المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أول كتاب الحروف - سنن أبي داود - ت الأرنؤوط - جـ ٦

[أبو داود]

فهرس الكتاب

- ‌أول كتاب الطب

- ‌1 - باب الرجل يتداوى

- ‌2 - باب في الحِميَةِ

- ‌3 - باب في الأمر بالحِجامة

- ‌4 - باب في موضع الحجامة

- ‌5 - باب، متى تستحب الحجامة

- ‌6 - باب في قطع العرق

- ‌7 - باب في الكَيِّ

- ‌8 - باب في السَّعُوط

- ‌9 - باب في النُّشْرَةِ

- ‌1).10 -باب في شرب الترياق

- ‌11 - باب في الأدوية المكروهة

- ‌12 - باب في تمرِ العجوةِ

- ‌1).13 -باب في العِلاق

- ‌14 - باب في الأمرِ بالكُحل

- ‌1).15 -باب في الاتقاء من العين

- ‌16 - باب في الغَيْل

- ‌17 - باب تعليق التمائم

- ‌18 - باب ما جاء في الرقى

- ‌19 - باب، كيف الرُّقَى

- ‌20 - باب في السُّمْنَةِ

- ‌21 - باب في الكاهن

- ‌22 - باب النظر في النجوم

- ‌23 - باب في الخَط وزجْر الطَّير

- ‌24 - باب في الطِّيَرةِ

- ‌أول كتاب العتاق

- ‌1 - باب في المكاتب يُؤَدِّي بعض كتابته فيعجِز أو يموت

- ‌2 - باب بَيع المكاتب إذا فُسخت المكاتبة

- ‌3 - باب في العَتق على الشرط

- ‌4 - باب من أعتقَ نصيباً في مَملوكٍ له

- ‌5 - باب من أعتقَ نصيباً له من مملوك بينه وبين آخر

- ‌6 - باب من ذكر السِّعاية في هذا الحديث

- ‌7 - باب من روى إن لم يكن له مال لم يُسْتَسعَ

- ‌8 - باب فيمن ملك ذا رَحِمٍ مَخْرَمٍ

- ‌9 - باب في عَتْق أمهات الأولاد

- ‌1).10 -باب في بيع المدبر

- ‌1).11 -باب فيمن أعتق عَبيداً له لم يبلُغْهم الثلُثُ

- ‌1).12 -باب فيمن أعتق عَبْداً وله مالٌ

- ‌1).13 -باب في عتق ولد الزنى

- ‌14 - باب في ثواب العتق

- ‌15 - باب، أي الرقاب أفضل

- ‌16 - باب في فضل العتق في الصحة

- ‌أول كتاب الحروف

- ‌أول كتاب الحمّام

- ‌باب النهي عن التَّعرِّي

- ‌أول كتاب اللّباس

- ‌1 - باب ما جاء في اللباس

- ‌2 - باب فيما يُدْعى لمن لبس ثوباً جديداً

- ‌3 - باب ما جاء في القميص

- ‌4 - باب ما جاء في لبس الأقبية

- ‌5 - باب في لبس الشُّهْرَة

- ‌6 - باب في لبس الشعر والصُّوف

- ‌7 - باب لبس المرتفع من الثياب

- ‌8 - باب لباس الغليظ

- ‌9 - باب ما جاء في الخَزِّ

- ‌1).10 -باب ما جاء في لبس الحرير

- ‌11 - باب من كرِهَه

- ‌1).12 -بابُ الرخصةِ في العَلَم وخيطِ الحرير

- ‌13 - باب في لبس الحرير لعُذْرٍ

- ‌1).14 -باب في الحرير للنساء

- ‌1).15 -باب في لُبس الحِبَرة

- ‌16 - باب في البَياض

- ‌1).17 -باب في غَسْلِ الثوب وفي الخُلْقانِ

- ‌1).18 -باب في المصبوغ بالصُّفْرة

- ‌19 - باب في الخُضْرةِ

- ‌20 - باب في الحُمرة

- ‌21 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌22 - باب في السَّوادِ

- ‌2).23 -باب في الهُدْبِ

- ‌24 - باب في العمائم

- ‌25 - باب في لِبْسَةِ الصَّمَّاء

- ‌26 - باب في حَلِّ الأزرار

- ‌27 - باب في التَّقَنُّع

- ‌28 - باب ما جاء في إسبال الإزار

- ‌29 - باب ما جاءَ في الكبر

- ‌30 - باب في قَدْر موضع الإزار

- ‌31 - باب في لِباسِ النساء

- ‌32 - باب في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59]

- ‌33 - باب في قوله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]4102

- ‌34 - باب فيما تُبدي المرأةُ من زِينَتِها

- ‌35 - باب في العبد ينظُر إلى شَعرِ مولاته

- ‌36 - باب في قوله عز وجل: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} [النور:31]4107

- ‌37 - باب في قوله: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور:31]4111

- ‌38 - باب في الاختِمار

- ‌39 - باب في لبس القَبَاطيِّ لِلنِّساءِ

- ‌40 - باب في قَدْر الذَّيل

- ‌41 - باب في أُهُبِ الميتةِ

- ‌42 - باب من روى أن لا يُنتفَعَ بإهابِ الميتةِ

- ‌43 - باب في جلود النُّمور والسِّباع

- ‌44 - باب في النِّعال

- ‌45 - باب في الفُرُش

- ‌46 - باب في اتخاذ السُّتورِ

- ‌47 - باب الصَّليب في الثوب

- ‌48 - باب في الصُّور

- ‌أول كتاب الترجّل

- ‌1 - باب ما جاء في استحباب الطِّيب

- ‌2 - باب في إصلاح الشَّعَر

- ‌3 - باب في الخضاب للنساء

- ‌4 - باب في صِلَةِ الشعر

- ‌5 - باب في رَدِّ الطِّيب

- ‌6 - باب في المرأة تَطَّيَّبُ للخروج

- ‌7 - باب في الخَلُوق(1)للرجال

- ‌8 - باب ماجاء في الشَّعْر

- ‌9 - باب ما جاء في الفَرْقِ

- ‌10 - باب في تطويل الجُمَّةِ

- ‌1).11 -باب في الرجل يعقِص شعره

- ‌1).12 -باب في حَلْق الرأس

- ‌13 - باب في الذُّؤابة

- ‌14 - باب في الرخصة

- ‌15 - باب في أخذِ الشارب

- ‌16 - باب في نَتف الشيب

- ‌1).17 -باب في الخضاب

- ‌18 - باب ما جاء في خِضاب الصُّفرةِ

- ‌1).19 -باب ما جاء في خِضَابِ السواد

- ‌20 - باب الانتفاع بمَداهِنِ العاج

- ‌أول كتاب الخاتم

- ‌1 - باب ما جاء في اتخاذ الخاتِم

- ‌2 - باب ما جاء في ترك الخاتِم

- ‌3 - باب في خاتم الذهب

- ‌4 - باب في خاتِم الحديد

- ‌5 - باب في التختُّم في اليمين أو اليسار

- ‌6 - باب في الجَلاجِل

- ‌7 - باب في ربطِ الأسنان بالذهب

- ‌8 - باب في الذهب للنساء

- ‌أول كتاب الفتن

- ‌1 - ذكرُ الفتنِ ودلائلِها

- ‌2 - باب النهي عن السعي في الفتنة

- ‌3 - باب في كَفِّ اللسانِ

- ‌4 - باب ما يُرَخَّصُ فيه من البِدَاوة في الفِتنةِ

- ‌5 - باب في النهي عن القتال في الفتنة

- ‌6 - باب في تعظيم قتلِ المؤمن

- ‌7 - باب ما يُرْجى في القتل

- ‌أول كتب المهدي

- ‌أول كتاب الملاحم

- ‌1)1 -باب ما يُذكَرُ في قَرْنِ المِئَة

- ‌2 - باب ما يُذكر من ملاحم الروم

- ‌3 - باب في أمارات الملاحم

- ‌4 - باب في تَواتُر المَلاحِم

- ‌5 - باب في تداعي الأمم على الإسلام

- ‌6 - باب في المَعْقِل(1)من الملاحم

- ‌7 - باب ارتفاع الفتنة في الملاحم

- ‌8 - باب في النهي عن تهييج التُّرك والحبشة

- ‌9 - باب في قتال الترك

- ‌10 - باب في ذكر البَصْرَةِ

- ‌11 - باب النهي عن تهييج الحبشة

- ‌12 - باب أمارات الساعةِ

- ‌ 158](1).13 -باب حسر الفرات عن كنز من ذهب

- ‌14 - باب خروج الدجَّال

- ‌15 - باب في خبرِ الجَسَّاسَةِ

- ‌16 - باب في خبر ابن صائِد

- ‌17 - باب الأمر والنهي

- ‌18 - باب قيام الساعة

- ‌أول كتاب الحدود

- ‌1 - باب الحكم فيمن ارتد

- ‌2 - باب الحكم فيمن سبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب ما جاء في المحاربة

- ‌4 - باب في الحدِّ يُشفعُ فيه

- ‌5 - باب العفو عن الحدودِ ما لم تبلغ السُّلطانَ

- ‌6 - باب في الستر على أهل الحدود

- ‌7 - باب في صاحِبِ الحَدِّ يجيء فيُقِرُّ

- ‌8 - باب في التلقِينِ في الحَدِّ

- ‌9 - باب في الرجل يعترفُ بِحدٍّ ولا يُسمِّيه

- ‌1).10 -باب في الامتحانِ بالضرْب

- ‌1).11 -باب ما يُقطَعُ فيه السارقُ

- ‌12 - باب ما لا قَطْعَ فيه

- ‌13 - باب القطْع في الخِلْسةِ والخِيانَةِ

- ‌14 - باب مَن سرق من حِرْزٍ

- ‌15 - باب في القطع في العَاريّة إذا جُحِدَتْ

- ‌16 - باب في المجنون يَسرقُ أو يُصيبُ حدَّاً

- ‌1).17 -باب في الغُلام يُصيبُ الحَدَّ

- ‌18 - باب الرجل يَسرِقُ في الغزو، أيُقطَعُ

- ‌19 - باب في قَطْع النبَّاش

- ‌20 - باب في السارق يَسرقُ مراراً

- ‌21 - بابٌ في تعليق يد السارق في عُنُقِهِ

- ‌22 - باب بيع المملوكِ إذا سَرَقَ

- ‌23 - باب في الرَّجْم

- ‌24 - باب رجم ماعز بن مالك

- ‌25 - باب المرأة التي أمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم برجمْها من جُهينةَ

- ‌26 - باب في رجم اليهوديَّين

- ‌27 - باب في الرجل يزني بحَريمِه

- ‌28 - باب في الرجل يزني بجاريةِ امرأتِه

- ‌29 - باب فيمن عمل عمل قوم لوط

- ‌30 - باب فيمن أتى بهيمةً

- ‌31 - باب إذا أقرَّ الرجلُ بالزِّنى ولم تُقِرَّ المرأه

- ‌32 - باب في الرجل يُصيبُ من المرأةِ دونَ الجِماع فيتوبُ قبل أن يأخذَه الإمامُ

- ‌33 - باب في الأمةِ تزني ولم تُحْصَنْ

- ‌34 - باب في إقامة الحدِّ على المريض

- ‌35 - باب في حدّ القذف

- ‌36 - بابُ الحدِّ في الخَمْر

- ‌37 - باب إذا تتايَعَ في شرب الخمر

- ‌38 - باب في إقامة الحد في المسجد

- ‌39 - باب في التعزير

- ‌40 - باب ضربِ الوجهِ في الحدِّ

- ‌أول كتاب الديات

- ‌1 - باب النفسِ بالنفسِ

- ‌2 - باب لا يُؤخذُ أحدٌ بجَرِيرةِ أحَدٍ

- ‌3).3 -بابُ الأمامِ يأمرُ بالعفو في الدمِ

- ‌4 - باب وليّ العمدِ يَرْضَى بالدية

- ‌5 - باب مَن قَتل بعد أخذِ الديةِ

- ‌6 - باب فيمن سَقَى رجلاً سمَّاً أو أطعمه فمات، أيُقاد منه

- ‌7 - باب مَن قَتَلَ عبده أو مَثَّل به، أيُقاد منه

- ‌8 - باب القتل بالقَسَامةِ

- ‌9 - باب في ترك القَوَد بالقَسَامة

- ‌10 - باب يُقَادُ مِن القاتل أو يُقتَل بحجرٍ بمثل ما قَتَل

- ‌1).11 -باب، أيقاد المسلمُ بالكافرِ

- ‌1).12 -باب من وجد مع أهله رجلاً فقتلَه

- ‌13 - باب العامل يُصَاب على يدِه خطأً

- ‌14 - باب القَوَد بغير حديدٍ

- ‌1).15 -باب القود من الضربة، وقصِّ الأمير من نفسه

- ‌16 - باب عَفْو النساء

- ‌17 - باب من قُتِلَ في عِمِّيَّا بين قَومٍ

- ‌18 - باب الديةِ، كم هي

- ‌19 - باب ديات الأعضاء

- ‌20 - باب دية الجَنيِنِ

- ‌21 - باب في دية المكاتَبْ

- ‌22 - باب في دية الذمي

- ‌23 - باب في الرجل يُقَاتِلُ الرجلَ فيدفَعُه عن نفسه

- ‌2).24 -باب فيمن تَطَبَّبَ بغير علم فأعْنَتَ

- ‌25 - باب في دية الخطأ شبه العمد

- ‌2).26 -باب في جِناية العبد يكونُ للفقراء

- ‌27 - باب فيمن قُتِل في عِمِّيَّا بين قوم

- ‌28 - باب في الدابة تَنْفَحُ برِجْلِها

- ‌29 - باب العَجماء والمعدن والبئر جُبَارٌ

- ‌30 - باب في النار تَعَدَّى

- ‌31 - باب القصاص من السن

الفصل: ‌أول كتاب الحروف

‌أول كتاب الحروف

(1)

3969 -

حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ النُّفيليُّ، حدَّثنا حاتِمُ بن إسماعيل، وحدَّثنا نصرُ بنُ عاصمٍ، حدَّثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عن جعفر بنِ محمد، عن أبيه

عن جابرٍ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]

(2)

.

3970 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا حمادٌ، عن هشامِ بنِ عُروة، عن عُروة عن عائشةَ: أن رجلاً قامَ مِن الليلِ، فقرأ، فرفعَ صوتَه بالقُرآنِ،

فلما أصبح، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَرْحَمُ اللهُ فلاناً كَأَيِّنْ

(3)

مِن آيةٍ أذكرنِيها الليلةَ كنتُ قد أسقطتُها"

(4)

.

(1)

جاء عنوان هذا الكتاب في رواية أبي عيسى الرملى: كتاب القراءات وما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها. أشار إليه في هامش (هـ).

(2)

إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1905) ضمن حديث الحج الطويل وبرقم (1909) وهذه القراءة بكسر الخاء هي قراءة الأكثر، وقرأ ابن عامر ونافع بفتح الخاء.

انظر "حجة القراءات" ص 113.

وانظر "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" للدوري ص 71 و 72.

(3)

المثبت من (هـ)، وهو الموافق لقراءة الجماعة في قوله تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران:146]، وفي بقية الأصول: كائن، وهي قراءة ابن كثير للآية، ومعنى كأيِّن وكائن معنى كم الخبرية.

(4)

إسناده صحيح. عروة: هو ابن الزبير بن العوّام، وحماد: هو ابن سلمة.

وهو مكرر الحديث السالف برقم (1331). =

ص: 99

3971 -

حدَّثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا عبدُ الواحِدِ بن زياد، حدَّثنا خُصَيفٌ، حدَّثنا مِقسَمٌ مولى ابنِ عباسِ، قال:

قال ابنُ عبَّاسِ: نزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران:161] في قطيفةٍ حمراءَ فُقِدَتْ يومَ بدرٍ، فقال بعضُ الناسِ: لعلَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أخذها، فأنزلَ اللهُ عز وجل:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} إلى آخر الآية

(1)

.

= قوله: "أسقطتها" قال أبو الطيب العظيم آبادي: بصيغة المجهول أو المعروف من باب الأفعال، وعند البخاري:"كنتُ أنسيتُها من سورة كذا وكذا. ورواية البخاري مفسِّرة لقوله: "أسقطتها"، فكأنه قال: أسقطتها نسياناً لا عمداً، قاله الحافظ.

قال العلماء: ويجوز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس طريقه البلاغ والتعليم، قاله عياض والنووي وابن حجر رحمهم الله.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف خُصيف -وهو ابن عبد الرحمن- لكن روي الحديث بنحوه من طريقين آخرين يصح بهما إن شاء الله.

وأخرجه الترمذي (3255) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب.

وهو في "شرح مشكل الآثار"(5601) و (5602).

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(11174)، وفي "الأوسط"(5313)، وفي "الصغير"(803)، ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" ص 84، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/ 372 عن محمد بن أحمد بن يزيد النرسي، عن أبي عمر حفص ابن عمر الدُّوري، عن أبي محمد اليزيدي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس. وهذا سند رجاله ثقات.

وأخرج الطبراني في "الكبير"(11942) عن عبدان بن أحمد، عن محمد بن عبد الرحيم أبي يحيى صاعقة (وتحرف في المطبوع إلى: حدَّثنا صاعقة)، عن عبد الوهاب الخفاف، عن هارون بن موسى، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة، عن ابن عباس:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران:161] يقول: أن يتهمه أصحابه. ورجاله ثقات أيضاً. =

ص: 100

قال أبو داود: يَغُلَّ مفتوحة الياء.

3972 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عيسى، حدَّثنا معتَمِرٌ، قال: سمعتُ أبي، قال:

سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إني أعوذُ بكَ من البَخَلِ والهَرَم"

(1)

.

قال أبو داود: مفتوحة الباء والخاء.

3973 -

حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا يحيى بنُ سُلَيم، عن إسماعيلَ بنِ كثيرٍ، عن عاصم بنِ لقيط بنِ صَبِرة

عن أبيه لقيط بنِ صَبِرَةَ قال: كنتُ وافدَ بني المُنتفِقِ -أو في وفْدِ بني المُنتفِقِ- إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ الحديثَ، فقال -يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم-:"لا تَحْسِبَنَّ" ولم يقل: {لَا تَحْسَبَنَّ}

(2)

.

= وقوله: (أن يَغُلَّ): هو بفتح الياء وضم الغين، أي: ما كان لنبي أن يخون أصحابه فيما أفاء الله عليهم، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم، وقرأ الباقون: يُغَلَّ، بضم الياء وفتح الغين، أي ة ما كان لنبي أن يَغُلَّه أصحابُه، أي: يخونوه، ثم أسقط (الأصحاب) فبقي الفعل غير مسمى فاعله، وتأويله: ما كان لنبي أن يخان.

(1)

إسناده صحيح. معتمر: هو ابن سُليمان بن طَرْخان التيمي، ومحمد بن عيسى: هو ابن الطبّاع البغدادي.

وقد سلف عند المصنف برقم (1540).

وقال ابن زنجلة في: "حجة القراءات" عند قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [النساء:37]: قرأ حمزة والكسائي: بالبَخَل، بفتح الباء والخاء، وقرأ الباقون: بالبُخل، وهما لغتان، مثل الحُزْن والحَزَن، والرُّشْد والرَّشَد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن سُليم -وهو الطائفي-، لكنه متابع.=

ص: 101

مكسورة السين

(1)

.

3974 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عيسى، حدَّثنا سفيانُ، حدَّثنا عمرو بنُ دينارٍ، عن عطاء

= وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 32 - 33، وابن حبان (1054) و (4510)، والطبراني في "الكبير" 19/ (480)، والحاكم 4/ 110، والبيهقي في "السنن" 7/ 303، وفي "المعرفة"(657)، والبغوي في "شرح السنة"(213) من طريق يحيى بن سُليم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(80)، وأحمد (16384)، والطبراني 19/ (479)، والحاكم 2/ 232 - 233، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/ 382 - 383 من طريق ابن جريج، والبخاري في "الأدب المفرد"(166) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، وأحمد (16382)، والبخاري في "التاريخ "الكبير" 1/ 370، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 8 - 9، والحاكم 2/ 233، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 111، والبيهقي في "الشعب" (9602) من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "المعجم الكبير"، 19/ (483)، وفي "الأوسط" (7446) من طريق قرة بن خالد، أربعتهم عن إسماعيل بن كثير أبي هاشم، به.

وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (142).

وقوله: لا تحسِبن ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ. قال النووي: مراد الراوي أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق بها مكسورة السين، ولم ينطق بها في هذه القضية بفتحها، فلا يظن ظان أني رَوَيتُها بالمعنى على اللغة الأقرب، أو شككت فيها أو غلطت، بل أنا متيقن بنطقه بالكسر.

وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" عند قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59].

قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر عن عاصم (ولا تحسبن) بالتاء وكسر السين إلا أن عاصماً فتح السين، وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم: بالياء وفتح السين.

(1)

قوله: مكسورة السين، زيادة أثبتناها من (أ) وأشار إلى أنها في رواية ابن العبد.

ص: 102

عن ابن عباس، قال: لَحِقَ المسلمُون رجلاً في غُنَيمةٍ له، فقال: السلامُ عليكم، فقتلوه، وأخذوا تلك الغنَيمةَ، فنزلت:{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94] تلك الغُنَيمة

(1)

.

3975 -

حدَّثنا سعيدُ بنُ منصورٍ، حدَّثنا ابنُ أبي الزِّناد (ح) وحدَّثنا محمدُ بنُ سُليمانَ الأنباريُّ، حدَّثنا حَجَّاجُ بنُ محمدٍ، عن ابنِ أبي الزِّنادِ -وهو أشبعُ- عن أبيه، عن خارجةَ بن زيد بن ثابت

عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: (غيرَ أولي الضَّرَر)

(2)

ولم يقل سعيد: كان يقرأُ

(3)

.

(1)

إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أبي رباح، وسفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه البخاري (4591)، ومسلم (3025)، والنسائي في "الكبرى"(8536) و (11051) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الترمذي (3279) من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وهو في "مسند أحمد"(2023)، و"صحيح ابن حبان"(4752).

قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص 209: قرأ نافع وابن عامر وحمزة: {لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} بغير ألف، أي: المقادة والاستسلام، وعن الربيع قال: الصلح. وقرأ الباقون: {السَّلَامَ} أي: التحية وحجتهم في ذلك أن المقتول قال لهم: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا سَلبَه، فأعلمَ اللهُ أن حق مَن ألقى السلام أن يُتبَيَّن أمرُه.

(2)

المثبت في ضبط (غيرَ) بالنصب، من (أ) و (ب) وأشار في هامش (هـ) إلى أنه كذلك بالنصب في رواية ابن الأعرابي وأبي عيسى الرملي واللؤلؤي من طريق أبي ذر.

وضبط في (هـ): (غيرُ) بالرفع. والصحيح الذي أثبتناه بالنصب كما جاء منصوصاً عليه في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" لأبي حفص الدوري من طريق ابن أبي الزناد. وكما ضبطت في أكثر روايات "السنن".

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- فهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع. =

ص: 103

3976 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، قال: حدَّثنا. وحدثنا محمدُ بنُ العلاءِ قال: أخبرنا عبدُ الله بنُ المبارك، حدَّثنا يونس بن يزيد، عن أبي علي بنِ يزيدَ، عن الزهري

عن أنسِ بنِ مالكٍ، - قال: قرأها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ} [المائدة: 45]

(1)

.

= وقد سلف بأطول مما هاهنا برقم (2507).

قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص 259 - 210: قرأ نافع وابن عامر والكسائي: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} بنصب الراء، وقرأ الباقون بالرفع، قال الزجاج: فأما الرفع فمن جهتين: إحداهما: أن يكون "غير" صفة للقاعدين ان كان أصلها أن تكون صفة للنكرة، المعنى: لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر، أي: لا يستوي القاعدون الأصحاء والمجاهدون وإن كانوا كلهم مؤمنين. قال: ويجوز أن يكون "غير" رفعاً على جهة الاستثناء. المعنى: لا يستوي القاعدون والمجاهدون إلا أولو الضرر، فإنهم يساوون المجاهدين، لأن الذي أقعدهم عن الجهاد الضرر.

ومن نصب جعله اسشناء من القاعدين، وهو استثناء منقطع عن الأول، المعنى: لا يستوي القاعدون إلا أولي الضرر، فإنهم يساوون، وحجتهم أن الأخبار تظاهرت بأن هذه الآية لما نزلت شكا ابن أم مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عجزه عن الجهاد في سيل الله، فاستثنى اللهُ أهلَ الضرر من القاعدين وأنزل:(غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أبي علي بن يزيد - وهو ابن أبي النّجاد الأيلي، أخو يونس. فقد جهّله أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 2/ 79، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي بإثر (3157): تفرد ابن المبارك بهذا الحديث عن يونس بن يزيد.

وأخرجه الترمذي (3156) عن أبي غريب محمد بن العلاء، و (3157) عن سويد ابن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وهو في "مسند أحمد"(13249) وزاد في روايته: نصب النفس ورفع العين.

وانظر ما بعده. =

ص: 104

3977 -

حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ، أخبرني أبي، حدَّثنا عبدُ الله بنُ المباركِ، حدَّثنا يونسُ بنُ يزيدَ، عن أبي علي بنِ يزيدَ، عن الزهريِّ

عن أنس بنِ مالك: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (وكتبنا عليهم فيها أن النفسَ بالنفس والعينُ بالعين)

(1)

.

3978 -

حدَّثنا النُّفيليُّ، حدَّثنا زهيرٌ، حدَّثنا فُضَيلُ بنُ مرزوقٍ، عن عطيَّةَ ابنِ سَعْد العَوفيِّ، قال:

قرأت على عبدِ الله بنِ عُمَرَ {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} [الروم: 54] فقال: {مِنْ ضُعْفٍ} قرأتُها على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كما قرأتَها عليَّ، فأخَذَ علىَّ كما أخذتُ عليك

(2)

.

= قال ابن مجاهد في "السبعة" ص 244: واختلفوا في الرفع والنصب من قوله: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} إلى قوله: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} : فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} ينصبون ذلك، ويرفعون:{وَالْجُرُوحُ} .

وقرأ عاصم ونافع وحمزة بنصب ذلك كله.

وقرأ الكسائي: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} نصباً، ورفع ما بعد ذلك كله.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعْد العوفي. زهير: هو ابن معاوية، والنُّفَيلي: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل.

وأخرجه الترمذي (3164) و (3165) من طريق فضيل بن مرزوق، به، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق.

وهو في "مسند أحمد"(5227).

وانظر ما بعده.

ويريد ابن عمر أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم كلمة "ضعف" بفتح الضاد، فأقرأه النبي صلى الله عليه وسلم "ضعف" بضمها.

قال البغوي في "تفسيره" 3/ 487: الضم لغة قريش، والفتح لغة تميم. =

ص: 105

3979 -

حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى القُطَعِيُّ، حدَّثنا عُبيدٌ -يعني ابنَ عَقيل- عن هارونَ، عن عبدِ الله بنِ جابر، عن عطية

عن أبي سعيد، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم:(من ضُعْفٍ)

(1)

.

3980 -

حدَّثنا محمدُ بنُ كثير، أخبرنا سفيانُ، عن أسلم المِنْقَرِيِّ، عن عبدِ الله، عن أبيه عبدِ الرحمن بنِ أبزى، قال: قال أُبيُّ بن كعب: (بفضْل الله وبِرحمتِه فَبِذلِكَ فلتَفْرحوا)[يونس: 58]

(2)

.

= وقال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص 562: قرأ عاصم وحمزة: "من ضَعْفٍ" بفتح الضاد، وقرأ الباقون بالرفع، وهما لغتان مثل: القَرْح والقُرْح.

وقال ابن الجزري في "النشر"2/ 331: واختلف عن حفص، فروى عنه عُبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافاً لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر مرفوعاً. وروينا عنه من طرق أنه قال: ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعْد العَوفي- محمد بن يحيى القُطَعي: هو ابن أبي حَزْم.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 238 من طريق عبد الله بن جابر، به.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده حسن من أجل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبْزَى، فهو صدوق حسن الحديث. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه أحمد (21137)، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(534) و (535)، والطبري 11/ 126، والشاشي (1438)، والحاكم 3/ 304، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251، وفي "معرفة الصحابة"(751) و (752)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2594)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1228) من طريق أسلم المنقري، بهذا الإسناد. وقد تصحفت الآية عند بعضهم في المطبوع إلى:"فليفرحوا" بالياء، وإنما هي في قراءة أبيّ بالتاء، كما قال أبو داود بإثر الحديث.

وانظر ما بعده. =

ص: 106

3981 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عبد الله، حدَّثنا المغيرةُ بنُ سَلَمَةَ، حدَّثنا ابنُ المبارَك، عن الأجْلَح، حدَّثني عبدُ الله بنُ عبدِ الرحمن بن أبزى، عن أبيه

عن أُبيٍّ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ: (بفضلِ الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا، هو خيرٌ مما تجمعون)

(1)

.

قال أبو داود: بالتاء

(2)

.

= وقوله: {فلتفرحوا} ، بالتاء المثناة من فوق على أمر المخاطبين، وهي قراءة يعقوب الحضرمي أحد القراء العشرة في رواية رُوَيس اللؤلؤي، وقرأ الباقون:{فليَفرَحُواْ} ، بالياء المثناة من تحت على أمر الغائبين، وقرأ أبي بن كعب أيضاً في تتمة الآية:{هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ} [يونس:58] بالتاء الفوقية على الخطاب، وبها قرأ ابن عامر الدمشقي وأبو جعفر المدني ورُوَيس اللؤلؤي وقرأ الباقون:{يَجْمَعُونَ} بالياء التحتية على الغيبة، ورجح ابن جرير الطبري قراءة الياء التحتانية في الحرفين جميعاً. انظر "جامع البيان" 11/ 126، و"حجة القراءات" ص 424، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 285.

(1)

حديث حسن. الأجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّه الكِنْدي- ضعيف يعتبر به، وقد توبع في الحديث السابق.

وأخرجه الطيالسي (545)، وأبو عُبيد في "فضائل القرآن" ص 358، وأحمد (21136)، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(536) و (537) و (538)، والطبري في "تفسيره" 11/ 126، والشاشي في "مسنده"(1437)، والحاكم 2/ 240 - 241، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251، وفي "معرفة الصحابة"(750)، والضياء المقدسي (1227)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى من "تهذيب الكمال"، وابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" 2/ 285 من طريق الأجلح بن عبد الله الكندي، به. وقد تصحفت الآية عند بعضهم في المطبوع إلى:{فليَفرَحُواْ} بالياء، وإنما هي في قراءة أبي بن كعب بالتاء كما قال المصنف بإثر الحديث. وقد جاء إسناد الطيالسي في المطبوع: عن الأجلح، عن زر، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه.

عن أبي بن كعب، وهو خطأ.

وانظر ما قبله.

(2)

قول أبي داود هذا أثبتناه من (أ). وأشار إلى أنه في رواية ابن العبد.

ص: 107

3982 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابت، عن شَهْرِ ابنِ حَوْشَب

عن اْسماءَ بنتِ يزيدَ، أنها سَمِعَتِ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ:(إنه عَمِلَ غَيْرَ صالحٍ)

(1)

.

3983 -

حدَّثنا أبو كاملٍ، حدَّثنا عبدُ العزيز -يعني ابنَ المختار- حدَّثنا ثابت، عن شهرِ بنِ حوشب، قال:

سألتُ أمَّ سلمةَ: كيفَ كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ هذه الآية: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] فقالت: قرأها: (إنه عَمِلَ غيرَ صالح)

(2)

.

(1)

حديث حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 311، والطيالسي (1631)، وأحمد (27569) و (27606) و (27595)، وأبو عمر حفص الدُّوري في "قراءات النبي"(60) و (61) و (98) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري في "التاريخ الكبير"1/ 286 - 287، والفراء في "معاني القرآن" 2/ 17 - 18، وأبي عمر حفص الدُّوري في "قراءات النبي"(62)، والحاكم 2/ 241 من طريق محمد بن جُحادة، عن أبيه، عن عائشة. وجُحادة لم يرو عنه غير ابنه.

وآخر من حديث ابن عباس عند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 2/ 22، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 302 وإسناده حسن في الشواهد.

ويؤيده أيضاً ما أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 310، وسعيد بن منصور في قسم التفسير (1092)، والطبري في "تفسيره" 12/ 51 و 53 عن ابن عباس أنه قرأ:{إنه عَمِلَ غيرَ صالح} وإسناده صحيح. وقد قرأ بهذه القراءة الكسائي ويعقوب كما في "النشر" 2/ 289.

(2)

حديث حسن بشواهده كما سلف بيانه عند الحديث السابق. وأم سلمة هي=

ص: 108

قال أبو داود: رواه هارونُ النحويُّ وموسى بنُ خلف، عن ثابتٍ، كما قال عبدُ العزيز.

3984 -

حدَّثنا إبراهيمُ بنُ موسى، أخبرنا عيسى، عن حمزةَ الزياتِ، عن أبي إسحاقَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباس

عن أُبي بنِ كعب، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا بَدَأ بنفسه، وقال: "رحمةُ الله علينا وعلى موسى، لو صَبَرَ لرأى مِن صاحِبِه العَجَبَ، ولكنه قال:{إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76]. طوَّلها حمزة

(1)

.

= كنية أسماء بنت يزيد فيما قاله عبد بن حميد وأبو زرعة والخطيب البغدادي وغيرهم، وهو الذي استظهره ابن كثير في "تفسيره"، وقال الحافظ في "النكت الظراف" 13/ 11: جزم جماعة من الأئمة بأن أم سلمة التي روى عنها شهر هي أسماء بنت يزيد الأنصارية، لكن وقع في بعض حديثه وصفها بأم المؤمنين، فإن ثبت، تعينت أنها زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم. ثابت: هو ابنُ أسلم البناني.

وأخرجه الترمذي (3159) و (3160) من طريقين عن ثابت البناني، به. وهو في "مسند أحمد"(26518).

وانظر ما قبله، فقد ذكرنا ثَمَّ شواهدَه.

(1)

إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وحمزة الزيات: هو ابن حبيب، وعيسى: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه مسلم (2380)، والنسائي في "الكبرى"(11244) من طريق رقبة بن مصقلة، ومسلم (2380)(5813) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، و (11248) من طريق حمزة الزيات، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. ورواية رقبة وإسرائيل مطولة. ولم يسق مسلم رواية إسرائيل. ولم يذكر إسرائيل في روايته قوله:{قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} .

وأخرجه ضمن حديث مطول البخاري (3401) و (4725)، ومسلم (2380)، والترمذي (3416)، والنسائي في "الكبرى"(11245) من طريق عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به. =

ص: 109

3985 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمن أبو عبد الله العنبريُّ، حدَّثنا أميةُ بنُ خالدٍ، حدَّثنا أبو الجارِيهِ العبديُّ، عن شُعبةَ، عن أبي إسحاقَ، عن سعيدِ بنِ جُبير، عن ابنِ عباسٍ

عن أُبيِّ بنِ كعب، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أنه قرأها: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي}

[الكهف: 76] وثقَّلها

(1)

.

3986 -

حدَّثنا محمدُ بنُ مسعودٍ، حدَّثنا عبدُ الصَّمدِ بنُ عبدِ الوارثِ، حدَّثنا محمدُ بنُ دينارٍ، حدَّثنا سعدُ بنُ أوسٍ، عن مِصْدَعٍ أبي يحيى، قال:

= وأخرج قطعة ابتدائه صلى الله عليه وسلم الدعاء لنفسه الترمذي (3682) من طريق أبي قطن عمرو ابن الهيثم، عن حمزة الزيات، به.

وهو في "مسند أحمد"(21114) و (21118) و (21123) و (21126)، والروايات الثلاث الأولى زوائد عبد الله بن أحمد.

وانظر ما بعده.

وقوله: طولها حمزة، أي: ثقل لدني، وقرأها بتشديد النون.

قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم:(من لَدُنِّي) مثقل، وقرأ نافع وأبو جعفر (مِن لَدُنِي) بضم الدال مع تخفيف النون. انظر"زاد المسير" لابن الجوزي 5/ 174، و"البدور الزاهرة" للقاضي عبد الفتاح ص 195.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الجارية العبْدي، وهو متابع.

وأخرجه الترمذي (3161) من طريق أمية بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه حفص بن عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(76)، والطبري 15/ 288، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4895) و (4896) من طريق حمزة الزيات، عن أبي إسحاق.

وهو في زوائد عبد الله بن أحمد على "المسند" لأبيه (21124).

وانظر ما قبله.

ص: 110

سمعتُ ابنَ عباسِ يقولُ: أقرأني أبيُّ بنُ كعبٍ كما أقرأه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف:86] مخففة

(1)

.

(1)

صحيح من حديث عبد الله بن عباس، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعد بن أوس -وهو العدوي- وضعف محمد بن دينار. وهما متابعان.

وأخرجه الترمذي (3162) من طريق محمد بن دينار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روي عن ابن عباس قراءته.

