الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - باب قوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}
وقد حصل ذلك، وأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم.
• عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر، فشكا قطع السبيل. فقال:"يا عدي! هل رأيت الحيرة؟ ". قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال:"فإن طالتْ بك حياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدا إلا اللَّه" -قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيئ الذين قد سعروا البلاد- "ولئن طالت بك حياة، لتفتحن كنوز كسرى". قلت: كسرى ابن هرمز. قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحدا يقبله منه، وليلقين اللَّه أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له. فيقولن ألم أبعث إليك رسولا، فيبلغك، فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالا، وأفضل عليك، فيقول: بلى. فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره، فلا يرى إلا جهنم". قال عدي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بشقة تمرة، فمن لم يجد شقة تمرة، فبكلمة طيبة". قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا اللَّه، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة، لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:"يخرج ملء كفه".
صحيح: رواه البخاريّ في المناقب (3595) عن محمد بن الحكم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا سعد الطائي، أخبرنا مُحِلّ بن خليفة، عن عدي بن حاتم قال: فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (1016) من طريق عبد اللَّه بن معقل، عن عدي مقتصرا على قوله:"من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشقّ تمرة فليفعل".
• عن عائشة قالت سمعت رسول اللَّه يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى". فقلت: يا رسول اللَّه! إن كنت لأظن حين أنزل اللَّه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} أن ذلك تاما. قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء اللَّه، ثم يبعث اللَّه ريحا طيبة، فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم".
صحيح: رواه مسلم في الفتن (2907) من طرق عن خالد بن الحارث، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرته.
• عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء، فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال: من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا".
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2889) من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: فذكره.
• عن تميم الداري قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك اللَّه بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، يعز بعز اللَّه في الإسلام، ويذل به في الكفر".
وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافرا الذل والصغار والجزية.
صحيح: رواه أحمد (16957)، والحاكم (4/ 430)، وعنه البيهقي (9/ 181) من حديث صفوان ابن عمرو السكسكي، قال: حدثني سُليم بن عامر، عن تميم الداري، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
والصواب أنه على شرط مسلم فقط، فإن البخاري لم يخرج عن هؤلاء.
• عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر، ولا وبر إلا أدخله اللَّه كلمة الإسلام، بعز عزيز أو ذل ذليل، إما يعزهم اللَّه، فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم فيدينون لها".
صحيح: رواه أحمد (23814)، وصحّحه ابن حبان (6699)، والحاكم (4/ 430) كلهم من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت سُليم بن عامر، قال: سمعت المقداد بن الأسود، يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
والصواب أنه على شرط مسلم فقط، فإن البخاري لم يخرج عن سُليم بن عامر، وإنما أخرج له مسلم فقط.