الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن أبي أيوب قال: أنزل اللَّه عز وجل {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} ، فلما وعدنا إحدى الطائفتين أنها لنا، طابت أنفسنا. والطائفتان، عِير أبي سفيان، أو قريش.
حسن: رواه الطبري في تفسيره (11/ 47)، وابن أبي حاتم في تفسيره (8817) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أسلم أبا عمران التجيبي حدثه أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: فذكره. وإسناده حسن من أجل الكلام في ابن لهيعة وهي من رواية عبد اللَّه بن وهب عنه.
وقوله: {غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ} أي العير التي ليس فيها قتال. {الشَّوْكَةِ} أي الشدة. ويقال: السلاح.
وقوله: {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} فكان كما أراد اللَّه سبحانه وتعالى. وذلك في وقعة بدر التي كانت في السنة الثانية من الهجرة، يوم الجمعة، صبيحة السابع عشر من شهر رمضان.
5 - باب قوله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
• عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مدّ يديه، فجعل يهتف بربه:"اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض". فمازال يهتف بربه مادّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه. وقال يا نبي اللَّه: كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل اللَّه عز وجل {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} فأمدّه اللَّه بالملائكة.
قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ، يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول:"أقدم حيزوم". فنظر إلى المشرك أمامه، فخرّ مستلقيا، فنظر إليه، فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط. فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة". فقتلوا يومئذ سبعين وأُسروا سبعين.
قال أبو زميل: قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأبي
بكر وعمر: "ما ترون في هؤلاء الأسارى". فقال أبو بكر: يا نبي اللَّه هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى اللَّه أن يهديهم للإسلام. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما ترى يا ابن الخطاب". قلت: لا واللَّه يا رسول اللَّه! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى إنْ تمكنا، فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل، فيضرب عنقه، وتمكني من فلان -نسيبا لعمر- فأضرب عنقه. فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان. قلت: يا رسول اللَّه! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك. فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة". شجرة قريبة من نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم. وأنزل اللَّه عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله {طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فأحل اللَّه الغنيمة لهم.
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (1763)، من طرق عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو زميل سماك الحنفي، قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب، قال: فذكره.
• عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: -وهو في قبة يوم بدر-: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إنْ تشأْ لا تُعبد بعد اليوم". فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبك يا رسول اللَّه، ألححت على ربك، وهو يثب في الدرع، فخرج وهو يقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [سورة القمر: 45].
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (4875) من طريق خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: فذكره.
• عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: "ما تعدون أهل بدر فيكم؟ " قال: من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها، قال:"وكذلك من شهد بدرا من الملائكة".
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (3992)، عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير (وهو ابن عبد الحميد) عن يحيى بن سعيد (وهو الأنصاري)، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه -كان أبوه من أهل بدر- قال: فذكره.
• عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه