الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
101 - باب الرجل يركع دون الصف
683 -
حدَثنا حميد بن مَسعَدةَ، أن يزيدَ بن زُرَيع حدثهم، حدَثنا سعيد بن أبي عَروبةَ، عن زيادٍ الأعلم، حدَّثنا الحسن
أن أبا بكرة حدَّث
(1)
أنه دخلَ المسجدَ ونبيُّ الله صلى الله عليه وسلم -راكع، قال:
= وأخرجه الترمذي (228) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان"(2199).
وأخرجه ابن ماجه (1004)، والترمذي (227) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة، فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أن رجلاً صلى خلف الصف وحده- والشيخ يسمع- فأمره رسول الله- صلى الله عليه وسلم أن يعيد. وقال الترمذي: حديث حسن. وقوله: "والشيخ يسمع" يعني أن وابصة قد أقر زياداً أنه سمع
الحديث منه، فيكون هلال قد تحمَّل الحديث من قراءة زياد على وابصة، فيعتبر من
رواية هلال عن وابصة مباشرة، ويكون الإسناد صحيحاً.
وهو في "مسند أحمد"(18002)، و"صحيح ابن حبان"(2200).
قال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم أن يُصلّي الرجل خلف الصف وحده، وقالوا: يعيد إذا صلى خلف الصف وحده، وبه يقول أحمد وإسحاق.
وقد قال قوم من أهل العلم: يجزئه إذا صلى خلف الصف وحده، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي.
وقد ذهب قوم من أهل الكوفة إلى حديث وابصة بن معبد أيضاً قالوا: من صلى خلف الصف وحده يُعيد، منهم حماد بن أبي سليمان وابن أبي ليلى ووكيع.
واستظهر الشيخ ابن تيمية صحة صلاة المنفرد خلف الصف إذا تعذر انضمامه إلى الصف، وحجته أن جميع واجبات الصلاة تسقط بالعجز. انظر "مجموع الفتاوى" 23/ 396.
(1)
فى رواية ابن داسه والرملي عن أبي داود: حدَّثه، وهكذا أخرجه البيهقي 3/ 106 من طريق ابن داسه، وكذلك أخرجه النسائي في "الكبرى"(946) عن حمد ابن مسعدة، به.
فركعتُ دون الصَّفِّ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم"زادَكَ اللهُ حِرصاً ولا تَعُدْ"
(1)
.
684 -
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حماد، أخبرنا زيادٌ الأعلمُ، عن الحسن
أنَّ أبا بكرة جاء ورسولُ الله راكعٌ، فركعَ دونَ الصفِّ، ثمَ مشى إلى الصف، فلمَّا قضى النبي- صلى الله عليه وسلم -صلاتَه قال:"أيكم الذي ركع دون الصف ثمَ مشى إلى الصف؟ " فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم:"زادَكَ اللهُ حِرصاً ولا تَعُد"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. زياد الأعلم: هو ابن حسان بن قُرّة، والحسن: هو ابن أبي الحسن يسار البصري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(946) عن حميد بن مسعدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (783) من طريق همام، عن زياد الأعلم، به.
وهو في "مسند أحمد"(20405)، و"صحح ابن حبان"(2195). وانظر ما بعده.
وقوله: ولا تَعُد هو بفتح أوله وضم العين من العود، أي: لا تَعُدْ إلى ما صنعت من السعي الشديد، ثم من الركوع دون الصف، ثم المشي إلى الصف، وقد ورد ما يقتضي ذلك صريحاً في طريق حديثه.
ويرى الإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 396 أن قوله: "ولا تعد" يحتمل معنيين:
الأول: ولا تعد أن تركع دون الصف حتى تقوم في الصف، واحتج بحديث أبي هريرة رفعه:"إذا أتى أحدكم الصلاة، فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف"(وذكره الحافظ في الفتح 2/ 269 وحسن إسناده).
والثاني: ولا تعد أن تسعى للصلاة سعياً يحفزك فيه النفس كما قد جاء عنه في غير هذا الحديث ثم ذكر حديث أي هريرة مرفوعاً: "إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها تَسعَونَ، وائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".
(2)
إسناده صحيح، وقد سمعه الحسن من أبي بكرة كما سلف قبله. حماد: هو ابن سلمة. وهو في "مسند أحمد"(20457).