورةِ من الطُّوَلِ، ورَكَع خمَس ركعاتٍ، وسَجَدَ سجدتين، ثم قام الثانيةَ، فقرأ سورةً من الطُّوَلِ،
(1)
حديث صحيح. عنبسة - وهو ابن خالد بن يزيد الأيلي - روى له البخاري هذا الحديث مقروناً (1046)، وقد تابعه غير واحد أيضاً. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (1046) من طريق عنبسة، عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1046) من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، ومسلم (902)، والنسائى في "الكبرى"(1865) من طريق عبد الرحمن بن نمر، ومسلم (902) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، والنسائي (512) و (1865) من طريق الأوزاعي، أربعتهم عن ابن شهاب الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد"(24571)، و"صحيح ابن حبان"(2831) و (2839).
وأخرجه بنحوه البخاري (1052) و (5197)، ومسلم (907)، والنسائي (1891) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (907) من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما عن زيد ابن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس.
وهو في "مسند أحمد"(2711)، و"صحيح ابن حبان"(2832)، و (2853).
وانظر ما سيأتى برقم (1183) و (1189).
ورَكَع خمسَ ركعاتِ وسجد سجدتَينِ ثم جلس كما هو مُستقبلَ القِبلة يدعو حتى انجلى كُسُوفُها
(1)
.
1183 -
حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يحيي، عن سُفيانَ، حدثنا حبيبُ بنُ أبي ثابتِ، عن طاووس
عن ابنِ عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صَلي في كُسُوفِ: فقرأ، ثم رَكَعَ، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركعَ، ثم سَجَدَ، والأخرى مثلُها
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي - وهو عيسى بن ماهان - وقد ضعف هذا الحديث ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 307، والبيهقي 3/ 329، وابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 455، والحافظ في"فتح الباري" 2/ 532: وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك " 1/ 333: خبر منكر.
وأخرجه عبد الله بن أحمد ني زياداته على "المسند" لأبيه (21225)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المختارة" للضياء المقدسي 349/ 3، والطبرايى في "الدعاء"(2237)، وفي "الأوسط"(5919)، وابن عدي في ترجمة عمر بن شقيق من "الكامل"، والحاكم 1/ 333، والبيهقي 3/ 329، والضياء المقدسي في "المختارة"(1141) من طريق أي جعفر الرازى، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن علي بن أي طالب عند البزار (628) و (639)، وابن المنذر في "الاوسط" 5/ 302. وني إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو ضعيف، ولهذا قال ابن المنذر: في إسناده مقال.
(2)
رجاله ثقات لكنه معل، فقد اختُلف فيه عن طاووس - وهو ابن كيسان
اليماني في إسناده ومتنه، فرواه عنه حبيب بن أبي ثابت، واضطرب حبيب في متنه:
فمرة يرويه يذكر فيه: أربعة ركوعات في كل ركعة، كما عند المصنف هنا، ومرة يرويه يذكر فيه ثلاثة ركوعات في كل ركعة كما أخرجه الترمذي (568).
وخالف حبيباً سليمانُ الأحول حيث رواه عن طاووس عن ابن عباس موقوفاً عليه من فعله، واضطرب سليمان أيضاً في متنه، فمرة يحكي فيه عن ابن عباس أنه صلَّى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكسوف ستة ركوعات في كل ركعة، ومرة يحكي عنه أنه صلاها أربعة ركوعات في
كل ركعة.
ولهذا قال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 306: حديث طاووس هذا مضطرب ضعيف، رواه وكيع، عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ورواه غير الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس - لم يذكر طاووساً،
ووقفه ابن عيينة عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس فعله، ولم يرفعه، وهذا الاضطراب يوجب طرحه، واختُلف أيضاً في متنه، فقوم يقولون: أربع ركعات في ركعة، وقوم يقولون: ثلاث ركعات في ركعة، ولا يقوم بهذا الاختلاف حجة.
