الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب النهي عن السعي في الفتنة
4256 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا وكيعٌ، عن
(1)
عثمانَ الشَّحَّام، حدَّثني مُسلِمُ بنُ أبي بكرة
عن أبيه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّها ستكُونُ فِتنة يكونُ المضطجعُ فيها خيراً مِن الجالِسِ، والجَالِسُ خيْراً مِن القائِمِ، والقائِمُ خيراً مِن الماشِي، والماشي خيراً من السَّاعي" قال: يا رسولَ الله ما تأمرني؟ قال: "مَن كانت له إبلٌ فليَلحَق بإبلِه، ومن كانت له غنمٌ فليلحق بغنَمِه، ومن كانت له أرضٌ فليَلحَق بأرضه" قال: فمن لم يكُن له شيءٌ مِنْ ذلك؟ قال: "فليعمِدْ إلى سَيفِه فليضرِبْ بحدِّه على حرَّةٍ، ثم لينجُ ما استطاعَ النَّجَاءَ"
(2)
.
= وأخرجه البخاري (85) و (1036) و (1412) و (7061) و (7121)، ومسلم بإثر الحديث (2672)، وبإثر (2888)، وابن ماجه (4047) و (4052) من طرق عن أبي
هريرة. ولم يذكروا "ويُلقي الشُّح" سوى البخاري (7061)، ومسلم في بعض طرقه، وهي طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وزاد بعضهم:"وتكثر الزلازل"، وبعضهم يزيد أيضاً:"حتى يكثر فيكم المال فيفيض" وروايتا مسلم وابن ماجه الأوليتان مختصرتان.
وهو في "مسند أحمد"(7186)، و"صحيح ابن حبان"(6711) و (6717).
قال الخطابي: ومعنى يتقارب الزمان: قصر زمان الأعمار وقلة البركة فيها، وقيل: هو دنو زمان الساعة، وقيل؟ هو قصر مدة الأيام والليالي على ما روي أن الزمان يتقارب حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق الشمعة. والهرج أصله القتال، يقال: رأيتهم يتهارجون، أي: يتقاتلون.
(1)
في (أ): حدَّثنا عثمان.
(2)
إسناده قوي من أجل مسلم بن أبي بكرة وعثمان الشحام فهما صدوقان لا بأس بهما.
وأخرجه مسلم (2887) من طريق عثمان الشَّحَّام، به. =
4257 -
حدَّثنا يزيدُ بنُ خالدٍ الرمليُّ، حدَّثنا المفضَّلُ، عن عيَّاش بن عبَّاسٍ، عن بُكيْرِ، عن بُسْرِ بنِ سعيدٍ، عن حُسين بنِ عبدِ الرحمن الأشجعيِّ
أنه سمَع سعدَ بنَ أبي وقَّاصِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ، قال: فقلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إن دخلَ عليَّ بيتي، وبَسَطَ يدَه ليقتلني؟ قال: فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "كُنْ كابن
(1)
آدمَ" وتلا يزيد: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ} الآية [المائدة:28]
(2)
= وهو في "مسند أحمد"(20412)، و"صحيح ابن حبان"(5965).
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3601)، ومسلم (2886).
وعن سعد بن أبي وقاص وأبي موسى الأشعري، سيأتيان بعده وبرقم (4259).
وحديث محمَّد بن مسلمة عند أحمد (17979) وغيره، وانظر تمام شواهده هناك.
ولقوله: "من كانت له غنم فليلحق بغنمه" شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (19)، وسيأتي عند المصنف برقم (4267) ولفظه:"يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن".
وقوله: "على حرَّة"، الحرة: أرض ذات حجارة سود، والمدينة تقع بين حرَّتين حرة واقم وحرة الوبرة. "والنَّجاء" بفتح النون والمد، أي: الاسراع.
(1)
المثبت من (ب)، وفي بقية أصولنا الخطية: كابني آدم. وفي رواية: كن كخير ابني آدم، وهي في الحديث الآتي برقم (4259).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه عن بكير -وهو ابن عبد الله بن الأشج- كما بينه الدارقطني في "العلل"، 4/ 384 - 385 ثم قال بعد ذلك: وحديث مفضَّل بن فضالة أشبه بالصواب، والله أعلم. قلنا: وحسين بن عبد الرحمن -ويقال: عبد الرحمن بن حسين- الأشجعي مجهول، لكن للحديث طريق أخرى صحيحة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، 64/ 7 - 8، والضياء في "المختارة"(942)، والمزي في ترجمة حسين بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 6/ 389 - 390
من طريق مُفضل بن فضالة، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8678) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القتباني، عن بكير بن عبد الله ابن الأشج، عن بسر، عن عبد الرحمن بن حسين الأشجعي، عن سعد بن أبي وقاص. وخالف عبد الله بن صالح قتيبةُ بن سعيد، عند أبي خيثمة زهير بن حرب في "مسنده" كما في:"النكت الظراف" 3/ 280، وأحمد (1609)، والترمذي (2340)، وأبي يعلى (750)، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده"(126)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ترجمة (1160) والضياء في "المختارة"(938) عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير ابن الأشج، عن بُسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص.
