الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - باب في خبرِ الجَسَّاسَةِ
4325 -
حدَّثنا النُّفيليُّ، حدَّثنا عثمانُ بنُ عبدِ الرحمن، حدَّثنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن الزهري، عن أبي سلمة
عن فاطمةَ بنت قيسٍ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أخَّر العشاء الآخِرة ذات ليلةٍ، ثم خرج، فقال:"إنه حبسني حديثٌ كان يحدِّثُنيه تميمٌ الداريُّ عن رجلٍ كان في جزيرةٍ من جزائرِ البحرِ، فإذا أنا بامرأة تَجُرُّ شعرها قال ما أنت قالت: أنا الجسَّاسة اذهب إلى ذلك القصرِ، فأتيتُه، فإذا رجلٌ يجرُّ شعرَهُ مسلسلٌ في الأغلالِ، ينزُو فيما بين السماء والأرضِ، فقلتُ: من أنت؟ قال: أنا الدجالُ، خرج نبي الأمِّيِّين بعد؟ قلتُ: نعم، قال: أطاعُوه أم عصوهُ؟ قلت: بل أطاعوه، قال: ذاك خيرٌ لهم"
(1)
.
= مؤمن، قال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/ 193: هذا مع هذا مشكل، اللهم إلا إذا حملت هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله، وتكون مضافة إلى مدة مكثه فيها قبل رفعه إلى السماء، وكان عمره إذ ذاك ثلاثاً وثلاثين سنة على المشهور، والله أعلم.
قال الخطابي: الممصَّر من الثياب: المُلَوَّن بالصفرة وليست صفرته بالمشبعة.
وقوله: "ويقتل الخنزير" فيه دليل على وجوب قتل الخنازير، وبيان أن أعيانها نجسة.
وذلك أن عيسى صلوات الله عليه إنما يقتل الخنزير في حكم شريعة نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم، لأن نزوله إنما يكون في آخر الزمان، وشريعة الإِسلام باقية.
وقوله: "يضع الجزية" معناه أنه يضعها عن النصارى وأهل الكتاب، ويحملهم على الإسلام، ولا يقبل منهم غير دين الحق، فذلك معنى وضعها، والله أعلم.
(1)
ضعيف بهذه السياقة، قال أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" في ترجمة فاطمة بنت قيس بعد أن ساقه من طريق شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب: رواه ابن وهب ومعن وعبد الله بن الحارث المخزومي وعثمان بن عمر في جماعة، =
4326 -
حدَّثنا حجاجُ بنُ أبي يعقوب، حدَّثنا عبدُ الصمدِ، حدَّثنا أبي، سمعتُ حسيناً المعلمَ، حدَّثنا عبدُ الله بنُ بُريدةَ، حدَّثنا عامر بن شراحيلَ الشَّعبيُّ
= عن ابن أبي ذئب، نحوه،
…
والزهري تفرد به عن أبي سلمة بقوله: أخر ليلة صلاة العشاء، ولم يخلف أصحاب الشعبي عنه أنه خرج يوما بالهاجرة، فقعد على المنبر.
قلنا: يعني حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن فاطمة بنت قيس الآتي في الطريقين التاليين. وخالف الزهريُّ في روايته هذه أيضاً الشعبيَّ في قول تميم الدَّاري: فإذا أنا بامرأة تجر شعرها، قال: ما أنتِ؟ قالت: أنا الجَسَّاسة؛ لأن الشعبي قال في روايته: فلقيتهم دابةٌ أهلَبُ كثيرةُ الشعر.
وخالفه أيضاً في وصف الدَّجَّال حيث قال: يجر شعره، ينزو فيما بين السماء والأرض، وقال الشعبي في روايته: دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه.
وقد سأل الترمذيُّ البخاريَّ عن حديث الجساسة، فقال: يرويه الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة ابنة قيس. قال البخاري: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدَّجَّال هو حديث صحيح. نقله عنه في "علله الكبير" 2/ 828. وهذا من البخاري إضراب عن رواية الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة وتصحيح لرواية الشعبي عن فاطمة.
ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن، وعثمان بن عبد الرحمن: هو ابن مسلم الحراني والنُّفيلي: هو عبد الله بن محمَّد بن علي بن نُفيل الحراني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3180) من طريق معن بن عيسى وعبد العزيز الدراوردي وابن أبي فديك وأبو يعلى في "معجم شيوخه"(157) من طريق عثمان بن عمر، والطبراني في "الكبير" 24/ (922) من طريق ابن أبي فديك وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" في ترجمة فاطمة بنت فيس، من طريق شعيب بن إسحاق، خمستهم عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3181) والطبراني 24/ (923) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن ابن شهاب الزهري، به.
وانظر تالييه.
عن فاطمة بنتِ قيسٍ، قالت: سمعتُ مناديَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ينادي: أَنِ الصَلاةُ جامعةٌ، فخرجتُ، فصلَّيتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاتَه جلَس على المِنْبرِ وهو يضحكُ، فقال:"لِيَلزَمْ كلُّ إنسانٍ مصلَّاه"ُ ثم قال: "هل تدرون لِمَ جمعتكم؟ " قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال:"إني ما جمعتُكم لرهبةٍ ولا رغبةٍ، ولكن جمعتُكم أنَّ تميماً الدَّاريَّ كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايع وأسلم، وحدَّثني حديثاً وافَقَ الذي حدَّثتُكم عن الدَّجَّال، حدَّثني أنه رَكبَ في سفينة بحريةٍ مع ثلاثينَ رجلاً من لَخْم وجُذَام فلعب بهم الموجُ شهراً في البحرِ، وأرفؤوا إلى جزيرةٍ حين مغربِ الشمسِ، فجلسوا في أقرُبِ السفينةِ، فدخلُوا الجزيرةَ، فلقيتهم دابةٌ أهلبُ كثيرةُ الشعَرِ، قالوا: ويلكِ ما أنتِ؟! قالت: أنا الجساسةُ، انطلِقُوا إلى هذا الرجلِ في هذا الدَّيرِ، فإنَّه إلى خبرِكم بالأشواقِ، قال: لما سمَّت لنا رجُلاً فرِقنا منها أن تكون شيطانةً، فانطلقنا سِراعاً حتى دخلنا الدَّير، فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناه قطُّ خلقاً وأشدُه وثاقاً مجموعةٌ يداه إلى عُنقه، فذكر الحديث، وسألهم عن نخل بيسان، وعن عين زُغَرَ، وعن النبيِّ الأمي، قال: إني أنا المسيحُ، وإنه يُوشِكُ أن يُؤذَنَ لي في الخُرُوجِ. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "وإنه في بحرِ الشَّامِ، أو بحرِ اليمن، لا بل مِن قِبَل المشرقِ ما هو" مرتين، وأومأ بيده قبل المشرقِ، قالت: حفظتُ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق الحديث
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. حسين المُعلِّم: هو ابن ذكوان، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سيد العنبري، وحجاج بن أبي يعقوب: اسم أبي يعقوب: يوسف بن حجاج الثقفي. =
4327 -
حدَّثنا محمَّد بن صُدْرانَ، حدَّثنا المُعتمِرُ بن سليمان، حدَّثنا إسماعيلُ بن أبي خالدٍ، عن مُجالدِ بن سعيدٍ، عن عامرٍ، قال:
حدَّثتني فاطمةُ بنتُ قيسٍ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر ثم صعِدَ المنبر، وكان لا يصعَدُ عليه إلا يوم جمعةٍ قبلَ يومئذٍ، ثم ذكر هذه القصة
(1)
.
قال أبو داود: وابن صُدرانَ بَصريٌّ غرقَ في البحر مع ابن مِسورٍ لم يَسْلَمْ منهم غيرُه.
