الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الحديث أصل في وجوب التوقف عما يشكل من الأمور والعلوم، فلا يقضى عليه بجواز أو بطلان، ولا بتحليل ولا تحريم، وقد أمرنا أن نؤمن بالكتب المنزلة على الأنبياء، إلا أن قراء الكتب من اليهود والنصارى قد حرّفوا وبدّلوا، ولا سبيل لنا إلى العلم بما هو صحيح منه، وأن ما يحكونه عن تلك الكتب هل هو مستقيم؟ فأمرنا بالتوقف فيه، فلا نُصدّقهم لئلا نكون شركاء معهم فيما حرّفوه وبدّلوه منه، ولا نكذب به؛ فلعله يكون صحيحًا فنكون منكرين لما أمرنا أن نؤمن، ونقول: آمنا بما أنزل اللَّه من كتاب. أفاده الخطابي في أعلام الحديث (3/ 1801).
• عن البراء أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللَّه لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللَّه:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} .
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4486) ومسلم في المساجد (525) كلاهما من حديث أبي إسحاق، عن البراء بن عازب فذكره واللفظ للبخاري.
وقوله: {إِيمَانَكُمْ} أي صلاتكم.
• عن ابن عباس قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا: يا رسول اللَّه! كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللَّه تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} .
حسن: رواه أبو داود (4680) والترمذي (2964) وأحمد (2691) وصحّحه ابن حبان (1717)
والحاكم (2/ 269) كلهم من طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ومن هذه الطرق طريقُ سفيان الثوري، عن سماك.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: إسناده حسن من أجل رواية سفيان الثوري عن سماك، فإنه روى عنه قديمًا، ورواية من روى عنه قديمًا مستقيمة.
• عن ابن عمر قال: بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباءإذ جاء جاءٍ فقال: أنزل اللَّه على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها فتوجهوا إلى الكعبة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4488) ومسلم في المساجد (525) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر فذكره واللفظ للبخاري.
• عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} فمرّ رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاه الفجر، وقد صلّوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حوّلت، فمالوا كما هو نحو القبلة.
صحيح: رواه مسلم في المساجد (527) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
ورواه البخاريّ (4489) بإسناده عن أنس قال: لم يبق ممن صلى القبلتين غيري.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} .
• عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا ربّ، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيدا، فذلك قوله جل ذكره: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. الوسط العدل".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (4487) عن يوسف بن راشد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد فذكره.
ورواه أيضًا في الاعتصام (7349) عن إسحاق بن منصور، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري مختصرًا.
وفي رواية أبي أسامة التصريح بالتحديث من الأعمش والبخاري رحمه اللَّه تعالى أحيانًا يأتي