دون ذكر الأشجعي. وقد صوّب الدارقطني ذكره كما ذكرناه آنفا.
وأخرجه أحمد (1446) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن بكير ابن الأشج، أنه سمع عبد الرحمن بن حسين يحدث أنه سمع سعد بن أبي وقاص. فأسقط من إسناده بسر بن سعيد، وابن لهيعة سيء الحفظ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 7، والدورقي في "مسند سعد"(115)، والبزار (1223) و (1224)، وأبو يعلى (789) من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد بن أبي وقاص، دون قوله: يا رسولَ الله، أرأيت إن دخل عليَّ بيتي وبسط يده ليقتلني
…
إلى آخر الحديث. وإسناده صحيح.
ويشهد لهذا الحديث حديث أبي بكرة السالف قبله، وحديث أبي موسى الأشعري الآتي برقم (4259)، وحديث أبي هريرة الذي سلفت الإشارة إليه عند الحديث السابق.
ويشهد للقطعة الأخيرة منه في قوله صلى الله عليه وسلم: "كن كابنى آدم" حديث أبي موسى الآتي برقم (4259).
وحديث أبي ذر الآتي عند المصنف برقم (4261) وهو حديث صحيح.
وحديث أبي بكرة عند مسلم (2887).
وقوله: "كن كابن آدم" قال في "عون المعبود": المطلق ينصرف إلى "الكامل"، وفيه إشارة لطيفة إلى أن هابيل المقتول ظلماً هو ابن آدم لا قابيل القاتل الظالم كما قال تعالى في حق ولد نوح عليه السلام:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} وفي بعض: كابني آدم، وفي بعض النسخ: كخير ابني آدم، أي: فلتستسلم حتى تكون قتيلاً كهابيل، ولا تكن قاتلاً. وانظر الحديث الآتي برقم (4771).
4258 -
حدَّثنا عَمرو بنُ عُثمانَ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا شهابُ بنُ خِرَاش، عن القاسمِ بنِ غَزوانَ، عن إسحاقَ بنِ راشدٍ الجَزَريِّ، عن سالم، حدَّثني عمرو بنُ وابِصة الأسَديُّ، عن أبيه وابصةَ
عن ابنِ مسعودٍ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: فذكر بعض حديثِ أبي بَكرة، قال:"قتلاها كلُّهم في النارِ" قال فيه: قلتُ: متى ذلك يا ابنَ مسعود؟ قال: تِلكَ أيامُ الهَرْجِ حيثُ لا يأمنُ الرَّجُلُ جليسَه، قلتُ: فما تأمُرُني إن أدركني ذلك الزمانُ؟ قال: تكفُّ لِسَانَكَ ويدكَ، وتكونُ حِلْسا مِن أحلاسِ بيتِك، فلما قُتِلَ عثمانُ طار قلبي مَطارَهُ، فركبتُ حتى أتيتُ دمشقَ، فلقيتُ خُريم بنَ فاتِكٍ الأسَديَّ فحدَّثته، فحلفَ بالله الذي لا إله إلا هو لسمعهُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كما حدَّثنيه ابنُ مسعودٍ
(1)
.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة القاسم بن غزوان وعمرو بن وابصة. وسالم المذكور في هذا الإسناد اختلف فيه أهو ابن أبي الجعد أو ابن أبي المهاجر أو ابن عجلان الأفطس، وهؤلاء الثلاثة كلهم ثقات، لكن روى الحديث معمر بن راشد الثقة، عن إسحاق بن راشد فلم يذكر سالماً هذا، وذكر الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" 62/ 335 أن سليمان بن صهيب الرقي رواه أيضاً عن إسحاق بن راشد فلم يذكر سالماً، وأسنده ابن عساكر من طريقه، وعلى كل حال تبقى جهالة عمرو بن وابصة هذا.
وأخرجه المزي في ترجمة القاسم بن غزوان من "تهذيب الكمال" 23/ 407 من طريق شهاب بن خراش، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20727)، ومن طريقه أخرجه البزار (1444)، والطبراني في "الكبير"(9774)، والخطابي في "العُزلة"(11)، والحاكم 3/ 320 و 4/ 426 - 427، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 336 - 337، وابن أبي شيبة 15/ 120، ونعيم بن حماد في "الفتن"(157) و (342)، وأحمد (4287)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 132 و 2/ 442 من طردتى عن ابن المبارك، كلاهما =
4259 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، حدَّثنا عبدُ الوارثِ بنُ سعيدٍ، عن محمدِ بنِ جُحادة، عن عبدِ الرحمن بن ثروانَ، عن هُزَيلِ بن شُرَحْبيلَ
عن أبي موسى الأشعريِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن بينَ يدي الساعةِ فِتَناً كقِطَعِ الليلِ المُظلِمِ، يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمناً، ويُمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً ويُصبحُ كافرا، القاعدُ فيها خير من القائِمِ، والماشي فيها خير مِن السَّاعي، فكسِّروا قِسِيَّكم، وقطَّعوا أوتاركم، واضرِبوا سيوفكُم بالحجَارةِ، فإن دُخِلَ -يعني على أحدٍ منكم- فليكن كخيرِ ابني آدم
(1)
.
= (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر بن راشد، وابن عساكر 62/ 335 من طريق سليمان بن صهيب الرقي، كلاهما (معمر وسليمان) عن إسحاق بن راشد، عن عمرو ابن وابصة، عن أبيه، عن ابن مسعود، به فلم يذكرا في الإسناد سالماً.
وأخرجه أحمد (4276) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن رجل، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه، عن ابن مسعود. فلم يسمِّ الرجل، وجزم الدارقطني في "العلل" 5/ 281 بأنه إسحاق بن راشد، وتبعه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة".
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" -برواية حبان بن موسى- (262) عن معمر بن راشد، عن سالم، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه، عن ابن مسعود. كذا وقع في المطبوع، ولا ندري أثمَّ تقديم وتأخير لم يتنبه له المحقق، فيكون سالم بين إسحاق وعمرو بن وابصة، أم هو كذلك في رواية حبان بن موسى، فإن يكن كذلك فقد خالفه جماعة أصحاب ابن المبارك فلم يذكروا سالماً هذا في الإسناد كما سلف ولم يذكره الدارقطني أيضاً في "العلل"، 5/ 280 - 281 حين ساق الاختلاف في إسناد هذا الحديث، والله تعالى أعلم.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثروان، وقد روي الحديث من طريق آخر سيأتي عند المصنف برقم (4262)، وله شواهد نذكرها في هذا التعليق. =
4260 -
حدَّثنا أبو الوليد الطيالسيُّ، حدَّثنا أبو عَوَانةَ، عن رقبَةَ بن مصقلةَ، عن عونِ بنِ أبي جُحَيفةَ
عن عبدِ الرحمن -يعني ابن سَمُرَةَ
(1)
- قال: كنتُ آخذاً بيد ابنِ عمر في طريقٍ من طُرُقِ المدينة إذ أتى على رأسٍ منصوبٍ، فقال:
= وأخرجه ابن ماجه (3961) من طريق عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(19730)، و "صحيح ابن حبان"(5962).
وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 11/ 19 من طريق الحسن البصري، عن أبي موسى رفعه:"تكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً". والحسن لم يسمع أبا موسى.
وسيأتي من طريق آخر برقم (4262).
ويشهد لأوله حديث أبي هريرة عند مسلم (118)، والترمذي (2341) بلفظ:"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا، وهو في "مسند أحمد" (8030).
ويشهد لتفضيل القاعد في هذه الفتن على القاتم، والماشي على الساعي حديث أبي بكرة وحديث سعد بن أبي وقاص السالفان برقم (4256) و (4257).
وحديث أبي هريرة عند البخاري (3601)، ومسلم (2886).
ويشهد لكسر السلاح عند الفتن والنزام البيوت حديث أبي بكرة وسعد السالفين أيضاً.
وحديث أبي ذر الآتي برقم (4261).
وحديث محمَّد بن مسلمة عند أحمد (17979) وغيره، وانظر تمام شواهده عنده.
وانظر في اختلاف العلماء في قتال الفتنة "شرح مسلم" للإمام النووي 18/ 8 عند الحديث (2886).
