الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي أمره بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ما يصيبه في سبيل الدعوة، وأكثر من يصيب البلاء في ذلك هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما جاء في الحديث:
• عن سعد بن أبي وقاص، قال: قلت: يا رسول الله! أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثمَّ الأمثل، فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صُلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة ابتُلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتَّى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة".
حسن: رواه الترمذي (2398)، وابن ماجه (4023)، وأحمد (1481)، وصحّحه ابن حبان (2900) كلهم من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، فذكره.
قال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: إسناده حسن فقط؛ لأنَّ عاصما وهو ابن بَهدلة، حسن الحديث.
أي نهى الله عز وجل عن الكبر والاستعلاء، وأمر بالتواضع، وقد جاء في الحديث:
• عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبْر" قال رجل: إنّ الرّجلَ يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونعلُه حسنةً. قال:"إنّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال" الكِبر بَطَرُ الحقّ، وغَمْط النّاس".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (91) من طرق عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقَيميّ، عن إبراهيم النخعيّ، عن علقمة، عن ابن مسعود، فذكره.
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رُبّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (2622) عن سعيد بن سعيد، حدثني حفص بن ميسرة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر". قال يا رسول الله: ما الإسلام؟ قال: "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال يا رسول الله: ما الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنّك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك". قال يا رسول الله: متى السّاعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدّثك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمةُ ربَّها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رُعاةُ الإبل البُهْم في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله"، ثم تلا صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ردُّوا عليّ الرجلَ" فأخذوا لِيردّوه فلم يروا شيئًا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل جاء ليعلّمَ الناس دينهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4777)، ومسلم في الإيمان (9) كلاهما من طريق أبي حيّان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
ورواه مسلم (10) عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن عمارة - وهو ابن القعقاع - عن أبي زرعة به، وزاد في أول الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سلوني" فهابوه أن يسألوه، فجاء رجل، فجلس عند ركبتيه، فقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ فذكر نحوه، وزاد عند ذكر الإيمان قوله:"وتؤمن بالقدر كله" وبقية الحديث نحو ما ذكر من قبل.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلّا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفسٌ بأيّ أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر".
صحيح: رواه البخاريّ في الكسوف (1039) عن محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
• عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتح الغيب خمس: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} ".
صحيح: رواه البخاري في التفسير (4627) عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: فذكره. ورواه (4778) من طريق عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر فذكره.
• عن رجل من بني عامر: أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: "اخرجي إليه فإنه لا يحسن الاستئذان، فقولي له: فليقل: السلام عليكم آدخل؟ "، قال: فسمعته يقول ذلك، فقلت: السلام عليكم، آدخل؟ قال: فأذن، أو قال: فدخلت، فقلت: بم أتيتنا به؟ قال: "لم آتكم إلا بخير، أتيتكم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له - قال شعبة: وأحسبه قال - وحده لا شريك له -، وأن تَدَعُوا اللات والعزى، وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات، وأن تصوموا من السنة شهرا، وأن تحجوا البيت، وأن تأخذوا من أموال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم"، قال: فقال: هل بقي من العلم شيء لا تعلمه؟ قال: "قد علم الله خيرا، وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله، الخمس:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} .
صحيح: رواه أحمد (23127) - واللفظ له -، وأبو داود (5179)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (316) كلهم من طريق شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل من بني عامر فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (5178) من وجه آخر عن منصور، عن ربعي بن حراش قال: حُدثت أن رجلا من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
فلعل ربعي بن حراش سمع الحديث أولا بالواسطة عن رجل من بني عامر، ثم سمعه منه بدون واسطة، وجهالة الصحابي لا تضر، والحديث له أصول كثيرة.
• عن عبد الله بن مسعود: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} .
حسن: رواه أحمد (3659)، وأبو يعلى (5153) كلاهما من طريق عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سلمة وهو المرادي فإنه حسن الحديث.
وفي معناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان.
وقوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} أي شقي أو سعيد، سليم أو معاق، طويل أو قصير، غني أو
فقير، يموت أو يحيى، والأطوار التي يمر بها من نطفة وعلقة ومضغة، هذه كلها من الغيبيات لا يعلمها أحدٌ بالدقة واليقين إلا الله سبحانه وتعالى.
قوله: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} أي ليس أحد من الناس يدري أين يقع له الموتُ في برّ أو بحرٍ أو سهل أو جبل، والعلم عند الله، فإذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، كما جاء في الحديث:
• عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه، فتقول الأرض يوم القيامة: رب هذا ما استودعتني".
صحيح: رواه ابن ماجه (4263) والحاكم (1/ 41) كلاهما من طرق عن عمر بن علي قال: أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. واللفظ لابن ماجه. وإسناده صحيح. والكلام عليه مبسوط في الجنائز.
• عن أبي عزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة".
صحيح: رواه الترمذي (2147)، وأحمد (15539)، والبخاري في الأدب المفرد (780)، وصحّحه ابن حبان (6151)، والحاكم (1/ 42) كلهم من حديث إسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزة فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جعل الله ميتة عبدٍ بأرض إلا جعل له بها حاجة".
صحيح: رواه عبد الرزاق (20996) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (1/ 144) - عن معمر، عن أيوب، عن أبي المليح، عن أسامة بن زيد فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 196): "رجاله رجال الصحيح".
• عن مَطِر بن عُكامِس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله لعبدٍ أن يموت بأرض جعل له إليها حاجةً".
صحيح: رواه الترمذي (2146)، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه (21982)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 400)، والحاكم (1/ 42) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن مَطِر بن عُكامس فذكره. وإسناده صحيح.
وقد اختلف في صحبة مطر بن عكامس فجمهور أهل العلم من المصنفين في الصحابة ذكروه من الصحابة، وليس له إلا هذا الحديث الواحد. وكذا قال الترمذي أيضا.