الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علاّم الغُيوب، اللهم إن كنتَ تعلَمُ أنَّ هذا الأمر - يسميه بعينه الذي يُريد - خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي ومَعَادي وعاقبةِ أمري، فاقدره لي، ويسره لي، وبارِك لي فيه، اللهم وإن كنتَ تعلَمُه شَرّاً لي، مثلَ الأول، فاصرِفني عنه، واصرِفه عنّي، واقدُر لي الخيرَ حيثُ كان، ثم رضّني به" أو قال:"في عاجِلِ أمْرِي وآجِلِه"
(1)
.
قال ابنُ مسلمة وابنُ عيسى: عن محمد بن المنكدر عن جابر.
365 - باب في الاستعاذة
1539 -
حدَّثنا عثمانُ بن أبي شيبةَ، حدَّثنا وكيعٌ، حدَّثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون
عن عمرَ بن الخطاب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ من خَمْسٍ: من الجُبن، والبُخل، وسوءِ العُمر، وفِتنةِ الصَّدْرِ، وعذابِ القبر
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. عبد الرحمن بن أبي الموالي وثقه ابن معين وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وقال الترمذي في حديثه هذا: صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي، وهو شيخ مدني ثقة، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.
وقال البزار: لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، وقال الدارقطني في "الأفراد": هو غريب تفرد به عبد الرحمن وهو صحيح، وباقى رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري (1162) و (6382) و (7390)، وابن ماجه (1383)، والترمذي (484)، والنسائي في "الكبرى"(5551) و (7682) و (10259) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(14707)، و"صحيح ابن حبان"(887).
(2)
إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني. =
1540 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا المعتمِرُ قال: سمعتُ أبي
سمعتُ أنسَ بنَ مالك يقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذُ بكَ من العَجزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، والهَرَم، وأعوذُ بكَ من عذابِ القبر، وأعوذُ بكَ مِن فتنةِ المحيا والممات"
(1)
.
= وأخرجه ابن ماجه (3844)، والنسائي في "الكبرى"(7829) و (7862) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائى (7864) و (7865) و (7881) من طريقين عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه النسائي (7866) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن ميمون، به. مرسلاً.
وهو في "مسند أحمد"(145)، و"صحيح ابن حبان"(1024).
وقوله: وأعوذ بك من فتنة الصدر. قال وكيع في رواية ابن ماجه: يعني الرجل يموت على فتنة لا يستغفر الله منها.
وقال صاحب "بذل المجهود": ما ينطوي عليه الصدر من القساوة والحقد والحسد والعقائد الباطلة، والأخلاق السيئة.
(1)
إسناده صحيح. مسدَّدٌ: هو ابن مُسَرهد الأسدي، والمعتمر: هو ابن سليمان ابن طرخان التيمي.
وأخرجه البخاري (2823) و (6367) عن مسدَّدٌ، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2706)، والنسائي في "الكبرى"(7838) من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، به.
وأخرجه مسلم (2706) من طرق عن سليمان التيمي، به.
وأخرجه البخاري (4707)، ومسلم (2706) من طريق شعيب بن الحباب، والبخاري (6371) من طريق عبد العزيز بن صهيب، والترمذي (3791)، والنسائي (7837) و (7840) و (7878) من طريق حميد بن أبي حميد الطويل، والنسائي (7831)،
و (7842) من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، أربعتهم عن أنس بن مالك، به.
وهو في "مسند أحمد"(12113)، و"صحيح ابن حبان"(1009) و (1010).
وانظر ما سيأتي برقم (1541) و (3972).
1541 -
حدَّثنا سعيد بنُ منصور وقتيبةُ بنُ سعيد، قالا: حدَّثنا يعقوبُ بن عبد الرحمن - قال سعيد: الزهري - عن عمرو بن أبي عمرو
عن أنس بن مالك، قال: كُنتُ أخْدُمُ النبي صلى الله عليه وسلم فكنتُ أسمعه كثيراً يقول: "اللهمَّ إنى أعوذُ بكَ مِنَ الهَم، والحَزَن، وضَلَعِ الدَّين، وغَلَبةِ الرِّجال" وذكر بعضَ ما ذكره التيميُّ
(1)
.
1542 -
حدَّثنا القعنبي، عن مالكِ، عن أبي الزبير المكي، عن طاووس
عن عبد الله بن عباسٍ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كان يُعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورةَ من القرآن، يقول: "اللهم إني أعوذُ بكَ مِن
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (6363) و (6369)، والترمذي (3790)، والنسائي في "الكبرى"(7836) و (7858) و (7887) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (7834) من طريق سعيد بن سلمة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن المطلب، عن أنس، به. زاد عبد الله بن المطلب.
قال النسائي بإثره: سعيد بن سلمة شيخ ضعيف، وإنما أخرجناه للزيادة في الحديث.
وقال المزي في "تهذيب الكمال": وروى له النسائي حديثه عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن المطلب عن أنس في الاستعاذة من العجز والكسل، ورواه غيره عن عمرو، عن أنس، لم يذكر بينهما أحداً وهو المحفوظ.
وهو في "مسند أحمد"(12225).
وانظر ما قبله.
وضَلَعُ الدين: ثِقله وشدته: وذلك حين لا يجد مَن عليه الدَّينُ وفاءَه لا سيما مع المطالبة. وغلبة الرجال: قهرهم وشدة تسلطهم عليه، والمراد بالرجال: الظلمة أو الدائنون.
وقال الحافظ: وقوله: وغلبة الرجال: هي إضافة للفاعل استعاذ من أن يغلبه الرجال، لما في ذلك من الوهن في النفس والمعاش.
عذابِ جهنم، وأعوذُ بكَ مِن عذابِ القبر، وأعوذُ بكَ مِن فتنةِ المسيحِ الدجال، وأعوذُ بكَ مِن فِتنةِ المحيا والممات"
(1)
.
1543 -
حدَّثنا إبراهيمُ بنُ موسى الرازي، أخبرنا عيسى، حدَّثنا هشام، عن أبيه
عن عائشة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يَدعُو بهؤلاء الكلمات: "اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن فِتنةِ النَار، وعذابِ النار، ومِنْ شَرَّ الغِنى والفَقر"
(2)
.
1544 -
حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا حمادٌ، أخبرنا إسحاقُ بنُ عبد الله، عن سعيدِ بنِ يسارٍ
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الفَقرِ، والقِلَّة، والذِّلَّة، وأعوذُ بكَ مِن أن أَظْلِمَ أو أُظلَمَ"
(3)
.
(1)
إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة، وأبو الزبير المكي: هو محمد بن مسلم بن تدرُس، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 215، ومن طريقه أخرجه مسلم (590)، والترمذي (3801)، والنسائى في "الكبرى"(2201) و (7896).
وهو في "مسند أحمد"(2168)، و"صحيح ابن حبان"(999).
وانظر ما سلف برقم (984).
(2)
إسناده صحيح. عيسى: هو ابن يونس السبيعي، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه البخاري (6368) و (6375) و (6376) و (6377)، ومسلم بإثر (2705)، وابن ماجه (3838)، والترمذي (3802)، والنسائي في "الكبرى"(59) و (7850)، من طرق عن هشام، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24301).
وانظر ما سلف برقم (880).
(3)
إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة. =
1545 -
حدَّثنا ابنُ عوف، حدَّثنا عبدُ الغَفَّار بنُ داود، حدَّثنا يعقوبُ بن عبد الرحمن، عن موسى بن عُقبة، عن عبد الله بن دينار
عى ابن عُمرَ، قال: كان مِن دعاء رسولِ الله صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أعوذ بك مِن زَوالِ نِعمَتِك، وتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وفُجاءةِ نِقْمَتِكَ، وجَميعِ سَخَطِكَ"
(1)
.
1546 -
حدَّثنا عمرُو بن عثمان، حدَّثنا بقيةُ، حدَّثنا ضُبارّةُ بن عبد الله بن أبي السُّلَيكِ، عن دُويد بن نافعِ، حدَّثنا أبو صالح السمانُ، قال:
قال أبو هريرة: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يَدعو يقول: "اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِنَ الشِّقاقِ، والنفاق، وسُوءِ الأخلاق"
(2)
.
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7844) و (7847) من طريقين عن حماد، بهذا
الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(8053)، و"صحيح ابن حبان"(1030).
وأخرجه ابن ماجه (3842)، والنسائي في "الكبرى"(7845) و (7846) و (7848) من طريق الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله، عن جعفر بن عياض، عن أبي هريرة وجعفر بن عياض لا يعرف، لكن تابعه سعيد بن يسار عند المصنف وغيره.
وهو في "مسند أحمد"(10973)، و"صحيح ابن حبان"(1003).
(1)
إسناده صحيح. ابن عوف: هو محمد الطائي.
وأخرجه مسلم (2739)، والنسائي في "الكبرى"(7900) و (7901) من طريقين عن يعقوب بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
"من زوال نعمتك"، أي: نعمة الإسلام والإيمان ومنحة الإحسان والعرفان.
وتحول عافيتك، أي: انتقالها من السمع والبصر وسائر الأعضاء.
وفُجاءة نقمتك. النقمة: المكافأة بالعقوبة والانتقام بالغضب والعذاب.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف بقية - وهو ابن الوليد الكلاعي -، وضبارة بن عبد الله مجهول. أبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات. =
1547 -
حدَّثنا محمدُ بنُ العلاء، عن ابن إدريس، عن ابنِ عجلانَ، عن المَقْبري.
عن أبي هريرة قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمَ إني أعوذُ بكَ عن الجُوع، فإنه بِئسَ الضَّجيعُ، وأعوذُ بكَ مِن الخِيانَة، فإنها بئسَتِ البِطَانَةُ"
(1)
.
1548 -
حدَّثنا قتيبةُ بن سعيدُ، حدَّثنا الليثُ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عباد بن أبي سعيد
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7853) من طريق عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الدعاء"(1343)، وفي "المعجم الصغير"(316)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 530 قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من القسوة والغفلة والعَيلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون والجذام وسيئ الأسقام". وإسناده صحيح. وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي.
(1)
إسناده قوي. ابن عجلان - هو محمد بن عجلان المدني - صدوق لا بأس به. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس ين يزيد الأودي، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد المقبري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7851) و (7852) من طريقين عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3354) من طريق كعب عن أبي هريرة، به. لكن في إسناده ليث بن أبي سليم.
وهو في "صحيح ابن حبان"(1029).
قال السندي: الضجيع من ينام في فراشك، أي: بئس الجوع الذي يمنعك من وظائف العبادات، ويشوش الدماغ، ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطلة، والبطانة بكسر الباء: ضد الظهارة، وأصلها في الثوب، فاتَّسَعَ فيما يستبطن الإنسان من أمره.
أنه سمع أبا هريرة يقول: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الأربع: مِن عِلْم لا يَنفَعُ، ومِن قلبٍ لا يخشَعُ، ومِن نَفسٍ لاتَشبَعُ، ومِن دُعاءٍ لا يُسمَعُ"
(1)
.
1549 -
حدَّثنا محمدُ بنُ المتوكل، حدَّثنا المعتَمِرُ قال: قال أبو المعتمر:
أُرَى أنَّ أنس بن مالكٍ حدَّثنا: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن صَلاةٍ لا تَنْفَعُ" وذكر دعاءً آخَرَ
(2)
.
(1)
حديث صحيح. عباد بن أبي سعيد، قال الذهبي: ما روى عنه غير أخيه سعيد، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وقال ابن خلفون في"الثقات": وثقه محمد بن عبد الرحيم التبان، وباقي رجاله ثقات. الليث: هو ابن سعد.
وأخرجه ابن ماجه (3837)، والنسائي في "الكبرى"(7822) و (7824) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (250)، والنسائى (7823) من طريق ابن عجلان، عن سعيد ابن أبي سعيد، عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد"(8488).
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد في"مسنده"(6557). وإسناده صحيح.
(2)
حديث صحيح. محمد بن المتوكل وإن كان يقصر عن رتبة الصحيح قد تابعه هُريم بن عبد الأعلى عند ابن حبان وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات.
ولفظه بتمامه عند ابن حبان (1015)"اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع، وأعوذ بك من صلاة لا تنفع، وأعوذ بك من دُعاءٍ لا يُسمع، وأعوذ بك من قلب لا يخشع".