4328 -
حدَّثنا واصِلُ بنُ عبدِ الأعلى، أخبرنا ابنُ فُضيل، عن الوليدِ بنِ عبد الله بنِ جُميع، عن أبي سلَمَة بنِ عبدِ الرحمن
= وقد صحح هذا الحديث البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" 2/ 828 ومسلم (2942)، والترمذي في "جامعه" بإثر الحديث (2403)، وابن حبان (6788)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(39402)، والبغوي في "شرح السنة" 15/ 68، وابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة تميم بن أوس الداري 1/ 256، وغيرهم.
وأخرجه مسلم (2942) من طريق عبد الله بن بريدة، و (2942) من طريق سيار أبي الحكم، و (2942) من طريق غيلان بن جرير، و (2942) من طريق أبي الزناد، والترمذي (2403) من طريق قتادة بن دِعامة، والنسائي في "الكبرى"(4244) من طريق داود بن أبي هند، ستتهم عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس.
وهو في "مسند أحمد"(27101)، و"صحيح ابن حبان"(3730) و (6787) و (6788) و (6789).
وانظر ما قبله وما بعده.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مُجالد -وهو ابن سعيد- عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابن ماجه (4074) من طريق مجالد بن سعيد، به.
وهو في "مسند أحمد"(27100).
وانظر سابقيه.
عن جابر: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ على المنبر: "إنه بينما أناس يسيرونَ في البحرِ فَنَفِدَ طعامُهُم، فرُفعت لهم جزيرةٌ، فخرجوا يريدون الخبر
(1)
، فلقيتهم الجساسةُ" قلت: لأبي سلمةَ: وما الجسَّاسةُ؟ قال: امرأة تجرُّ شعَرَ جلدها ورأسِها: قالت: في هذا القصر، فذكر الحديث، وسأل عن نخل بَيسانَ، وعن عين زُغَر، قال: هو المسيحُ، فقال لي ابنُ أبي سلمةَ: إن في هذا الحديث شيئاً ما حفظته قال: شهِدَ جابرٌ أنه هو ابنُ صياد، قلت: فإنه قد مات، قال: وإن ماتَ، قلتُ: فإنه أسلمَ، قال: وإن أسلمَ، قلت: فإنَّه قد دخَلَ المدينةَ، قال: وإن دخَلَ المدينةَ
(2)
.
(1)
كذا في أصولنا الخطّية: "الخبر"، بالراء المهملة، وفي نسخة "مختصر المنذري":"الخبز" بالزاي المعجمة. وكذا هو في النسخة التي شرح عليها العظيم آبادي وفي النسخة التي شرح عليها السهارنفوري، قال العظيم آبادي:"الخبز" بالخاء المعجمة والزاي، وبينهما موحدة، وفي بعض النسخ:"الخبر"، بالخاء والراء، بينهما موحدة.
(2)
إسناده ضعيف. فقد اضطرب فيه الوليد بن عبد الله بن جُميع، كما قال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 317 وساق منه قصة ابن صياد، فمرة جعله من مسند جابر، ومرة جعله من مسند أبي سعيد. وقد قال الحاكم: لو لم يخرِّج له مسلمٌ لكان أولى.
قلنا: وانفرد أيضاً برواية قصة الجساسة من هذا الطريق، ولا يُحتمل تفرُّد مثله بذلك. ولهذا قال ابن عدي في "الكامل" 7/ 2538: وللوليد أحاديث، وروى عن أبي سلمة، عن جابر، ومنهم من قال عنه: عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري حديث الجساسة بطوله، ولا يرويه غير الوليد بن جميع هذا، وقال ابن كثير في "النهاية"! 1/ 116: تفرد به أبو داود وهو غريب جداً.
قلنا: ذلك لأن قصة الجساسة المحفوظ أنها من رواية فاطمة بنت قيس. على أنه خالف في متنه فذكر أن الجساسة امرأة تجر شعرها، وإنما هي دابة كما في حديث فاطمة بنت قيس. ومع ذلك فقد حسَّن إسناده الحافظ في "الفتح" 13/ 329!! =