الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب قوله: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}
وقوله: أي: أن الإنسان يدعو أحيانا بالشر كدعائه بالخير في حالات الغضب وضيق النفس ونحوها، وهذا من جهل الإنسان وعجلته، ولكن الله قد لا يستجيب له رحمة منه وفضلا، وقد جاء النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والمال، كما في الصحيح:
• عن جابر بن عبد الله قال: "سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه، فركبه، ثم بعثه، فتلدَّن عليه بعض التلدُّن، فقال له: "شأ لعنك الله". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا اللاعن بعيره؟ " قال: أنا يا رسول الله. قال: "انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (3009) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر بن عبد الله في حديث طويل.
3 - باب قوله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)}
أي: أن كل إنسان محفوظ له عمله، قليله وكثيره، خيره وشره، فكله مكتوب له، وهو الذي يجازي، ويحاسب عليه، وهو الذي يدل عليه آخر الآية.
وقوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} أي أن الله عز وجل لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه.
والذين لم تبلغهم الدعوة، ولم تقم عليهم الحجة في الدنيا يمتحنون يوم القيامة، كما جاء في الحديث:
• عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة يوم القيامة - يعني يدلون على الله عز وجل بحجة -: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا. وأما الأحمق
فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا. وأما الذي مات في الفترة، فيقول: رب، ما أتاني رسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطِيعنَّه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال:"فوالذي نفس محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما".
حسن: رواه البيهقي في القضاء والقدر (3/ 910 - 911) بإسناده عن علي بن عبد الله، نا معاذ، نا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه الإمام أحمد (16302) عن علي بن عبد الله، بإسناده، وقال في آخره:"فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يدخلها يُسحب إليها".
قال البيهقي: "هذا إسناد صحيح".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في معاذ، وهو ابن هشام الدستوائي غير أنه حسن الحديث، وقد احتج به الشيخان.
وأما ما روي عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيسألهم ربهم تبارك وتعالى، فيقولون: ربنا لم ترسل إلينا رسولا، ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعوني، فيقولون: نعم، فيأمرهم أن يعمدوا جهنم، فيدخلونها، فينطلقون حتى إذا دنو منها وجدوا لها تغيظا وزفيرا، فرجعوا إلى ربهم، فيقولون: ربنا أخرجنا منها، أو أجرنا منها. فيقول لهم: ألم تزعمون أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني. فيأخذ على ذلك مواثيقهم، فيقول: اعمدوا لها، فادخلوها. فينطلقون حتى إذا رأوها، فرقوا، فرجعوا، فقالوا: ربنا فرقنا منها، ولا نستطيع أن ندخلها. فيقول: ادخلوها داخرين. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما".
رواه البزار من طريقين: إحداهما (4169) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا ريحان بن سعيد، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان.
والثانية: (4170) عن يحيى بن محمد السكن، قال: نا إسحاق بن إدريس، قال نا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة به نحوه.
وعياد بن منصور ضعيف، وإسحاق بن إدريس قال النسائي:"متروك الحديث". وقال الدارقطني: "منكر".
وأصل حديث ثوبان في صحيح مسلم في الفتن (2889) من طرق عن حماد عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان مختصرا، كما ذكر في الفتن، والزيادة التي ذكرها البزار منكرة، ولذا قال: "هذا الحديث عن ثوبان لا نحفظه إلا من هذا الطريق الذي ذكرناه، ولا نعلم رواه عن أيوب، عن أبي