الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري -وكان من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: -وهو يحدث عن فترة الوحي - قال في حديثه-: فبينا أنا أمشي سمعتُ صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فجئثت منه فرقا، فرجدت، فقلت: زملوني زملوني فدثروني فأنزل اللَّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} [سورة المدثر: 1 - 5]، وهي الأوثان قال: ثم تتابع الوحي.
متفق عليه: رواه البخاري في الوحي (4)، ومسلم في الإيمان (161: 255) كلاهما من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد اللَّه قال: فذكره. واللفظ لمسلم.
قلت: فأخذ القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم منجّما.
2 - باب آخر ما نزل من القرآن
• عن البراء بن عازب، قال: آخر سورة نزلت {بَرَاءَةٌ} وآخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ. . .} [سورة النساء: 176].
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4605)، ومسلم في الفرائض (1618) كلاهما من حديث شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: فذكره.
والمراد بالآخر هنا في شأن الفرائض.
• عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (4544) عن قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس فذكره.
وآية الربا هي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278]
• عن عمر بن الخطاب قال: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم يفسّرها، فدعوا الربا والريبة.
صحيح: رواه ابن ماجه (2276)، وأحمد (246) كلاهما من حديث ابن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: فذكره.
وإسناده صحيح، وابن أبي عروبة وهو سعيد بن أبي عروبة اختلط ولكن رواه يحيى بن سعيد عند أحمد، وخالد بن الحارث عند ابن ماجه، وكلاهما سمعا منه قبل الاختلاط.
استدل بهذا الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه تفسير جميع
القرآن أو غالبه. انظر: مقدمة أصول التفسير (ص 45).
تفسير القرآن المراد به تبيينه لقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]
• عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة قال: قال لي ابن عباس تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قال: صدقتَ.
صحيح: رواه مسلم في التفسير (3024) من طرق عن جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عبد المجيد بن سُهيل، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة فذكره.
• عن عبد اللَّه بن عمرو قال: آخر سورة أنزلت: المائدة والفتح.
حسن: رواه الترمذي (3062) عن قتيبة قال: حدثنا عبد اللَّه بن وهب، عن حُيي، عن ابن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: وهو كما قال، فإنه حسن من أجل حُيي وهو ابن عبد اللَّه المعافري مختلف فيه، رُمي بالوهم، ومِنْ وهْمه ذكر "المائدة" في هذا الحديث، والصحيح منه قوله:"سورة الفتح" فقط.
ومِنْ وهْمه أنه لم يذكر في رواية الحاكم في المستدرك (2/ 311) إلا سورة "المائدة" فقط دون "الفتح"، فالصحيح من قوله سورة الفتح، والمراد بها سورة النصر كما في حديث ابن عباس السابق.
• عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]
حسن: رواه النسائي في الكبرى (10/ 39 - 40) عن الحسين بن حريث، أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره. وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد فإنه حسن الحديث.
قلت: لا منافاة بين هذه الروايات فالمراد بآية الربا وقوله: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وآية الدَّين كما قال بعض أهل العلم، يعني أن هذه الايات ابتداءً من الآية رقم (278) إلى الآية رقم (282) نزلتْ دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، فأخبر كلٌّ بما عنده من العلم، وعبّر كلٌّ بآخر ما نزل.
قال البيهقي في الدلائل (7/ 139): "يجمع بين هذه الاختلافات إنْ صحّتْ بأن كلّ واحد أجاب بما عنده".
وقال غيره: "ليس فيه شيء مرفوع وكُلٌّ قال بما ظنّ فأطلقه بعض أهل العلم، وقيّده بعضهم إما بالحكم، وإما بالزمان.
ومثال الآية المقيّدة الحكم الحديث الآتي: