الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} أي: نحن على الهدى والرشاد، فقال اللَّه تعالى:{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} أي: أنهم على الكفر والضلال والنفاق فهم مفسدون حقا وإن كانوا يدّعون أنهم يحسنون صنعًا.
{وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} من جهلهم وبغضهم للَّه ولرسوله ولكتابه.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي: للمنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر فإنهم كانوا يقولون فيما بينهم هل نحن نؤمن كما آمن هؤلاء السفهاء -يعني أصحاب محمد-؟ فرد اللَّه عليهم بقوله: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ} .
والسفيه: هو الذي يجهل مصالح نفسه، فيضرها وهذه الصفة منطبقة عليهم.
قوله: {إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} : أي رؤسائهم وكبرائهم، وهم أحبار اليهود والكفار والمشركين.
والمراد بالشياطين هنا شياطين الانس، لأن الشياطين يكونون من الانس كما يكونون من الجن لقوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]، وشياطين الانس هم من يظهر أمام الناس بأنه مخلص له في عمله وقوله، وهو من أفسق الناس وأفسدهم.
وقوله: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} : أي نسخر بأصحاب محمد فنقول لهم: نحن مؤمنون كما أنتم مؤمنون.
وردّ اللَّه عليهم بقوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} : أي على وجه المقابلة لا على وجه الاطلاق، لأنه في حال المقابلة، يدل على القوة والكمال والعدل، دون حال الابتداء فإنه يدل على الذم، ولذا روي عن ابن عباس:"يسخر بهم للنقمة منهم".
وكذلك قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54] وكذلك قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142] وأشباه ذلك كثير في كتاب اللَّه. وقوله: {وَيَمُدُّهُمْ} : أي يملي لهم، ويمهلهم.