الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحيح: رواه النسائي (4068)، وأحمد (2218)، وصحّحه ابن حبان (4477)، والحاكم (2/ 142) كلهم من حديث داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
وفي بعض الروايات: ثم ندم الرجل فأرسل إلى قومه: سلوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن فلانا ندم، وإنه قد أمرنا أن نسألك: هل من توبة؟ فنزلت: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} قال: فحملها إليه رجل من قومه، فقرأها عليه، فقال الحارث: إنك واللَّه ما علمت لصدوق، وإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن اللَّه لأصدق الثلاثة، قال: فرجع الحارث، فأسلم، فحسن إسلامه.
رواه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 131) إلا أنه لم يثبت في الأخبار الصحيحة أن اسمه الحارث ابن سويد، لأن الحارث هذا مخزومي، وليس بأنصاري، فإن المشهور الذي جاء ذكره في الأخبار الصحيحة أنه أنصاري، وكذا قال أيضًا الحافظ ابن حجر في "الإصابة".
14 - باب قوله: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)}
• عن أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب.
قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قام أبو طلحة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إن اللَّه تبارك وتعالى يقول:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة للَّه أرجو برها وذخرها عند اللَّه، فضعها يا رسول اللَّه حيث شئت، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بَخْ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيه، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين" فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول اللَّه، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
متفق عليه: رواه مالك في الصدقة (2) عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: فذكره. ورواه البخاريّ في التفسير (4554) ومسلم في الزكاة (998) كلاهما من طريق مالك به.
وزاد البخاري في التفسير (4555) من وجه آخر عن أنس قال: فجعلها لحسَّان وأبي وأنا أقرب إليه، ولم يجعل لي منها شيئًا.