الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
355 - باب "أنزل القرآن على سبعة أحرف
"
1475 -
حدَّثنا القعنبيُّ، عن مالكٍ، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريّ، قال:
سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: سمعتُ هشام بن حكيم بن حزام
يقرأ (سورة الفرقان) على غيرِ ما أقرؤها، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها،
فكِدتُ أن أعْجَلَ عليه، ثم أمهلتُه حتى انصرف، ثم لبَّبتُه بردائه، فجئت
به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ يا رسولُ الله، إني سمعتُ هذا يقرأ سورةَ الفرقان على غيرِ ما أقرأتنيها، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ" فقرأ القراءة التي سمعتُه يقرأ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا أُنزلت" ثم قال لي: "اقرَأ" فقرأتُ، فقال:"هكذا أُنزِلَتْ" ثم قال: "إنَّ هذا القُرآنَ أُنزِلَ على سَبعةِ أحرُفِ فاقرؤوا ما تَيسَّرَ منه"
(1)
.
= وأخرجه أحمد في "مسنده"(22758)، وعبد الله في "زوائده على المسند"(22781) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عيسى، عن عبادة بن الصامت. فجعله من حديث عبادة.
وأخرج أحمد في "الزهد" ص 303 عن زيد بن الحباب أنبأنا خالد بن دينار قال سمعت أبا العالية قال: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه. وهذا مسند صحيح إلى أبي العالية، وأبو العالية هو رفيع بن مهران الرياحي البصري أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل على أبي بكر، وصلى خلف عمر، وروى عن جمع من الصحابة رضوان عيهم، وحديثه في "الصحيحين" والسنن الأربعة والمسانيد وغيرها، وأخباره كثيرة في الزهد والتقوى واعتزال الفتن، وكان ابن عباس إذا دخل عليه أبو العالية يرفعه إلى السرير وقريش أسفل من السرير ويقول: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفاً ويجلس المملوك على الأسِرةِ.
(1)
إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة، وابن شهاب: هو الزهري.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 201، ومن طريقه أخرجه البخاري (2419)، ومسلم (818)، والنسائى في "الكبرى"(1011) و (7931) و (11302).
وهو في "مسند أحمد"(277)، و"صحيح ابن حبان"(741).
وأخرجه البخاري (4992) و (5041) و (6936) و (7550)، ومسلم (818)، والترمذي (3173)، والنسائي (1010) و (1012) من طرق عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن المِسْوَرَ بن مَخرَمَةَ وعبد الرحمن بن عبد القاريّ، عن عمر بن الخطاب، به. ولم يذكر النسائى (1010) عبد الرحمن بن عبد القاري في إسناده في الموضع الأول واقتصر على ذكر المسور.
وهو في "مسند أحمد"(158) و (277)، و"صحيح ابن حبان "(741).
قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" كان الصحابة يحتاجون إلى حفظ ما قد تلاه عليهم صلى الله عليه وسلم مما أنزله الله عز وجل عليه من القرآن ليقرؤوه في صلاتهم، وليعلموا به شرائع دينهم، فوسع عليهم في ذلك أن يتلوه بمعانيه وإن خالفت ألفاظهم التي يتلونه بها
ألفاظ نبيهم صلى الله عليه وسلم التي قرأه بها عليهم فوسع لهم في ذلك بما ذكر ثم احتج بحديث عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم هذا
…
ثم قال: فقلنا بذلك أن اختلاف عمر وهشام في قراءة هذه السورة حتى قال لهما رسول الله من أجل اختلافهما ما قاله لهما مما ذكر في هذا
الحديث، وأن ذلك إنما كان من الألفاظ التى قرأها بها كل واحد منهما مما يخالف الألفاظ التي قرأها بها الآخر منهما وعقلنا بذلك أن السبعة الأحرف التي أعلمهما أن القرآن نزل بها هي الأحرف التي لا تختلف في أمر ولا نهي، ولا في حلال ولا حرام، كمثل قول الرجل للرجل: أقبل، وقوله له: تعال، وقوله له: ادن
…
ثم أورد حديث أبي بن كعب
…
ثم قال: وكانت هذه السبعة للناس في هذه الحروف في عجزهم عن أخذ القرآن على غيرها مما لا يقدرون عليه، لما قد تقدم ذكرنا له في هذا الباب، وكانرا على ذلك حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقووا بذلك على تحفظ القرآن بألفاظه التي نزل بها، فلم يسعهم حينئذ أن يقرؤوه بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف أنها كانت في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد.
وانظر لزاماً "الرسالة" ص 273 للإمام الشافعي، و"جامع البيان" 1/ 41 - 76 للطبري، و"التمهيد" 8/ 293 - 294، لابن عبد البر.
1476 -
حدَّثنا محمدُ بنُ يحيي بن فارس، حدَّثنا عبدُ الرزاق، أخبرنا مَعمَرٌ، قال:
قال الزهريُّ: إنما هذه الأحرفُ في الأمر الواحد، ليس تختلف في حَلالٍ ولا حَرَامِ
(1)
.
1477 -
حدَّثنا أبو الوليد الطَّيالسي، حدَّثنا هَمامُ بنُ يحيى، عن قتادة، عن يحيي بن يَعمَر، عن سُليمانَ بن صُرَدٍ الخزاعي
عن أبي بن كعب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبيُّ، إني أُقرئتُ القرآن فقيل لي: على حرفِ أو حرفين؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تَختِم آيةَ عذابٍ برحمة، أو آيةَ رحمةٍ بعذاب"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح من قول الزهري. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم.
وأخرجه مسلم بإثر الحديث (819) من طريق يونس، عن ابن شهاب قال: بلغني أن تلك الأحرف
…
(2)
إسناده صحيح. أبو الوليد الطيالسي: هو هشامُ بن عبد الملك، وقتادة: هو ابنُ دعامة السدوسى.
وأخرجه بنحوه مسلم (820) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، والنسائي في "الكبرى"(1014) من طريقِ ابن عباس، والنسائي (1015) من طريق أنس، ثلاثتهم عن أُبيٍّ، به.
وهو في "مسند أحمد"(21149) و (21152) و (21171)، و"صحيح ابن حبان"(738) و (740).
وانظر ما بعده.