الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عائشة قالت: فقدتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةِ فلمستُ المسجدَ فإذا هو ساجد وقَدَماه منصوبتان وهو يقول: "أعوذُ برِضاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بمعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ، وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثناءَعليك، أنت كما أثنيتَ على نفسِك" (
1).
152 -
باب الدعاء في الصلاة
880 -
حدَثنا عَمرو بن عُثمان، حدَثنا بقيةُ، حدثنا شعيب، عن الزُّهري، عن عُروة
أن عائشة أخبرتْه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -كان يدعو في صلاته: "اللهمَ إني أعوذُ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بك من فِتنةِ المسيحِ الدجَّال، وأعوذُ بك من فِتنةِ المحيا والممات، اللهمَ إني أعوذُ بك من المَأثَم
(1)
إسناده صحيح. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز.
وأخرجه مسلم (486)، والنسائى فى "الكبرى"(158) و (691) و (7701)، وابن ماجه (3841) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24312) و (25655)، و"صحيح ابن حبان"(1932).
وأخرجه الترمذي (3799) و (3800)، والنسائي (719) من طريق محمد بن إبراهيم، والنسائي (7920) من طريق مسروق، كلاهما عن عائشة، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة.
قال الخطابي: في هذا الكلام معنى لطيف وهو أنه قد استعاذ بالله وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله سبحانه تعالى استعاذ به منه لا غير. ومعنى ذلك الاستغفار من التقصير من بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه، وقوله:"لا أحصي ثناء عليك" أي: لا أطيقه ولا أبلغه.
والمَغْرَم" فقال له قائل: ما أكثَرَ ما تستعيذُ من المَغْرَم؟! فقال: "إن الرجلَ إذا غَرِمَ حدَّثَ فكذبَ، ووعدَ فأخلَفَ"
(1)
.
881 -
حدثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا عبدُ الله بن داودَ، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البُناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن أبيه، قال: صلَيتُ إلى جَنبِ رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم في صلاةِ تطوُّعِ فسمعتُه يقول: "أعوذُ بالله من النار، ويلٌ لأهلِ النار"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، بقية - وهو ابن الوليد الحمصي - متابع، وباقي رجاله ثقات. شعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (832) و (2397)، ومسلم (587) و (589)، والنسائي في "الكبرى"(1233) و (7854) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(24578) ، و"صحيح ابن حبان"(1968).
وأخرجه بنحوه البخاري (6368) و (6375 - 6377)، ومسلم بإثر الحديث (2705)، والترمذي (3802)، والنسائي (7850) و (7859)، وابن ماجه (3838) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وسيأتي مختصراً من طريق هشام برقم (1543).
قوله: "المغرم" أي: الدَّين.
قال ابن دقيق العيد: فتنة المحيا: ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتت عند الموت أضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك، ويجوز أن يراد بها فتنة القبر.
تنبيه: جاء في هامش (هـ) ما نصه: قال أبو داود: المسيح مثقّل: الدجّال، والمسيح مُخفّف: عيسى ابنُ مريم، وقال أبو إسحاق الحربي وغيره: كل واحد منهما مخفف
…
وقول أبي داود وحده أوردَه الحافظُ في "فتح الباري"2/ 318، وذكر أن أبا داود ذكره في"السنن"، كذا قال مع أنه لم يُورده في نسخته المرموز لها بـ (أ).
(2)
إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن ماجه (1352) من طريق ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. =
882 -
حدَثنا أحمدُ بن صالح، حدَثنا عبدُ الله بن وهبٍ، أخبرني يونسُ، عن ابن شِهاب، عن أبي سلمةَ بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة قال: قام رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم -إلى الصلاة وقُمنا معه، فقال أعرابيٌّ في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا تَرحم معنا أحداً، فلما سلمَ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم -قال للأعرابي:"لقد تحجرتَ واسعاً" يريدُ رحمةَ الله عز وجل
(1)
.
883 -
حدَثنا زهيرُ بن حرب، حدثنا وكيع، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن مُسلم البَطين، عن سعيد بن جُبير
عن ابن عباس: أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم -كان إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: "سُبحان ربي الأعلى"
(2)
.
= وهو في "مسند أحمد"(19055). وفي روايتهما أن ذلك كان في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم عند مروره بذكر النار.
وفي باب التعوذ من النار أثناء القراءة في صلاة التطوع عن حذيفة وعوف بن مالك الأشجعي، وقد سلفا برقم (871) و (873).
(1)
إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (6010)، والنسائي في "الكبرى"(559) و (1140) من طريق
الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (529) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. وزاد قصة بول الأعرابي في المسجد.
وانظر ما سلف برقم (380).
وقوله: "لقد تحجرت واسعاً" أي: ضيقت ما وسعه الله، وخصصت به نفسك دون إخوانك من المسلمين، هلا سألت الله لك ولكل المؤمنين وأشركتهم في رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، وفي هذا إشارة إلى ترك هذا الدعاء والنهي عنه، وأنه يستحب الدعاء لغيره من المسلمين بالرحمة والهداية ونحوهما.
(2)
صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، =
قال أبو داود: خُولفَ وكيعٌ في هذا الحديث، رواه أبو وكيع
وشعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس موقوفاً.
884 -
حدثنا محمدُ بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفرِ، حدثنا شعبةُ، عن موسى بن أبي عائشة، قال:
كان رجلٌ يُصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} [القيامة: 40] قال: سُبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
= والوقفُ أصح. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ومسلم البطين: هو ابن عمران.
وأخرجه أحمد (2066)، والطبرانى (12335)، والبيهقي2/ 310من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (4051) عن معمر، وابن أبي شيبة 2/ 509 عن وكيع، عن أبيه الجراح، والبيهقي في"شعب الإيمان"(1930) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً.
وأخرجه الطبري فى "التفسير" 30/ 151 من طريق حكام بن عنبسة، عن أبي إسحاق الهمدانى: أن ابن عباس كان
…
(1)
رجاله ثقات إلا أن موسي بن أبي عائشة لم يرو عن أحد من الصحابة، وروايته إنما هي عن التابعين، وقد ذكروا أنه كثير الإرسال.
وأخرجه البيهقي 2/ 310، والبغوي فى "شرح السنة"(624) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتى برقم (887)، وإسناده ضعيف.
وسلف حديث حذيفة برقم (871) وفيه: وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل، وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوذ، وهو صحيح.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/ 104: المستحب للقارئ في الصلاة وغير الصلاة هذا: إذا قرأ آية رحمة أن يسأل، أو آية عذاب أن يتعوذ، أو آية تسبيح أن يسبح.