الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
139 - باب تمام التكبير
(1)
835 -
حدثنا سليمانُ بن حَرب، حدثنا حماد، عن غَيلانَ بن جَرير، عن مُطَرِّف، قال:
صلَّيتُ أنا وعِمرانُ بن حُصَين خلفَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكان إذا سَجَدَ كَبَّرَ، وإذا ركعَ كَبّر، وإذا نَهَضَ من الركعتَينِ كَبَّر، فلما انصَرَفْنا أخذَ عِمرانُ بيدي وقال: لقد صَلى هذا قَبْلُ- أو قال: لقد صَلَّى بنا هذا قبلُ- صلاةَ محمدِ عليه السلام
(2)
.
(1)
أي: إتمام عدد التكبير في الصلاة، ففي كل صلاة ثنائية إحدى عشرة تكبيرة، وهي: تكبيرة الإحرام وخمس في كل ركعة، وفي الثلاثية سبع عشرة، وهي: تكبيرة الإحرام وتكبير القيام من التشهد الأول وخمس في كل ركعة، وفي الرباعية ثنتان وعشرون، ففي المكتوبات الخمس أربع وتسعون تكبيرة. واعلم أن تكبيرات الإحرام واجبة وما عداها سُنَّة لو تركه صحّت صلاته لكن فاتته الفضيلة وموافقة السنة، هذا مذهب العلماء كافة إلا أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في إحدى الروايتين عنه أن جميع التكبيرات واجبة.
(2)
إسناده صحيح. حماد: هو ابن زيد، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشّخّير. وأخرجه البخاري (786) و (826)، ومسلم (393)، والنسائي في "الكبرى"(673) و (1104) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (784) من طريق أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف، به.
وهو في "مسند أحمد"(19840) و (19952).
وفي هذا الحديث - كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"- إشارة إلى أن التكبير الذي أتى به على بن أبى طالب على وجه الجهر كان قد تُرك، وأول من تركه- فيما روى أحمد (19881) من وجه آخر عن مطرف عن عمران بن حصين- هو عثمان بن عفان حين كبِرَ وضَعُف صوته، وقد حمل ذلك جماعة من أهل العلم على الإخفاء وترك الجهر به، وحكى الطحاوي أن قوماَ كانوا يتركون التكبير في الخفض دون الرفع، قال: وكذلك كانت بنو أُمية تفعل، وروى ابن المنذر نحوه عن ابن عمر، وعن بعض السلف أنه كان =
836 -
حدثنا عَمرو بن عثمانَ، حدثنا أبى وبقيَّهُ، عن شعيبِ، عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن وأبو سَلَمة
أن أباهريرةَ كان يكبر في كل صلاةٍ من المكتوبةِ وغيرِها: يُكبِّر حين يقومُ، ثم يُكبّر حين يَركَعُ، ثم يقول: سَمعَ اللهُ لمن حَمِده، ثم يقول: ربنا ولك الحمدُ، قبل أن يَسجُدَ، ثم يقول: الله أكبرُ، حين يَهْوِي ساجداً، ثمَ يكبر حين يَرفَعُ رأسَه، ثم يكبر حين يَسجُدُ، ثم يكبر حين يَرفَعُ رأسَه، ثم يكبر حين يقومُ من الجلوس في اثنتين، فيَفعَلُ ذلك في كل ركعةِ حتى يَفرُغَ من الصلاة، ثم يقولُ حين ينصرفُ: والذي نَفْسي بيدِه، إنِّي لأقرَبُكم شَبَهاً بصلاةِ رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم، إنْ كانت هذه لصَلاتُه حتى فارقَ الدنيا
(1)
.
= لا يكبِّر سوى تكبيرة الإحرام، وفرَّق بعضهم بين المنفرد وغيره، ووجهه بأن التكبير شُرع للإيذان بحركة الإمام فلا يحتاج إليه المنفرد، لكن استقرّ الأمر على مشروعية التكبير في الخفض والرفع لكلِّ مصلٍّ، فالجمهور على ندبية ما عدا تكبيرة الإحرام، وعن أحمد وبعض أهل العلم بالظاهر يجب كلُّه.
(1)
إسناده صحيح. أبو عمرو بن عثمان: هو عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وبقية: هو ابن الوليد، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، وأبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث بن هشام المخزومي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه البخاري (803) عن أبى اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائى في "الكبرى"(746) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، به. كرواية شعيب بن أبي حمزة عن الزهري.
وأخرجه مختصراً البخاري (789)، ومسلم (392) و (28) و (29)، والترمذي (252) من طرق عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة.
وأخرجه كذلك البخاري (785)، ومسلم (392)(27) و (30)، والنسائي (651) و (745) و (1097) من طرق عن الزهري، عن أبى سلمة، عن أبي هريرة. =
قال أبو داود: هذا الكلامُ الأخير يجعله مالك والزُّبيْدي وغيرهما عن الزُّهْري عن علي بن حُسَين
(1)
.
ووافق عبدُ الأعلى عن معمَرِ شعيبَ بن أبي حمزة عن الزهريَّ.
837 -
حدثنا محمدُ بن بَشار وابن المثنى، قالا: حدثنا أبو داودَ، حدّثنا شُعبةُ، عن الحسن بن عِمْران- قال ابن بشار: الشامي، قال أبو داود: أبو عبد الله العَسقلاني- عن ابن عبد الرحمن بن أبزَى
عن أبيه: أنه صلى مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم -وكان لا يُتِمُّ التكبيرَ
(2)
.
= وأخرجه مسلم (392)(31) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به مختصراً.
وكذلك أخرجه البخاري (795) من طريق سعيد المقبري، ومسلم (392)(32) من طريق أبي صالح السمان، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(7657)، و"صحيح ابن حبان، (1767).
(1)
يعني مرسلاً، ورواية مالك فى "موطئه" 1/ 76 عن الزهري عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ومراد المصنف بقوله: "هذا الكلام الأخير"، هو قوله: إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا.
والزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر أبو الهُذيل الحمصي القاضي.
(2)
إسناده ضعيف ومتنه منكر، تفرد به الحسن بن عمران وهو لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ، وقال الطبري: مجهول.
ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. ثم إن هذا الحديث مخالف لما صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه كان يكبر فى كل خفض ورفع كما في حديثي عمران بن حصين وأبي هريرة المتقدمين وغيرهما من الأحاديث.
ابن المثنى: هو محمد بن المثنى أبو موسى الزمِن، وأبو داود: هو الطيالسي سليمان بن داود، وابن عبد الرحمن بن أبزى: هو عبد الله، وقيل: سعيد. =