وقد ضعَّف هذا الحديثَ أيضاً ابنُ حبان بإثر الحديث (2854) 7/ 98 - 99، والبيهقي 3/ 327 بأن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، حتى جزم ابنُ حبان بأن حبيباً لم يسمع هذا الخبر من طاووس، ثم أعله البيهقي بالاختلاف في الرفع والوقف بين حبيب وسليمان الأحول وبالاختلاف في العدد كذلك كالذي ذكرناه آنفاً، وأقره ابنُ القيم في "زاد المعاد" 1/ 455. وما أعله. به ابن حبان والبيهقي من أن حبيباً مدلس وقد عنعنه غير متجه هنا، وذلك أنه إذا كان علي بن المديني ويحيى بن معين في رواية الدوري قد ثبتا سماع حبيب من ابن عباس مباشرة، فلا شك حينئذ أنه إذ ذكر بينه وبينه واسطة وهو طاووس أن احتمال التدليس - إن صح وصف حبيب به - بعيد جداً، والله تعالى أعلم.
سفيان: هو الثوري، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ومسدد: هو ابن مُسرهَد.
وأخرجه مسلم (908)، والنسائي في "الكبرى"(1863) من طريق إسماعيل ابن
علية، ومسلم (909)، والنسائى (1864) عن محمد بن المثنى - وقرن به مسلم أبا بكر بن خلاد - عن يحيى القطان، كلاهما (ابنُ علية ويحيى القطان)، عن سفيان الثوري، به.
وهو في "مسند أحمد"(1975) و (3236).
وأخرجه الترمذي (568) عن محمد بن بشار، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد.
غير أنه ذكر ركوع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ركعة. ثم قال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 167، وابنُ المنذر في "الأوسط" 5/ 301، والبيهقي 3/ 327 من طريق سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن =
1184 -
حدثنا أحمدُ بنُ يونس، حدَّثنا زهير، حدثنا الأسود بنُ قيسِ، حدثني ثعلبةُ بنُ عِبَادِ العبدي - مِن أهلِ البصرةِ - أنه شَهِدَ خطبة يوماً لِسَمُرَةَ بن جُندب قال:
قال سَمُرَةُ: بينما أنا وغلام مِن الأنصار نرمي غَرَضَيْنِ لنا حتى إذا كانت الشمسُ قِيْدَ رمحينِ أو ثلاثة في عينِ الناظر مِن الأفق اسودَّت حتَى آضَتْ كأنها تنُّومَةٌ، فقال أحَدُنَا لِصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فوالله ليُحْدِثنَّ شأنُ هذه الشمس لِرسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في أُمته حدثاً، قال: فدفعنا، فإذا هُوَ بارِزٌ، فاسْتَقْدَمَ فصلَّى، فقامَ بنَا كأطولِ ما قامَ بنا في صلاةِ قَط، لا نسْمَعُ له صوتاً، قال: ثم ركع بنا كأطولِ ما ركع بنا في صلاة قَط، لا نسمَعُ له صوتاً، ثم سجد بنا كأطولِ ما سَجَدَ بنا في صلاةِ قَط، لا نَسْمَعُ له صوتاً. ثم فَعَلَ في الركعةِ الأُخرى مثلَ ذلك، قال: فوافق تجلِّي الشمسِ جلوسه في الركعةِ الثانية، قال: ثُمَّ سَلَّمَ،
= ابن عباس أنه صلَّى في صفة زمزم ست ركعات في أربع سجدات، هكذا رواه موقوفاً عليه من فعله.
وخالف ابنَ عيينة ابنُ جريج، فرواه عبد الرزاق (4934)، وابن أبي شيبة 2/ 468، وابن المنذر 5/ 302 قال: أخبرني سليمان الأحول أن طاووساً أخبره أن ابن عباس وكسفت الشمس فصلى على ظهر صفة زمزم ركعتين في كل ركعة أربع ركعات، فخالفه في عدد الركوعات.
وأخرج عبد الرزاق (4935) عن الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت أنه صلَّى لكسوف الشمس فقرأ ثم ركع أربع ركعات في كل سجدة إلا أنه لما رفع رأسه من الركوع قرأ ثم سجد. فخالف حبيب هنا بفعله روايتَه بزيادة القراءة بعد الركوع الأخير وقبل السجود، ولم يروِ ذلك عن طاووسِ عن ابن عباس.
والصحيح عن ابن عباس ما سلف عند المصنف برقم (1181) أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى الكسوف أربعة ركوعات في كل ركعة.
