الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَتينا عُقبةَ بن عمرِو الأنصاري أبا مسعودٍ فقلنا له: حدثْنا عن صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم. فقام بين أيدينا في المسجدِ، فكبّر، فلما ركع وَضَعَ يديه على رُكبتيهِ، وجعل أَصابعَه أسفلَ من ذلك، وجافى بين مِرفقَيهِ، حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم قال: سمع اللهُ لمن حَمِدَه، فقام حتى استقرّ كل شيء منه، ثم كَبّرَ وسجدَ ووضع كَفيهِ على الأَرض، ثم جافَى بين مِرفَقيهِ حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم رفع رأسَه فجلس حتى استقر كل شيءٍ منه، ففعل مثلَ ذلك أيضاً، ثم صَلى أربعَ رَكعاتِ مثلَ هذه الركعة، فصَلّى صلاتَه، ثم قال: هكذا رأينا رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم يُصلّي (
1).
148 -
باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم:
"كلُّ صلاة لا يتمّها صاحبها تُتَم من تطوُّعه
"
864 -
حدثنا يعقوبُ بن إبراهيمَ، حدثنا إسماعيلُ، حدثنا يونسُ، عن الحسن عن أنس بن حَكِيم الضَّبِّي قال: خاف من زيادِ
(2)
- أو ابنِ زيادِ- فأتى المدينةَ، فلقيَ أبا هريرة، قال: فنَسَبَني فانتَسَبتُ له، فقال: يا فتى، ألا أُحدِّثُك حديثاً؟ قال: قلتُ: بَلَى رَحِمَك الله- قال يونس: وأحسبُه
(1)
إسناده صحيح، جرير- وهو ابن عبد الحميد-وإن روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، فقد تابعه همام بن يحيى عند أحمد (17076) وهو ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط فيما رجحه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (161)، وزائدة بن قدامة عند النسائي (629) وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه أيضاً.
وأخرجه النسائي (628) و (630) من طرق عن عطاه بن السائب، به، وصححه ابن خزيمة (598).
(2)
أي: قال الحسن- وهو البصري-: خاف أنس بن حكيم من زياد.
ذكره عن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال: "إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامة
من أعمالهم الصلاةُ" قال: "يقول ربنا عز وجل لملائكتِه وهو أعلمُ: انظُروا في صلاةِ عَندي أتَمها أم نَقَصَها، فإن كانت تامّةَ كُتِبَت له تامَةَ، وإن كان انتَقَصَ منها شيئاً قال: انظُروا، هل لعَبدي من تَطوُّعٍ؟ فإن كان له تطوع قال: أتِمّوا لعَبدي فَرِيضتَه من تَطوُّعِه. ثم تُؤخَذُ الأعمالُ على ذاكُم"
(1)
.
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وقد اختُلف في إسناده على الحسن- وهو البصري- اختلافا كثيراً فيما بينه الدارقطنى في "العلل" 8/ 244 - 248 ثم قال: وأشبهها بالصواب قول من قال: عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة. قلنا: وأنس بن حكيم فيه جهالة، لكنه متابع. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عُليه، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وهو في "مسند أحمد"(9494) عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1425) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن حكيم، به. وهو عند أحمد (7902) من هذا الطريق، وعلي بن زيد ضعيف.
وأخرجه الترمذي (415)، والنسائي في "الكبرى"(322) من طريق الحسن عن حريث بن قبيصة، والنسائي في "المجتبى"(466) من طريق الحسن عن أبي رافع، كلاهما عن أبي هريرة. وحسنه الترمذي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(321) من طريق حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيي بن يَعمَر، عن أبي هريرة. وهذا سند صحيح، وهو في "مسند أحمد"(16614) من هذا الطريق إلا أنه لم يسم فيه صحابي الحديث.
ويشهد له حديث تميم الداري الآتي عند المصنف برقم (866).
وحديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3976)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(193)، وهو حسن في الشواهد.
قوله: "فنَسَبَني" أي: سألني عن النسب وحملني على الانتساب "فانتسبتُ له" أي: ذكرته له.