وأخرج ابن أبي شيبة 10/ 187 - 188، وأحمد (13003) و (13674)، والطيالسي (2007) من طرق عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس ولفظه:"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعملِ لا يرفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع".
وأخرج أحمد في "مسنده"(14023)، والنسائي في "الكبرى"(7821) من طريق حفص بن عمر ابن أخي أنس، عن أنس، بلفظ:"اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع".
1550 -
حدَّثنا عثمان بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا جَرير، عن - منصورِ، عن هلال ابن يِسَاف، ٍ عن فَروَة بن نوفَلٍ الأشجعي، قال:
سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنينَ عما كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدعُو به، قالت: كان يقولُ: اللهُمَّ اني أعوذُ بكَ من شَر ما عَمِلْتُ، ومِن شَرِّ ما لم أعمَل"
(1)
.
1551 -
حدَّثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الله بن الزبير (ح)
وحدثنا أحمدُ، حدَّثنا وكيع - المعنى - عن سعد بن أوسِ، عن بلالِ العبسيِّ، عن شُتَير بن شَكَل
(1)
إسناده صحيح. عثمان بن أبي شيبة: هو عثمان بن محمد بن إبراهيم العبْسي، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وفروة بن نوفل الأشجعي مختلف في صحبته والصواب أن الصجة لأبيه، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم هذا الحديث.
وأخرجه مسلم (2716)، والنسائي في "الكبرى"(1231) و (7911) من طرق عن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2716)، وابن ماجه (3839)، والنسائي (7909) و (7910) و (7912) و (7913) و (7914) من طرق عن هلال بن يساف، به.
وهو في "مسند أحمد"(26368)، و"صحيح ابن حبان"(1031).
وقوله: من شر ما عملت، أي: فعلت، قال الطيبي: أي: من شر عمل يحتاج فيه إلى العفو والغفران. ومن شر ما لم أعمل: استعاذ من شر أن يُعمل في المستقل ما لا يرضاه بأن يحفظه منه، أو من شر أن يصير معجباً بنفسه في ترك القبائح، فإنه يجب أن يرى ذلك من فضل ربه، أو لئلا يصيبه شر عمل غيره، قال تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] ويحتمل أنه استعاذ من أن يكون ممن يحب أن يحمد بما لم يفعل "مرقاة المفاتيح" 3/ 138.
عن أبيه - في حديث أبي أحمد: شَكَلِ بن حُميد - قال: قلت:
يا رسول الله، علمني دُعاءً، قال:"قل: اللهُم إني أعوذُ بكَ مِن شَرِّ سمْعي ومِن شَرِّ بصري، ومِن شَرِّ لساني، ومِن شَر قلبي، ومِن شَر مَنيي"
(1)
.
1552 -
حدَّثنا عُبيدُ الله بنُ عمر، حدَّثنا مكيّ بنُ إبراهيم، حدثني عبدُ الله ابنُ سعيد، عن صَيفي مولى أفلحَ مولى أبي أيوب
عن أبي اليَسر، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يَدعُو "اللهُم إني أعوذُ بكَ مِن الهَدْمِ، وأعوذُ بكَ مِن التردِّي، وأعوذُ بكَ مِن الغَرَق، والحَرَق، والهَرَمِ، وأعوذُ بكَ أنْ يَتَخبَّطني الشيطانُ عندَ المَوت، وأعوذُ بكَ أن أموت في سبيلك مُدْبِراً، وأعوذُ بكَ أن أموتَ لَدِيغاً"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. بلال بن يحيي العبسي وثقه أبو الحسن القطان، وقال ابن معين: ليس به بأس، وهي عبارة عنده تساوي ثقة، كما صرح هو بذلك. وكيع: هو ابن الجراح، وبلال: هو ابن يحيي العبسي، وشكل: هو ابن حميد العبسي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7826) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3798)، والنسائي (7827) من طريقين عن سعد بن أوس، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وهو في "مسند أحمد"(15541) و (15542).
قوله: "ومن شر منيي": هو أن يغلب المنيّ عليه حتى يقع في الزنى أو مقدماته.
(2)
ضعيف لاضطرابه كما هو مبين في شرحنا للمسند.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7917) من طريق الفضل بن موسى عن عبد الله ابن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد"(15523).
وانظر ما سيأتي بعده.
قال السندي: قوله: من الهدم، بفتح فسكون: مصدر هدم البناء: نقضه، والمراد من أن يهدم على البناء على بناء المصدر للمفعول، أو من أن أهدم البناء على أحد على أنه مصدر للفاعل.
وقوله: من التردي: هو السقوط من العالي إلى السافل. =
1553 -
حدَّثنا إبراهيمُ بنُ موسى الرَّازي، أخبرنا عيسى، عن عبد الله بن سعيد، حدثني مولى لأبي أيوب
عن أبي اليَسر، زاد فيه:"والغم"
(1)
.
1554 -
حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا حماد، أخبرنا قتادةُ
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم إني أعوذُ بكَ مِن البَرَصِ والجُنون، والجُذامِ، ومِن سيئ الأسقَام"
(2)
.
= قوله: والغَرَق بفتحتين وكذا الحرق والهرم، والمراد بالهرم: أقصى الكبر الذي هو أرذل العمر.
وقوله: أن يتخبطني الشيطان عند الموت. فسره الخطابي بأن يستولي عليه عند مفارقة الدنيا فيضله، ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن صلاح شأنه، والخروج عن مظلمة تكون قبله، أو يُؤيسه من رحمة الله، أو يكره له الموت، أو يُؤسِّفه على حياة الدنيا فلا يرضي بما قضاه الله عليه من الفناء والنقلة إلى الدار الآخرة، فيختم له بالسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه.
وقوله: مدبراً: هذا القيد هو مدار الاستعاذة.
(1)
ضعيف لاضطرابه كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7918) من طريق أنس بن عياض عن عبد الله بن سعيد، بهذا الإسناد، ومولى لأبي أيوب هو صيفي كما في رواية النسائي (7917) وأحمد. وهو في "مسند أحمد"(15523).
وانظر ما سلف قبله.
(2)
إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة البصري، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه النسائى في "الكبرى"(7876) من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد"(13004)، و"صحيح ابن حبان"(1017).
والجذام: علة تتآكل منها الأعضاء وتتساقط، وهو مرض مُعدٍ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم "وفِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد". وسيئ الأسقام كالسل والسرطان والاستسقاء والمرض المزمن.
1555 -
حدَّثنا أحمدُ بن عُبيد الله الغُدَانيُّ، أخبرنا غسَّانُ بنُ عوفٍ، أخبرنا الجُرَيري، عن أبي نضرَة
عن أبي سعيد الخدري، قال: دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم المسجدَ، فإذا هو برجلِ من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال:" يا أبا أمامة، ما لي أراكَ جالساً في المسجدِ في غيرِ وَقتِ الصَلاة؟ "قال: هُمُوم لزِمَتني، وديونٌ يا رسولَ الله، قال:"أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله هَمَّك، وقَضَى عنك دينَك؟ " قال: قلت: بلى يا رسولَ الله، قال:"قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهُم إني أعوذُ بكَ مِن الهَم والحَزَن، وأعوذُ بكَ مِن العَجزِ والكسَل، وأعوذُ بك مِن الجُبن والبُخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلَبةِ الدين وقهْر الرجال" قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همّي، وقضى عني ديني
(1)
.
آخر كتاب الصلاة تمَّ الجزء الثاني عن "سنن أبي داود" ويليه الجزء الثالث وأوله: كتاب الزكاة
(1)
إسناده ضعيف. غسان بن عرف المازني قال الحافظ: لين الحديث، وقال الذهبي: ليس بالقوي، وضعفه الساجي والأزدي، وقال العقيلي: لا يتابع على كثير من حديثه. الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو نضرة: هر المنذر بن مالك العبدي.
وأخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير"(179)، والمزي في ترجمة غسان بن عرف المازني من "تهذيب الكمال" 23/ 106 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
قوله: فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة. قال الحافظ المنذري: يشبه أن يكون أبو أمامة هذا إياس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي، فإن أبا أمامة أسعد بن زرارة توفي سنة إحدى من الهجرة، ويقال: إنه أول من بايع ليلة العقبة، وهو نقيب لا يكنى عن مثله برجل من الأنصار.