الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} أي مصدقة لما جاء به المسيح عليه السلام ومؤمنة به.
وقد دلّت الآية بأن مريم ليست بنبية وقد زعمت بعض الفرق الإسلامية بنبوتها ونبوة سارة أم إسماعيل، ونبوة أم موسى. والصحيح الذي عليه جمهور أهل السنة، هو أن اللَّه لم يبعث نبيًا إلّا من الرجال لقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [سورة يوسف: 109].
قوله: {عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} ذكر اللَّه داود وعيسى عليهما السلام لعلوّ شأنهما وإلّا فإنهم لُعنوا على لسان جميع أنبياء بني إسرائيل.
روي عن ابن عباس قال: "لعنوا بكل لسان، لعنوا على عهد موسى في التوراة، ولعنوا على عهد داود في الزبور، ولعنوا على عهد عيسى في الإنجيل، ولعنوا على عهد محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن".
وقوله: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} ولذا ذمّهم اللَّه.
وروي عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي، نهتهم علماؤهم، فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، وواكلوهم وشاربوهم، فضرب اللَّه قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود، وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون". وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متكئا، فجلس، فقال:"لا، والذي نفسي بيده، حتى تأطروهم على الحق أطرا".
رواه أبو داود (4336)، والترمذي (3047، 3048)، وابن ماجه (4006)، وأحمد (3713) كلهم من طريق علي بن بَذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره واللفظ لأحمد.
والصحيح أن أبا عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه. ومشاه غير واحد بأن الحديث عن بعض أهل البيت. فلعله سمعه عن بعض أهله، عن أبيه.
قال الترمذيّ: "قال عبد اللَّه بن عبد الرحمن (هو شيخ الترمذيّ): قال يزيد: وكان سفيان الثوري لا يقول فيه عن عبد اللَّه".
ثم قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب. وقد رُوي هذا الحديث عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن علي بن بَذيمة، عن أبي عبيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل". انتهى.
وقول الترمذيّ "حسن غريب" لعلّه من باب حديث أهل البيت، وإلّا فالترمذي ممن يرى أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.