قال: ويُروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغنى بروايته ولم يَحتجْ إلى كعب.

قلنا: أما قول الترمذي لو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه رواية من غير هذا الطريق، فقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(282)، والطبراني في "الكبير"(12480)، وفي "الصغير"(1115)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 237 - 238 و 244 من طريق عبد الغفار بن داود الحراني، عن حماد بن سلمة، عن عبد الله ابن عثمان بن خُثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} . وإسناده عند الطحاوي والحاكم في الموضع الثاني جيد. لكن قال الطحاوي: كأن هذا الحديث مما لم يرفعه أحد من حديث حماد بن سلمة غير عبد الغفار بن داود، وهو مما يخطئه فيه أهل الحديث، ويقولون: إنه موقوف على ابن عباس، وقد خالفه فيه أصحاب حماد فلم يرفعوه، فممن خالفه فيه منهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني، وحجاج بن منهال الأنماطي.

قلنا: ثم أخرجه من طريقيهما بإسناده إليهما موقوفاً على ابن عباس. وهذا وإن روي موقوفاً على ابن عباس، لم يكن ابن عباس ليبتدعه من عند نفسه، وإنما هو مما نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عمن نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال أبيٍّ وغيره من كبار قراء الصحابة.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 411 من طريق خليل بن أحمد الفراهيدي، وعبد الرزاق 2/ 412 والطحاوي في "شرح المشكل" 1/ 258 و 260 من طريق عمرو ابن ميمون بن مهران، والطبري في "تفسيره" 16/ 11 من طريق إسماعيل بن أمية ثلاثتهم عن عثمان بن حاضر (وقيل: ابن أبي حاضر)، قال: قال لي ابن عباس: لو =

ص: 111

3987 -

حدَّثنا يحيى بنُ الفضلِ، حدَّثنا وُهَيبٌ -يعني ابنَ عمرو النَّمَرِي- أخبرنا هارونُ، أخبرني أبانُ بنُ تَغلِبَ، عن عطيةَ العوفيِّ

عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الرَّجُلَ مِنْ أهْلِ عِلَّيينَ لَيُشرِفُ على أهلِ الجنةِ فتُضِيءُ الجنَّةُ لِوَجهه كأنها كَوكَبٌ دُرِّيٌّ -قال: وهكذا جاء الحديثُ "دُرِّيّ"مرفوعة الدالِ لا تُهمَزُ- وإنَّ أَبا بكرٍ وعمر لَمِنْهُم وأنْعَمَا"

(1)

.

= رأيتَ إليَّ وإلى معاوية وقرأت: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} ، فقال: حامية، ودخل كعب فسأله، فقال: أنتم أعلم بالعربية مني، ولكنها تغرب في عين سوداء، أو قال: في حمأة

هذا لفظ خليل بن أحمد، وقال الآخران: تغيب في ثأط، والثأط: الطين. وقد تحرف اسم عمرو بن ميمون إلى عمرو بن مبذول، واسم إسماعيل بن أمية إلى إسماعيل بن عُلَية، وإسناد طريق الخليل صحيح.

وأخرجه الطبري 16/ 11، والطحاوي في "شرح المشكل" 1/ 257 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قرأت {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} وقرأ عمرو بن العاص {في عين حامية} فأرسلنا إلى كعب، فقال: إنها تغرب في حمأة طينة سوداء.

وإسناده صحيح عند الطحاوي.

وأخرجه أيضاً 16/ 11 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذا الحرف:{فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس. وإسناده رجاله ثقات.

قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص 428 - 429: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر: {فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ} بالألف، أي: حارة

وقرأ الباقون: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} مهموزاً، فالحمأة: الطين المنتن المتغير اللون والطعم.

قوله: مخففة، أي: بحذف الألف بعد الحاء، أي: لا حامية، كما في قراءة.

وستأتي رواية بالقراءة الثانية -أي بالألف- برقم (4002).

(1)

حديث صحيح دون قوله: "وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي -وهو ابن سعْد- هارون: هو ابن موسى العتكي مولاهم النحوي، ويحيى بن الفضل: هو ابن يحيى العَنَزي. =

ص: 112

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن ماجه (96)، والترمذي (3987) من طريق عطية العوفي، به. لكنهما لم يقولا في روايتيهما:"كوكب دُرِّي"، انما قال ابن ماجه:"الكوكب الطالع في الأفق" وقال الترمذي: "النجم الطالع في أفق السماء".

وهو في "مسند أحمد"(11213).

وأخرجه أحمد أيضاً (11206) من طريق مجالد بن سعيد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد. ومجالد ضعيف، وسياقه فيه اختلاف.

وأخرجه البخاري (3256)، ومسلم (2831) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعاً:"إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تَراءون الكوكبَ الدُّريَّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال:"بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدّقوا المرسلين".

وأخرجه البخاري (6556) من طريق النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعاً بلفظ:"إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي".

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد في "فضائل الصحابة"(706)، والطبراني في "الأوسط" (6006) وفيه:"وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما" وإسناده حسن.

وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير"(2065) وفيه أيضاً: "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": وفيه: الربيع بن سهل الواسطي لم أعرفه.

وفي قوله تعالى: {كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} [النور:35] اختلف القراء في قراءة كلمة (دريّ) فقرأها نافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف: {دُرِّيٌّ} بضم الدال وتشديد الياء من غير مَدّ ولا همز، نسبة إلى الدُّرّ لصفائها، وقرأ أبو عمرو والكسائي (دِرِّيءٌ) بكسر الدال والراء وياء بعدها همزة ممدودة صفة كوكب على المبالغة، وهو بناء كثير في الأسماء نحو سِكّين، وفي الأوصاف نحو سِكّير. وقرأ أبو بكر وحمزة (دُرِّيءٌ) بضم الدال، ثم ياء ساكنة ثم همزة ممدودة من الدرء بمعنى الدفع، أي: يدفع بعضها بعضاً، أو يدفع ضوؤها خفاءها. انظر "حجة القراءات"، لابن زنجلة ص 499، و"إتحات فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر" لأحمد بن عبد الغني البناء ص 324.

وقوله: "وأنعما" أي: زادا وفَضَلا.

ص: 113

3988 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ وهارونُ بنُ عبد الله، قالا: حدَّثنا أبو أُسامةَ، حدَّثني الحسنُ بنُ الحكم النَّخعيُّ، حدَّثنا أبو سَبْرة النخعيُّ

عن فَروةَ بن مُسَيكٍ الغُطَيفيِّ، قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديثَ، فقال رجلٌ مِن القومِ: يا رسولَ الله، أخبِرنا عن سبأ، ما هُوَ؟ أرْضٌ أم امرأةٌ؟ فقال: أليس بأرضِ ولا امرأةِ، ولكنه رجلٌ ولَدَ عشرةً من العرب، فتيامن سِتةٌ، وتشاءم أربعةٌ"

(1)

.

قال عثمانُ: الغَطَفانيُّ، مكانَ الغُطَيفي، وقال: حدَّثنا الحسنُ بن الحكم النخعي.

3989 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ عبدةَ وإسماعيلُ بنُ إبراهيم أبو مَعمرِ الهذَلي، عن سفيانَ، عن عمرٍو، عن عِكرمة

حدَّثنا أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم -قال إسماعيلُ: عن أبي هريرة روايةً- فذكر حديثَ الوحي، قال: فذلك قوله: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سبأ: 23]

(2)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي سبْرة النخعي، فقد روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد جوّد إسناده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 6/ 492.

وأخرجه الترمذي (3501) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.

وقال: هذا حديث حسن غريب.

وهو في "مسند أحمد"(24009/ 87 و 89 و 90).

وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند أحمد في "مسنده"(2898)، وفي "فضائل الصحابة"(1616)، والطبراني (12992)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1470، والحاكم 2/ 423. وإسناده حسن.

(2)

إسناده صحيح. عمرو: هو ابن دينار، وسفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه البخاري (4701)، وابن ماجه (194)، والترمذي (3502) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =

ص: 114

3990 -

حدَّثنا محمدُ بنُ رافع النَّيسابوريُّ، حدَّثنا إسحاقُ بن سليمان الرازيُّ، سمعتُ أبا جعفرٍ يذكُرُ، عن الربيع بنِ أنس

عن أُمِّ سلمة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالت: قراءَةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (بلى قَدْ جاءتْكِ آياتي فكَذّبتِ بها واسْتَكْبَرتِ وكنتِ من الكافرين)[الزمر: 59]

(1)

.

= وهو في "صحيح ابن حبان"(36).

وقولى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} كذا ضبطت في (أ) و (ب) و (هـ)، وضبطت في (ج): فَرَغَ، بالفاء والراء المهملة والغين المعجمة بالتحريك، لكن جاء عند البخاري بإثر الحديث أن سفيان بن عيينة روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ:(فُرِّغ) بالفاء المضمومة والراء المهملة المشددة والغين المعجمة، وقال سفيان: وهي قراءتُنا.

وذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" 6/ 452 أنها قر اءة الحسن وقتادة وابن يعمر، قال: وهو بمعنى الأول، لأنها فرغت من الفزع. وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 539: وهذه القراءة رويت أيضاً عن الحسن وقتادة ومجاهد، والقراءة المشهورة بالزاي والعين المهملة.

وقرأها ابن عامر [قلنا: ويعقوب الحضرمي](فَزَّعَ) مبنيا للفاعل، ومعناه بالزاي والمهملة: أدهشَ الفزع عنهم، ومعنى التي بالراء والغين المعجمة: ذهب عن قلوبهم ما حلّ فيها.

وقال السهارنفوري في "بذل المجهود" 16/ 319: وهذه القراءة بالراء والمعجمة خارجة عن القراءات المتواترة.

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر -وهو عيسى بن أبي عيسى ماهان الرازي- وقول المصنف بإثر الحديث: هذا مرسل، هو كما قال، وعنى بقوله: مرسل أنه منقطع، إطلاق المرسل على المنقطع شائع عند الأئمة المتقدمين. لكن جاء تعيين الواسطة بين الربيع وبين أم سلمة، وهو أبو العالية رُفيع بن مِهران، عند الحاكم في "مستدركه" وغيره، فإن صح ذكر الواسطة يبقي ضعفُ أبي جعفر الرازي.

وأخرجه أبو عمر حفص بن عمر الدُّوري في "قراءات النبي"(99) عن محمد بن عنبسة، والخطيب في تاريخ بغداد" 6/ 324 من طريق الحسن بن مُكرم، كلاهما عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد. ويغلب على الظن أن محمد بن عنبسة محرّف عن محمد بن عيسى -وهو ابن رزين التيمي الرازي- والتحريف قديم، لأن المزي ذكر في ترجمة الدوري من شيوخه محمد بن عنبسة، فالله تعالى أعلم. =

ص: 115

قال أبو داود: هذا مرسلٌ، الربيعُ لم يُدْرِكْ أُمَّ سلمة.

3991 -

حدَّثنا مسلم بنُ إبراهيمَ، حدَّثنا هارونُ بنُ موسى النَّحويُّ، عن بُدَيل بن ميسرة، عن عبدِ الله بنِ شقيقٍ

عن عائشة، قالت: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرؤها: (فرُوحٌ ورَيحانٌ)[الواقعة: 89]

(1)

.

= وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 237 و 252 من طريق إسحاق بن أحمد بن مهران، والطبراني في "المعجم الكبير" 23/ (943)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 324 من طريق نعيم بن حماد، كلاهما عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أم سلمة. وإسحاق بن أحمد بن مهران وثقة الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام".

وهذه القراءة ضبطت بكسر تاء الخطاب في المواضع الأربعة، على أن الخطاب للنفس.

قال الإِمام الطبري في "تفسيره" 11/ 20: والقراءة التي لا أستجيز خلافها ما جاءت به قراءُ الأمصار مجمعة عليه، نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الفتحُ في جميع ذلك. قلنا: يعني فتح ضمائر الخطاب.

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه الترمذي (3167)، والنسائي في "الكبرى"(11502) من طريق هارون ابن موسى النحوي الأعور، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

وهو في "مسند أحمد"(24352).

قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 8/ 156 - 157: الجمهور يفتحون الراء، وفي معناها الفرح أو الراحة، أو المغفرة، أو الجنة، أو رَوح من الغم الذي كان فيه، أو روح في القبر، أي: طيب نسيم، وقرأ أبو بكر الصديق وأبو رَزين والحسن وعكرمة وابن يعمر، وقتادة ورُويس عن يعقوب، وابن أبي سريج عن الكسائي:(فرُوح)، برفع الراء، وفي معنى هذه القراءة قولان: أحدهما: أن معناها فرحمة، والثاني: فحياة وبقاء، قال الزجاج: معناه فحياة دائمة لا موت معها. =

ص: 116

3992 -

حدَّثنا أحمدُ بن حنبل وأحمدُ بنُ عَبْدَةَ، قالا: حدَّثنا سفيانُ، عن عمرو، عن عطاءٍ -قال ابنُ حنبل: يعني عن عطاء، قال أحمد: لم أفهمه جيداً-، عن صفوان -قال ابن عَبْدةَ: ابنِ يَعْلى-

عن أبيه، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَر يقرأ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77]

(1)

.

قال أبو داود: يعني بلا تَرخِيمٍ

(2)

.

3993 -

حدَّثنا نَصْرُ بنُ عليٍّ، أخبرنا أبو أحمدَ، أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ الرحمن بنِ يزيد

عن عبد الله، قال: أقرأني رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إني أنا الرزَّاق ذو القوة المتين)[الذاريات: 58]

(3)

.

= تنبيه: جاء في بعض النسخ أشار إليها أبو الطيب زيادة: قال أبو عيسى -أي الرملي - بلغي عن أبي داود أنه قال: هذا حديث منكر. قلنا: لا ندري ما وجه نكارته عنده -إن صح هذا عنه- وقد رواه عن بديل حماد بن زيد أيضاً عند الحاكم 2/ 250.

(1)

إسناده صحيح. يعلى: هو ابن أمية التميمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح، وعمرو: هو ابن دينار، وسفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه البخاري (3230) و (3266) و (4819)، ومسلم (871)، والترمذي (514)، والنسائي في "الكبرى"(11415) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وهو في "مسند أحمد"(17961).

وهو عندهم جميعاً (يا مالك) بإثبات الكاف وهي قراءة الجمهور، قال ابن الجوزي وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود وابن يعمر "يا مالِ" بغير كاف مع كسر اللام، قال الزجاج: وهذا يسميه النحويون الترخيم، ولكني أكرهها لمخالفة المصحف.

(2)

مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (هـ). وهي تبين أن بعضهم قد قرأها بالترخيم، كما أشار إليه ابن الجوزي والزجاج. وهي قراءة شاذّة.

(3)

إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن مسعود، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن =

ص: 117

3994 -

حدَّثنا حفصُ بنُ عُمَرَ، حدَّثنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عن الأسودِ عن عبدِ الله أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] يعني مُثَقَّلاً

(1)

.

قال أبو داود: مضمومةُ الميم مفتوحةُ الدَّالِ مكسورةُ الكافِ.

3995 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ صالح، حدَّثنا عبدُ الملك بنُ عبدِ الرحمن الذِّمَاريُّ، حدَّثنا سفيانُ، حدَّثني محمدُ بنُ المنكدِرِ

= في النخعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وإسرائيل: هو ابن يونس ابن أبي إسحاق السّبيعي، وأبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزُّبيري.

وأخرجه الترمذي (3169)، والنسائي في "الكبرى"(7660) و (11463) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي، بهذا الإسناد.

وهو في "مسندأحمد"(3741)، و"صحيح ابن حبان"(6329).

قلنا: وهذه القراءة شاذة مع صحة إسنادها لمخالفتها القراءة المتواترة {إنَّ اللهَ {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58].

(1)

إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن مسعود، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وشعبة: هو ابن الحجاج.

وأخرجه البخاري (3341)، ومسلم (823)، والترمذي (3166)، والنسائي في "الكبرى"(11491) من طريق أبي إسحاق السبيعي، به.

وهو في "مسند أحمد"(3755)، و"صحيح ابن حبان" (6327) ولفظ أحمد: عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن (مُدَّكِر) أو (مُذَّكِر)؟ قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم (مُدَّكِر) أي: بالدال المهملة.

وقوله: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} بالدال المهملة المشددة، وهي قراءة عامة القراء، وأصل مدكر مفتعل من ذكر اجتمعت فاء الفعل وهي ذال وتاء، وهي بعد الذال، فصيرتا دالاً مشددة، وكذلك تفعل العرب يما كان أوله ذالاً يتبعها تاء الافتعال، يجعلونهما جميعاً دالاً مشددة، فيقولون: ادَّكرتُ ادّكاراً وإنما هو اذتكرت اذتكاراً. قاله الطبري في جامع البيان 27/ 95 - 96.

ص: 118

عن جابرٍ، قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ: (يَحْسِبُ أنَّ مالَهُ أخْلَدَه)[الهمزة: 3]

(1)

.

3996 -

حدَّثنا حفصُ بنُ عمر، حدَّثنا شعبةُ، عن خالدٍ، عن أبي قلابة

عمن أقرأه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (فيومئذٍ لا يُعَذَّبُ عذابَه أحدٌ، ولا يُوثَقُ وثاقَه أحدٌ)[الفجر: 25 - 26]

(2)

.

(1)

إسناده حسن من أجل عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11634) من طريق عبد الملك بن هشام الذِّماري.

بهذا الإسناد. هكذا قال: عبد الملك بن هشام، وإنما هشام جده، والنسبة إلى الجد سائغة.

وهو في "صحيح ابن حبان"، (6332).

وهذه القراءة بكسر السين، قرأ بها أبو عمرو ونافع وابن كثير والكسائي وخلف ويعقوب، وقرأ الباقون بفتح السين. انظر "النشر" لابن الجزري 2/ 236، و"إتحاف فضلاء البشر" لأحمد بن عبد الغني البناء ص 443.

(2)

رجاله ثقات، لكلنه اختُلف في إسناده على أبي قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- كما سيأتي. خالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه أحمد (20691)، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي"(126) و (127)، والطبري في "تفسيره" 30/ 189، والحاكم 2/ 255 من طرق عن خالد الحذاء، به.

