الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرط السادس
طلب الماء وإعوازه بعد الطلب
وإنما يشترط هذا الشرط لمن يتيمم لعذر عدم وجود الماء، وقد اتفق الفقهاء في اعتبار طلب الماء شرطًا لصحة التيمم، وذلك في حالة ما إذا كان المتيمم على طمع من وجود الماء.
وأما إذا كان المتيمم على شك من وجود الماء فقد وقع الخلاف في هذه الحالة بين الجمهور والحنفية، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في مبحث: طلب الماء قبل التيمم
(1)
.
واتفق الفقهاء أيضًا على أنه يشترط لصحة التيمم إعواز
(2)
الماء بعد الطلب
(3)
، وقد حكى الاتفاق على ذلك ابن قدامة
(4)
.
واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
أولاً: من الكتاب:
قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النساء: 43، المائدة: 6].
(1)
انظر (ص 44).
(2)
إعواز: من عوز الشيء عوزًا إذا عز فلم يوجد، وعُزْتُ الشيء أَعُوزه إذا احتجت إليه فلم أجده، وأعوزني المطلوب أي أعجزني. مختار الصحاح (ص 405)، المصباح المنير (2/ 437).
(3)
بدائع الصنائع (1/ 317)، التلقين (ص 67)، الأم (2/ 97)، المغني (1/ 314).
(4)
المغني (1/ 314).
ثانيًا: من السنة:
قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليمسه بشرته»
(1)
.
وجه الدلالة:
في الآية والحديث دليل على أنه يشترط لصحة التيمم عدم الماء.
ثالثًا: من المعقول:
أن التيمم طهارة ضرورة، فلا يجوز إلا عند الضرورة، ومع وجود الماء لا ضرورة
(2)
.
(1)
تقدم تخريجه (ص 25).
(2)
المغني (1/ 314).