وقوله: "كقطع الليل المظلم" قطع الليل: طائفةٌ منه، وقِطعةٌ، وجمعُ القِطْعة قِطَع، أراد: فتنة مظلمة سوداء تعظيماً لشأنها.
(1)
قوله: يعني ابن سَمُرة، أثبتناه من (هـ)، وأشار إلى أنه في رواية الرملي.
شَقِي قاتل هذا، فلما مضى قال: وما أُرى هذا إلا قد شَقِيَ، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن مَشَى إلى رجلٍ مِن أُمَّتي لِيقتُله فليقُلْ هكذا -يعني فليمُدَّ عُنُقَه
(1)
-، فالقاتِلُ في النَّارِ والمقتولُ في الجنة"
(2)
.
قال أبو داود: رواه الثوريُّ، عن عونٍ، عن عبدِ الرحمن بنِ سُميرٍ أو سميرة، ورواه ليثُ بن أبي سُليم، عن عونٍ، عن عبد الرحمن بن سُميرةَ.
قال أبو داود: قال لي الحسنُ بن عليٍّ: حدَّثنا أبو الوليد -يعني بهذا الحديثِ- عن أبي عوانةَ، فقال: هو في كتابي ابن سبرةَ، وقالوا: سَمُرة، وقالوا: سميرة، هذا كلام أبي الوليد. اختلفوا فيه.
4261 -
حدَّثنا مُسَدد، حدَّثنا حمادُ بنُ زيدِ، عن أبي عِمرَانَ الجَوني، عن المُشَعثِ بنِ طريفٍ، عن عبدِ الله بن الصَّامت
عن أبي ذرٍّ، قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذرِّ" قلتُ: لبيكَ يا رسولَ الله وسَعْديك، فذكرَ الحديثَ، قال فيه: "كيفَ أنتَ إذا أصابَ
(1)
قوله: يعني فليمد عنقه. زيادة أثبتناها من (ب) وهامش (ج) مصححاً عليها.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن الراوى عن ابن عمر، وقد اختلف في اسم أبيه، فقيل: سمرة، وقيل: سمير، وقيل: سميرة إلى غير ذلك كما بينه المصنف بإثر الحديث. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكرى، وأبو الوليد الطيالسي: هو هشام بن عبد الملك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 121، وأحمد (5708) و (5754)، وأبو يعلى (5732)، والطبراني في "الأوسط"(1994)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 250، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 64/ 7، والمزي في ترجمة عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 17/ 161 من طرق عن عون بن أبي جُحيفة، به.
الناسَ مَوتٌ يكونُ البيتُ فيه بالوصِيفِ؟ " يعني القبرَ، قلت: اللهُ ورسولُه أعلمُ -أو قال: ما خَارَ اللهُ لي ورسولُه- قال: "عليكَ بالصَّبرِ -أو قال: تَصبِرُ-". ثم قال لي: "يا أبا ذرِّ" قلت: لبيكَ وسعديكَ. قال: "كيفَ أنت إذا رأيتَ أحجارَ الزيتِ قد غَرِقَتْ بالدَّمِ؟ قلتُ: ما خارَ اللهُ لي ورسولُه، قال:"عليك بمَنْ أنتَ منه" قلتُ: يا رسولَ الله أفلا آخُذُ سيفي، فأضعَه على عاتقي؟ قال:"شاركتَ القومَ إذَنْ" قلتُ: فما تأمرُني؟ قال: تلزمُ بيتَكَ" قلت: فإن دُخِلَ عليَّ بيتي؟ قال: "فإن خَشِيتَ أن يبهَرَك شُعَاعُ السَّيفِ، فألقِ ثوبَكَ على وجهِكَ، يبوءُ بإثمكَ وإثمهِ"
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد تفرد فيه حماد بن زيد بزيادة المُشَعَّث بن طريف بين أبي عمران الجوني وبين عبد الله بن الصامت كما أشار إليه المصنف بإثر الحديث، وخالفه أصحاب أبي عمران فلم يذكروا المشعَّث هذا، والمشعث مجهول. أبو عمران الجَوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه ابن ماجه (3958) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20729)، ومن طريقه الحاكم 2/ 156 - 157 و 4/ 423 - 424، والبغوي (4220) عن معمر بن راشد، وأحمد (21325)، والبزار في "مسنده"(3959) وابن حبان (6685) من طريق مرحوم بن عبد العزيز العطار، ونعيم بن حماد في "الفتن"(435) وابن أبي شيبة 15/ 12، وأحمد (21445)، والخلال في "السنة"(104) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والبزار (3958) من طريق صالح بن رستم، وابن حبان (5960)، وابن المبارك في "مسنده"(245)، والحاكم 4/ 423 - 424 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 8/ 191 من طريق شعبة بن الحجاج، كلهم عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر الغفاري. فلم يذكروا في الإسناد: المُشعَّث بن طريف. وإسناده صحيح. =
قال أبو داود: لم يذكرِ المُشعَّث في هذا الحديثِ غيرُ حمادِ بن زيدٍ.
