الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
126 - باب في تخفيف الصلاة
790 -
حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَثنا سفيانُ، عن عمرو
سمعه من جابر قال: كان معاذٌ يُصلّي مع النبيّ- صلى الله عليه وسلم، ثم يرجعُ فيَؤُمُّنا- قال مرَّةً: ثم يرجعُ فيُصلّي بقومه-، فأخَّرَ النبيّ- صلى الله عليه وسلم -ِليلةً الصلاةَ - وقال مرَّةً: العِشاءَ- فصلى معاذٌ مع النبي- صلى الله عليه وسلم، ثمِ جاء يؤمُ قومَه، فقرأ البقرةَ، فاعتَزَلَ رجل من القوم فصلَى، فقيل: نافقتَ يا فلان، فقال:
ما نافقتُ، فأتى رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم -فقال: إن معاذاً يُصلّي معك ثم يرجعُ فيؤمُّنا يا رسولَ الله، وإنما نحن أصحابُ نواضِحَ، ونعملُ بأيدينا، وإنه جاء يؤمُنا فقرأ بسورة البقرة، فقال:"يا معاذ، أفتَانٌ أنت؟! أفتَانٌ أنت؟! اقرأ بكذا، اقرأ بكذا"قال أبو الزُّبير: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ،فذكرنا لعمرو فقال: أراه قد ذكره
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.
وهو في "مسند أحمد"(14307).
وأخرجه مسلم (465)(178)، والنسائي في "الكبرى"(911) من طريق سفيان،
بهذا الإسناد. زاد مسلم: قال سفيان: فقلت لعمرو: إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال: "اقرأ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، {وَالضُّحَى} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} " فقال عمرو: نحو هذا.
وأخرجه البخارى (701) من طريق شعبة، و (6106) من طريق سليم بن حبان، كلاهما عن عمرو بن دينار، به. وسمى سليم السورتين: الشمس والأعلى.
وأخرجه بنحوه البخاري (705)، والنسائي في "الكبرى"(907) و (1058) و (1071) و (11588) و (11600) و (11609) من طريق محارب بن دثار، ومسلم (465)(179) من طريق أبي الزبير، كلاهما عن جابر. وقرن النسائي في الموضع الأول والأخير بمحارب أبا صالح السَّمان. =
791 -
حدثنا موسى بن إسماعيلَ، حدثنا طالبُ بن حبيب، حدثنا عبدُ الرحمن
ابن جابر يحدث
عن حَزْم بن أَبي كعب: أنه أتى معاذَ بنَ جبل وهو يُصلي بقومِ صلاةَ المغرب، في هذا الخبر، قال: فقال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم: "يا معاذُ، لا تكن فتَّاناً، فإنه يُصلّي وراءك الكبيرُ والضعيفُ وذو الحاجة والمسافرُ"
(1)
.
= وقد سلف مختصراً برقم (599) و (600).
وقوله: أفتان أنت. أي: مُنفر عن الدين وصادُّ عنه، ففيه الإنكار على من ارتكب ما ينهى عنه وإن كان مكروهاً غير محرم.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف طالب بن حبيب، وقد اختلف عليه في إسناده.
وأخرجه البيهقي 3/ 117 من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (483 - زوائد) من طريق أبي داود الطيالسي، حدثنا طالب بن حبيب، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه قال: مرَّ حزم بن أبي كعب بن أبي القين بمعاذ، وهو يصلي صلاة العتمة
…
فذكره، وذكر فيه المريض بدل المسافر، وجعل الصلاة صلاة العتمة - أي: العشاء - وليست المغرب. وقال البزار: لا نعلم أحداً ممن روى عن جابر سمى هذا الرجل إلا ابن جابر.
قلنا: وذِكرُ صلاة العشاء أصحُّ، فقد سلف حديثُ معاذ بإسناد قوي برقم (599)، وبإسناد صحيح برقم (790)، وفيهما أن الصلاة كانت العشاء. وانظر تفصيلَ القول في ذلك في التعليق على "المسند"(14190).
وقوله: "فإنه يُصلي وراءك الكبيرُ والضعيفُ وذو الحاجة" جاء نحوه في حديث معاذ عند البخاري (702) و (703).
أما المسافر، فيشهد له حديث عدي بن حاتم عند عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (18261) قال: مَن أمَّنا فليتم الركوع والسجود، فإن فينا الضعيفَ والكبيرَ والمريضَ والعابرَ السبيل وذا الحاجة، هكذا كنا نصلي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم -وإسناده صحيح. على أن قوله:"وذا الحاجة" يشمل المسافر وغيره. =
792 -
حدثنا عثمان بن أبي شيبةَ، حدثنا حسينُ بن علي، عن زائدةَ، عن سليمانَ، عن أبي صالح
عن بعض أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم -قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم -لرجلِ: "كيف تقولُ في الصلاة؟ قال: أتشهدُ وأقول: "اللهم إني أسالُكَ الجنةَ، وأعوذُ بك من النار، أما إني لا أُحسِنُ دَنْدَنتكَ ولا دَنْدَنَةَ معاذ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم:"حولَها نُدِنُدن"
(1)
.
793 -
حدثنا يحيي بن حبيب، حدَّثنا خالدُ بن الحارث، حدثنا محمد بن عَجلان، عن عُبيد الله بن مِقسَم
عن جابر، ذكر قصة معاذ، قال: وقال- يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم للفتى: "كيف تصنعُ يا ابنَ أخي إذا صلّيتَ؟ " قال: أقرأُ بفاتحة الكتاب، وأسألُ اللهَ الجنَةَ، وأعوذُ به من النار، وإني لا أدري ما دَنْدَنتكَ ولا دَنْدَنَةُ
= وفيه أمر للإمام بتخفيف الصلاة بحيث لا يُخِل بسنتها ومقاصدها، رأنه إذا صلى
لنفسه طَوَّل ما شاء في الأركان التي تحتمل التطويل وهي القيام والركوع والسجود
والتشهد دون الاعتدال والجلوس بين السجدتين. قاله النووي.
(1)
إسناده صحيح. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة،
وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان.
وهو في "مسند أحمد"(15898).
وأخرجه ابن ماجه (910) و (3847) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قوله: "دندنتك" قال الخطابي: الدندنة قراءة مبهمة غير مفهومة، والهينمة مثلها أو نحوها. أي: مسألتك الخفية وكلامك الخفي الذي أسمع نغمته ولا أفهمه، وضمير "حولها" للجنة، أي: حول تحصيلها، أو للنار، أي: حول التعوذ منها، أو لهما بتأويل كل واحدة، ويؤيده الرواية الآتية بعد هذه:"حول هاتين".
معاذ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم: "إني ومعاذ
(1)
حولَ هاتين" أو نحو هذا
(2)
.
794 -
حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج
عن أبي هريرة، أن النبى- صلى الله عليه وسلم -قال:"إذا صلّى أحدُكم للناس فليُخَفِّف، فإن فيهم الضعيفَ والسقيمَ والكبيرَ، وإذا صلّى لنفسِه فليُطَوّل ما شاء"
(3)
.
(1)
كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د): معاذ، بالرفع، ويخرج بأن معاذاً مبتدأ حُذف خبره، وفي (هـ):- وهي برواية ابن داسه-: معاذاً، على الجادة، وقد أشار الحافظ في نسخته إلى أنها كذلك في رواية ابن الأعرابي. وانظر "خزانة الأدب"10/ 312 - 322.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(601) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ابن خزيمة (1634) والبيهقى3/ 116 - 117 عن يحيى بن حبيب، به.
وقصة معاذ سلفت برقم (790)، ومختصرة برقم (599) و (600).
(3)
إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة، وأبو الزناد: هو عبد الله بن
ذكوان، والأعرج: هو عبد الله بن هرمز.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 134، ومن طريقه أخرجه البخاري (703)، والنسائي في "الكبرى"(899).
وهو في "مسند أحمد"(10306)، و"صحح ابن حبان"(1760).
وأخرجه مسلم (467)(183)، والترمذي (233) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به.
وأخرجه مسلم (467)(184) من طريق همام بن منبه، ومسلم (467)(185) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة.
وانظر ما بعده.