الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب في الحِميَةِ
3856 -
حدَّثنا هارونُ بنُ عبد الله، حدَّثنا أبو داود وأبو عامر - وهذا لفظُ أبي عامر- عن فُلَيْح بنِ سليمان، عن أيوبَ بنِ عبدِ الرحمن بن صعصعةَ الأنصاري، عن يعقوب بن أبي يعقوب
عن أُمِّ المنذر بنت قيسٍ الأنصارية، قالت: دخل علىَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم، ومعه عليٌّ، وعلي نَاقِهٌ، ولنا دَوالي مُعلَّقَةٌ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأكُلُ منها، وقام عليٌّ ليأكلَ، فَطَفِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لِعليٍّ: "مَهْ، إنَّك نَاقِهٌ". حتى كَفَّ عليٌّ، قالت: وصنعتُ شعيراً وسِلْقاً، فجئتُ به، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يا عليُّ، أصِبْ مِن هذا فهو أنْفَعُ لك"
(1)
.
= ولا يُرد، وهذا السؤال هو الذي أورده الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أفاضل الصحابة، فأعلم باللهِ وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا، وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بما شفى وكفى، فقال: هذه الأدوية والرقى والتقى، هي من قدر الله، فما خرج شيء عن قدره، بل يرد قدره بقدره، وهذا الرد من قدره، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما، وهذا كرد قدر الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، وكرد قدر العدو بالجهاد، وكلٌّ من قدر الله الدافع والمدفوع والدفع.
(1)
إسناده حسن. فليح بن سليمان مختلف فيه. فقد احتج به الشيخان، وقال عنه الدارقطني مرة: ثقة، وقال مرة: لا بأس به، وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار": من متقني أهل المدينة، وقال الساجي: إنه يَهِم وان كان من أهل الصدق- قلنا: وأي ثقة لم يقع له وهم- وقال ابن عدي بعد أن سبر أحاديثه: ولفليح أحاديث صالحة يرويها عن نافع عن ابن عمر نسخة
…
ويروي عن سائر الشيوخ من أهل المدينة، مثل أبي النضر وغيره أحاديث مستقيمة وغرائب، وقد اعتمده البخاري في "صحيحه" وروى عنه زيد بن أبي أُنيسة، وهو عندي لا بأس به.
وقال الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ": وكان صادقاً عالماً صاحب حديث
…
قال: وحديثه في رتبة الحَسَن. وقال في "الميزان": أحد العلماء الكبار، احتجا به في "الصحيحين". =
قال هارون: قال أبو داود الطيالسي: العدوية.
= وقد صحح أحاديثه الإِمام عبد الحق الإشبيلي على اطّراد كما قال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" 4/ 38. وصحح له الترمذي تارة وحسَّن له أخرى.
وصحح له الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" إسناد حديث: "من تعلّم علماً مما يبتغى به وجه الله"، وهو الحديث السالف عند المصنف برقم (3664)، وحسّن له البزار إسناد حديث عنده برقم (343).
لكن ضعَّفه يحيى بن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو داود، وتبعهم ابن القطان الفاسي.
وقد تتبَّعنا أحاديثه في "مسند أحمد"، فإذا هي تزيد على مئة حديث، وقد توبع عليها كلها خلا ستة أحاديث، أخرج البخاري في "صحيحه" أربعة أحاديث منها، والحديثان الباقيان، صحح أحدهما الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الاحياء"، وسكت عنه عبد الحق الإشبيلي مصححاً له، وهو حديث: "من تعلَّم علماً مما يبتغَى به وجه الله
…
"، والحديث الآخر في "المسند" (11628)، وصححه ابن حبان (3006)، والحاكم 1/ 357، وسكت عنه الذهبي، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 26: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وكنا قد ضعفنا إسناد هذا الحديث في "المسند"، و"سنن ابن ماجه"، و"سنن الترمذي" فيُستدرك من هنا.
أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وأخرجه ابن ماجه (3442)، والترمذي (2156) من طريق أبي عامر وأبي داود، وابن ماجه (4423) من طريق يونس بن محمد، ثلاثتهم عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2155) من طريق يونس بن محمد، عن. فليح، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبي يعقوب، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فليح.
وهو في "مسند أحمد"(27051).
ناقةٌ، أي: قريب العهد بالمرض.
والدَّوالي: جمع دالية، وهي العِذق من البُسر يعلق فإذا أرطَبَ أُكِلَ.