وأخرجه الحسن بن سفيان كما في "الإصابة" للحافظ ابن حجر 2/ 142، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" في ترجمة حويرث، من طريق روح بن عبد المؤمن، عن عُبيد بن عَقيل، عن سليمان أبي محمد القافلاني، عن خالد الحذاء، والحاكم 3/ 627، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" من طريق سويد بن سعيد، عن عُبيد بن عقيل، عن سليمان القافلاني، عن عاصم الجَحْدري، كلاهما عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، فسمى الصحابي مالك بن الحويرث. وسويد وسليمان القافلاني ضعيفان. =

ص: 119

3997 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ، حدَّثنا حمادٌ، عن خالدٍ الحذَّاءِ، عن أبي قِلابة، قال: أنباني من أقرأه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو من أقرأه من أقرأه النبيُّ صلى الله عليه وسلم (فيومئذٍ لا يُعَذَّبُ)[الفجر:25]

(1)

.

قال أبو داود: قرأ عاصمٌ وسليمانُ الأعمشُ وطلحةُ بنُ مُصرِّفٍ وأبو جعفرٍ يزيدُ بنُ القَعقاع، وشَيْبَةُ بنُ نِصَاحٍ ونافعُ بنُ عبد الرحمن وعبدُ اللهِ ابنُ كثيرٍ الدَّارِيُّ، وأَبو عمرو بنُ العلاءِ وحمزةُ بن حبيب الزَّيَّات وعبدُ الرحمن الأعرجُ، وقتادةُ والحسنُ البصريُّ ومجاهدٌ، وحُمَيدٌ الأعرجُ وعبدُ الله بنُ عباس {لَا يُعَذِّبُ} ، {وَلَا يُوثِقُ} وعبد الرحمن بن أبي بكر أيضاً قرأ:{لَا يُعَذِّبُ} وقرؤوا كلهم {وَلَا يُوثِقُ} إلا الحديثَ المرفوعَ، فإنه (يُعذَّب) بالفتح

(2)

.

= وأخرجه ابن منده كما في "أسد الغابة" 6/ 427، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" من طريق عبيد الله بن موسى العبْسي، عن سليمان الخوزي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث. وسليمان الخوزي مجهول.

وانظر ما بعده.

وهذه القراءةُ على البناء للمفعول في كلمتي (يُعذَّب) و (يُوثَق) قرأ بها الكسائي ويعقوب، وقرأ الباقون على البناء للفاعل. انظر "النشر" 2/ 400، و "إتحاف فضلاء البشر" للبناء ص439.

(1)

رجاله ثقات كسابقه.

وأخرجه الرامَهُزمُزي في "المحدث الفاصل" ص 482 من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

مقالة أبي داود هذه أثبتناها من (أ)، وأشار إلى أنها في رواية ابن العبد.

ص: 120

3998 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ ومحمدُ بنُ العلاءِ، أن محمدَ بنَ أبي عبيدة حدَّثهم، حدَّثنا أبي، عن الأعمَشِ، عن سعدٍ الطائي، عن عَطيةَ العَوْفي

عن أبي سعيد الخدري، قال: حدَّثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ذكر فيه "جبريل وميكائيل" فقال: (جَبْرَائل ومِيكائل)

(1)

.

3999 -

حدَّثنا زيدُ بنُ أخزمَ، حدَّثنا بِشرٌ -يعني ابنَ عمر- حدَّثنا محمدُ ابنُ خازِمٍ، قال: ذُكر كيفَ قراءةُ جبريل وميكائل عندَ الأعمش، فحدَّثنا الأعمشُ، عن سعْدٍ الطائيِّ، عن عطية العوفي

عن أبي سعيد الخدري، قال: ذكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصُّورِ فقال: "عن يمينه جَبْرَائِل، وعن يسارهِ ميكَائِل"

(2)

.

4000 -

حدَّثنا أحمدُ بنَ حنبل، حدَّثنا عبدُ الرزاقِ، أخبرنا معمر، عن الزهريِّ -قال معمر: وربما ذكرَ ابنَ المسيَّب- قال:

(1)

إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي -وهو ابن سعْد-. أبو عُبيدة: هو عبد الملك ابن مَعْن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهُذلي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وأخرجه أبو عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(18)، وابن أبي داود في "المصاحف، ص 95، وأبو الشيخ في "العظمة" (379)، والحاكم 2/ 264 من طرق عن الأعمش، به. وجاء عند الدوري بعد الرواية زيادة توضح القراءة، فقال: مهموزان.

لكن تحرف عنده إلى: جبرائيل وميكائيل، والصواب حذف الياء.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. محمد بن خازم: هو أبو معاوية الضرير معروف بكنيته.

وأخرجه أحمد (11069)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 95، والحاكم 2/ 264 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 121

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعُمر وعثمانَ يقرؤون: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأوَّل من قرأها (مَلِكِ يومِ الدِّينِ) مَروانُ

(1)

.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، ومراسيل ابن المسيب تُعَدُّ من أقوى المراسيل.

وأخرجه أبو عمر حفص الدُّوري (4) و (5) و (6)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 104 من طريق أبي مُطرِّف طلحة بن عُبيد الله، وابن أبي داود ص 103 من طريق معمر بن راشد، كلاهما عن الزهري: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان قرؤوا: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . قلنا: يعني بالألف وجعلاه من مرسل الزهري.

وأخرجه أبو عمر (2)، والترمذي (3155)، وابن أبي داود ص 103 من طريق أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أنس. وأيوب بن سويد كان سيئ الحفظ، ولهذا قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس بن مالك إلا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد الرملي، وقال أبو داود بإثر مرسل ابن المسيب: هذا أصح من حديث الزهري، عن أنس، والزهري عن سالم، عن أبيه. وقال ابن عدي في "الكامل" 5/ 1926: ليس ذاك بمحفوظ.

وأخرجه أبو عمر الدوري (1)، وابن أبي داود ص 104، وتمام في "فوائده"(1377) من طريق أبي بكر بن عياش، عن سليمان التيمي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب والبراء بن عازب قال ابن أبي داود: هذا عندنا وهم وإنما هو سليمان بن أرقم.

وأخرجه سعيد بن منصور في قسم التفسير من "سننه"(169)، وأخرجه ابن أبي داود ص 103 من طريق أبي الربيع، كلاهما (سعيد بن منصور وأبو الربيع) عن هشيم بن بشير، قال: أخبرنا مُخبر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. وفي إسناده من لم يُسمَّ.

وأخرجه ابن أبي داود ص 103 عن محمد بن عوف، عن سعيد بن منصور، عن هشيم، قال: أخبرني مخبر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه إلا أنه قال:{مَلِكِ يوم الدين} . وتحرف في "المطبوع" إلى: "مالك"، والصواب {مَلِك} كذلك جاءت رواية محمد بن عوف. قال ابن أبي داود: هذا عندنا وهم، والصواب رواية أبي الربيع وغيره عن هشيم. وكل من رواه عن الزهري متصلاً وغير متصل ف {مالِك} إلا رجل واحد فإنه قال:{مَلِك} قلنا: الوهم فيه من محمد بن عوف، لأن سعيد بن منصور قد رواه في "سننه" كما سلف قريباً فقال في روايته:{مالك} بالألف. =

ص: 122

قال أبو داود: هذا أصحُّ مِن حديث الزهريِّ عن أنسٍ، والزهريِّ عن سالمٍ عن أبيه.

= وأخرجه أبو عمر (3)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 15، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1925 - 1926 من طريق عبد العزيز بن الحصين، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال العقيلي: لا يتابع عليه عبد العزيز، والرواية فيه من غير هذا الوجه مضطربة فيها لين، وقال ابن عدي: هذا بهذا الإسناد منكر.

وأخرجه ابن أبي داود ص 103 من طريق بحر بن كنيز السّقّاء، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وبحر هذا ضعيف جداً.

وأخرجه أبو يعلى (4159)، وابن أبي داود ص 104 من طريق أبي إسحاق الحُميسي، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك. وأبو إسحاق الحُميسي -واسمه خازم بن الحُسين- ضعيف.

وقد جاءت هذه القراءة عن عمر بن الخطاب من طريقين آخرين، أولهما: عن هشيم، عن الحجاج بن أرطأة، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عمر، أخرجه من هذا الطريق سعيد بن منصور في قسم التفسير من "سننه"(170). وهذا إسناد حسن في المتابعات.

وثانيهما: عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، قال: كان عمر يقرأ

أخرجه من هذا الطريق سعيد بن منصور أيضاً (172) وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، لأن النخعي يصغر عن إدراك عمر، لكنه يصلح للمتابعات.

ويشهد لقراءة {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بالألف حديثُ أبي هريرة عند مسلم (395) وسلف عند المصنف برقم (821) في الحديث الطويل، وفيه: "قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل

وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله تعالى: مَجَّدني عَبْدي

".

قال ابن كثير في "تفسيره" 1/ 40: مروان عنده علم بصحة ما قرأه، لم يطلع عليه ابن شهاب. والله أعلم.

قلنا: يشهد لقراءته بغير الألف حديث أم سلمة الآتي بعده.

وقد قرأها {مالِكِ} بالألف عاصم والكسائي ويعقوب وخلف، وقرأها الباقون بغير ألف. انظر "إتحاف فضلاء البشر" للبناء ص 122.

ص: 123

4001 -

حدَّثنا سعيدُ بنُ يحيى الأمويُّ، حدَّثني أبي، حدَّثنا ابنُ جُريج، عن عبدِ الله بن أبي مُلَيكةَ

عن أُمِّ سلمة ذكرت -أو كلمةً غيرَها- قراءةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} يُقَطِّع قراءته آيةً آيةً

(1)

.

قال أبو داود: سمعت أحمدُ يقولُ: القراءة القديمة {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

(2)

.

4002 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ وعُبيدُ اللهِ بنِ عُمر بنِ مَيْسَرَةَ، -المعنى- قالا: حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، عن سفيان بنِ حُسينٍ، عن الحكم بنِ عتيبة، عن إبراهيمَ التيميِّ، عن أبيه

عن أبي ذَرٍّ، قال: كنتُ رَدِيفَ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو على حِمارٍ، والشمسُ عندَ غروبها، فقال:"هل تَدرِي أين تَغْرُبُ هذه؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: "فإنَّها تغْرُبُ في عَيْنٍ حاميةٍ"

(3)

.

(1)

رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على عبد الله بن أبي مُليكة كما أوضحناه في

"مسند أحمد"(26451) و (26583). فمرة يروى عن ابن أبي مليكة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ومرة يروى عنه عن أم سلمة، ومرة يُروى عنه عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة كما سلف برقم (1466). ويعلى بن مملك مجهول. ومع ذلك فقد صحح هذا الحديثَ ابنُ خزيمة والدارقطني والحاكم. لكن قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال الذهبي في "السير" 15/ 362 - 363: غريب منكر، وإسناده نظيف.

وأخرجه الترمذي (3154) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد.

وهو في "مسند أحمد"(26583).

وانظر ما قبله.

(2)

ما نقله أبو داود عن أحمد -وهو ابنُ حنبل- زيادة أئبتناها من (هـ).

(3)

إسناده صحيح. إبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. =

ص: 124

4003 -

حدَّثنا محمدُ بنُ عيسى، حدَّثنا حجّاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، أخبرني عُمَرُ بنُ عطاءٍ، أن مولىَ لابنِ الأسقعِ -رجُلَ صدقٍ- أخبره

= وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (7669)، وأحمد (21459)، وأبو عمر الدُّوري في "قراءات النبي"(78)، والبزار في "مسنده"(4010)، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 2/ 310، والطبري في "تفسيره"(14222)، والحاكم 2/ 244، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 2/ 310، وأبو زكريا ابن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي" ص 41 من طريق سفيان بن حسين، بهذا الإسناد اختصره أبو داود ولفظه عند أحمد وغيره بتمامه عن أبي ذر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمارٍ وعليه بَزْذعَة أو قطيفة، قال: وذلك عند غروب الشمس، فقال لي:"يا أبا ذر، هل تدري أين تغيب هذه؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها تغرُبُ في عينٍ حامية، تنطلق حتى تخِرّ لربها ساجدةً تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يُطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول: يا رب إنّ مسيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غبت، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها". وقد تحرفت كلمة "حامية" عند بعضهم إلى "حمئة"، والصحيح في حديث سفيان بن حسين:"حامية" كذلك قراءة أبي ذر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبيه ومعاوية بن أبي سفيان كما سلف بيانه عند تخريج الحديث (3986).

وأصل الحديث في "صحيح البخاري"(3199)، ومسلم (159) من طريق إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر. وليس فيه عندهما "أنها تغرب في عين حامية".

وقد قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بالهمز من غير ألف (حمئة)، صفة مشبهة يقال: حمئت البئر، تحمأ حمأً فهي حبة، إذا صار فيها الطين. وقرأ الباقون (حامية) بألف بعد الحاء وإبدال الهمز ياء مفتوحة اسم فاعل من حمى يحمي، أي: حارة، ولا تنافي بينهما؟ لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين: الحرارة وكونها من طين. انظر "النشر" 2/ 314، و"إتحاف فضلاء البشر" ص 294. وقال الطبري: هما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، ولكل واحدة منهما وجه صحيح، ومعنى مفهوم.

والمراد من قوله تعالى: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب.

ص: 125

عن ابنِ الأسْقَعِ، أنه سمعه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صُفَّةِ المهاجرين فسأله إنسانٌ: أيُّ آية في القرآن أعظمُ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة:255]

(1)

.

4004 -

حدَّثنا أبو معمرٍ عبدُ اللهِ بنُ عمرو بنِ أبي الحجَّاج المِنْقَرِيُّ، حدَّثنا عبدُ الوارِثِ، حدَّثنا شيبانُ، عن الأعمشِ، عن شقيق

عن ابنِ مسعودٍ، أنه قرأ {هَيْتَ لَكَ} [يوسف:23] فقال شقيقٌ:

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لابهام مولى ابن الأسفع بالفاء على ما ضبطه ابن ماكولا، ونقله عنه ابن الأثير وأقره، غير أنهما قالا: عن الأسفع البكري تبعاً لرواية الطبراني حيث رواه من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن ابن جريج فسماه كذلك، ومسلم ضعيف وقد انفرد بتسميته كذلك، والصحيح: ابن الأسفع. لكن جزم أبو القاسم ابن عساكر في "الأطراف" - وسكت عنه المزي 9/ 81 - 82 - بأنه ابن الأسقع

بالقاف وأنه واثلة الصحابي المعروف، وحجته أنه من المهاجرين وأنه من أهل الصُّفَّة، فالله تعالى أعلم.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" تعليقاً 8/ 430 من طريق سعيد بن سالم، عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(999)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" في ترجمة الأسفع البكري، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 89 في ترجمة الأسفع أيضاً، من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن عمر بن عطاء، أن مولى ابن الأسفع رجل صدق أخبره، عن الأسفع البكري. كذا سماه مسلم بن خالد في رواية الأسفع، ومسلم ضعيف الحديث. وتحرف "الأسفع" عند الطبراني وأبي نعيم إلى "الأسقع " بالقاف، وجاء في إسناد أبي نعيم وابن الأثير: أخبرني عمر بن عطاء مولى ابن الأسقع، وهو تحريف.

وفي الباب عن أبيّ بن كعب عند مسلم (810). وسلف عند المصنف (1460) وإسناده صحيح.

ص: 126

إنا نقرؤها: (هِئْتُ لَكَ) فقال ابنُ مسعود: أَقرَؤُهَا كما عُلِّمْتُ أحبُّ إليَّ

(1)

.

4005 -

حدَّثنا هنَّاد، حدَّثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن شَقيقٍ، قال: قيلَ لِعبد الله: إن أُناساً يَقْرَؤون هذه الأيةَ (وقالت هِئتُ لَكَ)، فقال: إني أقرأُ كما عُلِّمتُ أحبُّ إليَّ {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف:23]

(2)

.

4006 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ صالحِ (ح)

وحدَّثنا سليمانُ بنُ داود المَهْرِيُّ، أخبرنا ابنُ وهبٍ، أخبرنا هشامُ بنُ سعْد، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاء بن يَسارٍ

عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل لبني إسرائيل: (ادخُلُوا البابَ سُجَّداً وقولوا حِطَّةٌ تُغفَرْ لكُم خطاياكُم)[البقرة:58]

(3)

.

(1)

إسناده صحيح. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.

وأخرجه البخاري (4692) من طريق شعبة، عن الأعمش، به.

وانظر ما بعده.

وقد قرأ بقراءة ابن مسعود هذه (هَيْتَ) أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان (هِيْتَ) بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز، وقرأ ابن عامر في رواية هشام بن عمار من طريق الحلواني كذلك لكن بالهمز (هِئْتَ). ومن طريق غير الحلواني (هِئْتُ) بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء، وقرأ ابن كثير (هَيْتُ) بفتح الهاء وضم التاء من غير همز. انظر"النشر" 2/ 293 - 295،

و"إتحاف فضلاء البشر" ص 263.

(2)

إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وهناد: هو ابن السَّرِي.

وانظر ما قبله.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. هشام بن سعْد ضعيف يُعتبر به. =

ص: 127

4007 -

حدَّثنا جعفرُ بنُ مُسافِرٍ، حدَّثنا ابن أبي فُديكٍ، عن هشام بن سعد، بإسناده، مثلَه

(1)

.

4008 -

حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدَّثنا حمادٌ، حدَّثنا هشامُ بن عُروة، عن عُروة

أن عائشة، قالتْ: نزلَ الوحيُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليها

{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور:1]

(2)

.

قال أبو داود: يعني مخفَّفةً، حتى أتى على هذه الآيات.

آخر كتاب الحروف

= وانظر ما بعده.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (4641)، ومسلم (3015)، وهو في

"مسند أحمد"(8230)، و"صحيح ابن حبان"(6251).

وقد اختلف القراء في قراءة كلمة {نَغْفِرْ} التي في هذه الآية من سورة البقرة، والتي في سورة الأعراف (الآية: 161) أيضاً، فقرأ ابن عامر بالتأنيث فيهما (يعني بالتاء: تُغفَر). وقرأ نافع وأبو جعفر بالتذكير في هذه الآية (يعني بالياء: يُغفر)، والتأنيث في الأعراف، ووافقهما يعقوب في الأعراف. واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة وفتح الفاء على المبني للمفعول وقرأ الباقون بالنون وفتحها وكسر الفاء في الموضعين على البناء للفاعل. انظر "النشر" 2/ 215.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سابقه. ابن أبي فُديك: هو محمد بن إسماعيل.

وأخرجه البزار (1812 - كشف الأستار) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة.

وقد قرأ بقراءة عائشة هذه بتخفيف الراء دون تشديد في كلمة "فرضاها" نافع وابن عامرِ وعاصم والكسائي وحمزة وأبو جعفر ويعقوب وخلف، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (وفرَّضْنَاها) بتشديد الراء للمبالغة.

ص: 128