4262 -
حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى بنِ فارس، حدَّثنا عفانُ بنُ مُسلم، حدَّثنا عبدُ الواحدِ بنُ زياد حدَّثنا عاصمٌ الأحولُ، عن أبي كَبشةَ قال:
سمعت أبا موسى يقولُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين أيدِيكُم فِتَنأ كقِطَعِ الليلِ المُظلِمِ، يُصبِحُ الرَّجُلُ فيها مؤمناً ويُمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعِدُ فيها خير مِن القائِم، والقائمُ فيها خيرٌ مِن الماشِي، والماشِي فيها خير مِن السَّاعي قالوا: فما تأمُرُنا؟ قال: "كونوا أحلاسَ بيوتِكُم"
(1)
.
= وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد"(21325). وسيأتي بعضه مكرراً برقم (4409) قال الخطابي: البيت هاهنا: القبر، والوصيف: الخادم: يريد أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت أو يدفنه إلا أن يُعطى وصيفاً أو قيمته.
وقد يكون معناه أن مواضع القبور تضيق عنهم، فيبتاعون لموتاهم القبور، كل قبر بوصيف.
وقوله: يبهرك شعاع السيف: معناه: يغلبك ضوؤه وبريقه، والباهر: المضيء الشديد الإضاءة.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي كبشة -وهو السدوسي-. فقد قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. وقد اختُلف في رفع هذا الحديث ووقفه، رفعه عبد الواحد بن زياد ووقفه أبو معاوية وعلي بن مُسهر وجرير بن عبد الحميد، وذكر الدارقطني أن القاسم بن معن رواه مرفوعاً كذلك كرواية عبد الواحد بن زياد، ذكر ذلك في "العلل" 7/ 247 ثم قال: فإن كان عبد الواحد بن زياد حفظ مرفوعاً، فالحديث له، لأنه ثقة. قلنا: وقد سلف من طريق الهزيل بن شرحبيل عن أبي موسى مرفوعاً برقم (4259) وإسناده حسن.
وأخرجه أحمد (19662)، والبزار (3190)، والآجري في "الشريعة" ص 50، والحاكم 4/ 440، والبيهقي في "شعب الإيمان"(752)، وابن البناء في "الرسالة =
4263 -
حدَّثنا إبراهيمُ بنُ الحَسَنِ المِصِّيصِيُّ، حدَّثنا حجَّاج -يعني ابنَ محمَّد- أخبرنا الليثُ بنُ سعْدٍ، حدَّثني معاويةُ بنُ صالحٍ، أن عبدَ الرحمن بنَ جُبير حدَّثه، عن أبيه
عن المقدادِ بن الأسود، قال: أيمُ الله، لقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ، إنَّ السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ، إن السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ، ولَمَن ابتُلِيَ فَصَبَرَ فواهاً"
(1)
.
= المغنية" ص 43. من طريق عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(449)، وابن أبي شيبة 15/ 11، وهناد بن السَّري في "الزهد"(1237) عن أي معاوية محمَّد بن خازم الضرير، وابن أبي شيبة 15/ 11 عن علي بن مُسهر، ونعيم بن حماد (12) عن جرير بن عبد الحميد، ثلاثتهم عن عاصم الأحول، به. موقوفاً من كلام أبي موسى الأشعري.
وقد سلف من طريق آخر برقم (4259)، وله شواهد ذكرناها هناك.
الأحلاس: جمع حِلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهها به للزومها ودوامها.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البزار (2112)، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (598)، وفي "مسند الشاميين"(2021)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 175، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 60/ 179 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
قال الخطابي: "واهاً"، كلمة معناها التلهُّف، وقد يوضع أيضاً موضع الإعجاب بالشيء، فإذا قلت: ويهاً، كان معناها: الإغراء.
وفي "بذل المجهود": قوله: فواهاً: تحسر لمن قتل وهو مظلوم، أو استطابة لحاله باعتبار مآله. قلنا: وواها: اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب، وأسماء الأفعال هي التي تدل على معنى الفعل ولا تقبل علاماته.