ثم قام فَحَمِدَ الله، وأثنى عليه، وشهد أن لا إله إلا الله، وشهد أنه
عبلُه ورسولُه، ثم ساق أحمد بنُ يونس خُطبةَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
1185 -
حدثنا موسى بنُ إسماعيل، حدثنا وُهَيبُ، حدثنا أيوبُ، عن أبي قلابه عن قَبيصَةَ الهِلالي، قال: كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فزعاً يَجُرُّ ثوبَه وأنا معه يومئذ بالمدينةِ، فصلَّى ركعتينِ فأطال فيهما القيامَ، ثم انصرف وانجلتْ، فقالَ: "إنما هذه الآيات يُخوِّفُ
(1)
إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد العبدي. زهير: هو ابن معاوية، وأحمد
ابن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس، معروف بالنسبة إلى جده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1882) من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن ماجه (1264)، والترمذي (570)، والنسائي (1895) من طريق الأسود بن قيس، به. قال: صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف فلم نسمع له صوتاً. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح! وقد ذهب بعضُ أهل العلم الى هذا، وهو قول الشافعي.
وهو في "مسند أحمد" مطولاً (20178)، و"صحيح ابن حبان"(2852) و (2856).
ويشهد لصلاة الكسوف ركعتين كسائر الصلاة حديث أبي بكرة عند البخاري (1040) بلفظ: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد، فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس.
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند عبد الرزاق (4938)، وأحمد (6868) ، وابن خزيمة (1393)، وابن المنذر في "الأوسط" 5/ 299، والحاكم 1/ 329، والبيهقي 3/ 324، وسيأتى عند المصنف برقم (1194).
قوله: آضت، قال في"النهاية": أي: رجعت وصارت.
وتنُّومة: قال: هي نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل.
الله عز وجل بها، فإذا رأيتُموها فَصَلُّوا كأحدثِ صلاةٍ صليتموها مِن المكتوبة"
(1)
.
1186 -
حدثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ريحانُ بنُ سعيد، حدثنا عبّادُ بنُ منصور، عن أيوبَ، عن أبي قلابة، عن هلالِ بنِ عامر
أن قَبِيصةَ الهلاليَ حدَّثه أن الشمسَ كَسَفَتْ، بمعنى حديثِ موسى، قال: حتى بَدَتِ النُجُومُ
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، فإن أبا قلابة - وهو عبد الله بن زيد الجرمي - كان كثير الإرسال، ولم يصرح هنا بسماعه من قبيصة بن مخارق، وذكر البيهقي في "السنن" 3/ 334 أنه لم يسمعه منه، إنما رواه عن رجل عنه، وهذا الرجل هو هلال بن عامر - وقيل: عمرو - البصري كما سيأتي عند المصنف بعده، وهو لا يُعرف، وروي
الحديث أيضاً من طريق أيوب وغيره عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير كما سيأتي عند المصنف برقم (1193) وأبو قلابة لم يسمع من النعمان أيضاً فيما قاله يحيى بن معين وغيره، فهذا يفيد أن في الحديث اضطراباً أيضاً. وقد أشار إلى ضعف هذا الحديث البخاريُّ فيما حكاه عنه الترمذي في "علله الكبير"1/ 299 - 300.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1884) من طريق عُبيد الله بن الوازع، عن أيوب، به.
وأخرجه بنحوه النسائي (1885) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي
قلابة، عن قبيصة. وفي إسناد هذا الحديث - إضافة إلى ما سلف - قتادة عن أبي قلابة.
وقد قال يحيى بن معين: لم يسمع منه. وجاء عنده أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى ركعتين ركعتين حتى انجلت. وهذا يخالف رواية المصنف هنا أنه صلَّى ركعتين فقط وأطال فيهما القيام.
وانظر تمام تخريجه وبيان الاختلاف فيه في "مسند أحمد"(20607)، وفيما سيأتي برقم (1193).
وانظر ما بعده.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. وعباد بن منصور ضعيف أيضاً، وهذا الرجل الذي زيد في الإسناد - وهو هلال بن عامر - وقيل: ابن عمرو - لا يعرف كما قال الذهبي في "الميزان". =