الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فُقدتْ أمةٌ من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وُضِع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟ " قال أبو هريرة: فحدّثت هدا الحديث كعبا. فقال: آنت سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم. قال ذلك مرارا. قلت: أأقرأ التوراة؟
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (2997: 61) من طرق عن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
قال النووي: "ألا ترونها إذا وضعت لها ألبان الإبل" معنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل امتناع الفأرة من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل.
وقوله: "أأقرأ التوراة؟ " بهمزة الاستفهام وهو استفهام إنكار. ومعناه ما أعلم ولا عندي شيء إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا أنقل عن التوراة ولا غيرها من كتب الأوائل شيئًا بخلاف كعب الأحبار وغيره ممن له علم بعلم أهل الكتاب.
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "الْفَأْرَةُ مَسْخٌ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا لَبَنُ الْغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ وَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا لَبَنُ الإِبِلِ فَلَا تَذُوقُهُ" فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ . قَالَ: أَفَأُنْزِلَتْ عَلَيَّ التَّوْرَاةُ؟ .
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (2997: 62)، عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة فذكره.
قوله تعالى: {مَغْلُولَةٌ} أي بخيلة، فإن اليد الموثقة لا تُنفق بل تُمسِك. مثل قوله تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [سورة الإسراء: 29].
• عن عائشة قالت: من حدّثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئًا مما أنزل اللَّه عليه فقد كذب، واللَّه يقول:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} وزاد في رواية: قالت: ولو كان
محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئًا مما أنزل عليه، لكتم هذه الآية:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [سورة الأحزاب: 37].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4612)، عن محمد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن إسماعيل (وهو ابن أبي خالد)، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة فذكرته. ورواه مسلم في الإيمان (177: 287)، عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن إبراهيم (وهو ابن علية)، عن دواد (وهو ابن أبي هند)، عن الشعبي به. ثم قال مسلم (177: 288)، وحدثنا محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب (وهو الثقفي)، حدّثنا داود بهذا الإسناد نحو حديث ابن علية، وزاد: . . . . فذكر الزيادة المذكورة.
ونحوها عند البخاري من وجه آخر كما في الحديث الآتي:
• عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"اتق اللَّه وأمسك عليك زوجك". قالت عائشة: لو كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كاتما شيئًا، لكتم هذه الآية.
صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (7420) عن أحمد (يعني ابن سيار المروزي)، حدّثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس فذكره.
• عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي بن أبي طالب: هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب اللَّه، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.
صحيح: رواه البخاريّ في العلم (111)، عن محمد بن سلام قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن مطرف، عن الشعبي، عن أبي جحيفة قال: فذكره.
• عن عنترة بن عبد الرحمن قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال له: إنّ ناسا يأتونا، فيخبرونا أن عندكم شيئًا لم يُبده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للناس؟ فقال: ألم تعلم أن اللَّه تعالى قال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} . واللَّه ما ورثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء.
حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير (3/ 150) - عن أحمد بن منصور الرمادي، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا عباد، عن هارون بن عنترة، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل هارون بن عنتره فإنه حسن الحديث.
وقال ابن كثير: "هذا إسناد جيد".
وقد شهد الصحابة في أعظم المحافل وهي خطبة حجة الوداع بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلّغ ما أمر به.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: خطب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال: فذكر خطبة عظيمة وجاء فيها: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ. وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ" قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ "اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ اشْهَدْ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
صحيح: رواه مسلم في الحج (1218) من طرق عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبد اللَّه فقلنا: أخبرني عن حجة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكره مطولا.
قوله: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} قال ابن عباس: إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك، لم تُبلِّغ رسالته.
وقوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} أي يا محمد! بلّغ عني رسالتي، ولا تخف أنا حافظك وناصرك.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الآية يُحرس كما جاء في الصحيحين.
• عن عائشة تقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم سهر (ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت: فقلت: ما شأنك يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ ) قال: "ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة" إذ سمعنا صوت سلاح فقال: "من هذا" فقال: أنا سعد بن أبي وقاص، جئت لأحرسك، فنام النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية فسمعت غطيط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نومه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (2885)، ومسلم في فضائل الصحابة (2410) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن عائشة قالت فذكرته. واللفظ للبخاري. والذي في القوسين، ذكره أحمد (25093) وقد رواه من هذا الوجه.
وبعد نزول هذه الآية الكريمة أمر النبي صلى الله عليه وسلم الحراس للانصراف، قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرَس حتى نزلت هذه الآية: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فأخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة. فقال لهم: "يا أيها الناس! انصرفوا، فقد عصمني اللَّه عز وجل".
رواه الترمذيّ (3046)، وابن جرير في تفسيره (8/ 569)، والحاكم (2/ 313) كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا الحارث بن عبيد، عن سعيد الجُريري، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن عائشة فذكرته.
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري، عن عبد اللَّه بن شقيق قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرَس". ولم يذكروا فيه عن عائشة".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
والصحيح أنّه مرسل كما قال الترمذيّ. رواه ابن جرير في تفسيره من طرق عن ابن علية، عن الجريري، عن عبد اللَّه بن شقيق أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يعتقبه ناس من أصحابه. فلما نزلت:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} . خرج، فقال:"يا أيَّها الناس! الحقوا بملاحقكم، فإنّ اللَّه قد عصمني من الناس".
وهذا أصح فإنّ الحارث بن عبيد أخطأ في رفعه، وقد تكلم فيه من ناحية حفظه. وكذلك روي أيضًا مرسلًا عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس وغيرهم.
وهذه المراسيل قد اختلفت مخارجها وهي تقوي بعضها بعضًا. وقد روي مرفوعًا أيضًا عن أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد اللَّه، وابن عباس وهي كلها معلولة وهي قصة مشهورة في كتب السير والتاريخ.
ومن عصمة اللَّه لرسوله صلى الله عليه وسلم وحفظه ما جاء في الصحيح:
• عن جابر بن عبد اللَّه: أنه غزا مع رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نجد، فلما قَفَل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلةُ في واد كثير العِضاةِ، فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتفرَّق الناس يستظلُّون بالشجر، فنزلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلَّق بها سيْفَهُ، ونِمنا نومة، فإذا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال:"إن هذا اخترطَ عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظتُ وهو في يده صلْتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: "اللَّه" ثلاثًا، ولم يعاقبْهُ، وجلسَ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (2910)، ومسلم في الفضائل (842) كلاهما من حديث الزهري، حدثني سِنان بن أبي سنان الدؤلي، عن جابر فذكره.
واسم هذا الأعرابي غورث بن الحارث كما في البخاريّ (4136).
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1173) عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: "لما غزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بني أنمار، نزل على ذات الرقيع بأعلى نخل، فبينما هو جالس على رأس بئر قد دلي رجليه. فقال الوارث من بني النجار: لأقتلن هذا. فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له: أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به، قال: فأتاه فقال: يا محمد! أعطني سيفك أشيمه، فأعطاه إياه، فرعدت يده حتى سقط السيف من يده. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حال اللَّه بينك وبين ما تريد"، فأنزل اللَّه تعالى:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} .
وفيه موسى بن عبيد اللَّه ضعيف. ولذا قال أبن كثير في تفسيره: "هذا حديث غريب من هذا الوجه".
• عن أبي هريرة قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا، نظروا أعظم شجرة يرونها، فجعلوها للنبي صلى الله عليه وسلم، فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر،