الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما ابن عدي فلم يقل فيه شيء، وإنما ذكر له حديثين منكرين وليس هذا منها.
• عن أبي أمامة أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، اشتريت مقسم بني فلان، فربحت فيه كذا وكذا، قال:"ألا أنبئك بما هو أكثر منه ربحا؟ " قال: وهل يوجد؟ قال: "رجل تحلَّم عشر آيات" فذهب الرجل، فتعلَّم عشمر آيات، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره.
صحيح: رواه الطبرانيّ في الكبير (8/ 311) والأوسط (2893) والحاكم (1/ 556) كلاهما من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي أمامة، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 165): "رواه الطبرانيّ في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح".
وفي معناه ما روي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه".
رواه الترمذيّ (2909) وعبد اللَّه بن أحمد في زوائده على المسند (1318) كلاهما من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
وعبد الرحمن بن إسحاق هو ابن الحارث الواسطي، ضعَّفه ابن معين، وقال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث.
والنعمان بن سعد مجهول، لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق، ولم يوثّقه إلا ابن حبان، فقد ذكره فى ثقاته.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن للَّه أهلين من الناس" قالوا: يا رسول اللَّه من هم؟ قال: "هم أهل القرآن، أهل اللَّه وخاصَّته".
حسن: رواه ابن ماجه (215) وأحمد (12279) وصحَّحه الحاكم (1/ 556) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن بُديل (هو: ابن ميسرة العقيلي البصري)، عن أبيه، عن أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بُديل فإنه حسن الحديث.
قال البوصيري: "إسناده صحيح".
5 - باب منزلة صاحب القرآن
• عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقْرَأْ وَارْقَ، ورتِّل كما كنت ترتِّلُ في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".
حسن: رواه أبو داود (1464)، والترمذي (3141)، وأحمد (6799)، وصحَّحه ابن حبان (766)، والحاكم (1/ 552) كلهم من طرق عن سفيان (هو الثوري)، حدثني عاصم بن بهدلة، عن
زِرّ، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن أبي هريرة عن النبي قال: "يجيء القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حلّه فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقْرَأْ وَارْقَ، ويزاد بكل آية حسنة".
حسن: رواه الترمذيّ (2915)، وصحّحه الحاكم (1/ 552) كلاهما من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن".
ورواه الترمذيّ أيضًا (2915) عن محمد بن بشار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة نحوه، ولم يرفعه.
وقال: "وهذا أصح عندنا من حديث عبد الصمد، عن شعبة".
قلت: هو كما قال، فإن محمد بن جعفر من أثبت الناس في شعبة، وتابع شعبة على الوقف زائدة بن قدامة عند ابن أبي شيبة (30670)، وزيد بن أبي أنيسة عند الدارميّ (3354).
ولكن مثل هذا مما لا يقال بالرأي، فلعل الصحابي نفسه حدَّث في المجلسين مرة موقوفًا ومرة مرفوعًا؛ لأن عبد الصمد بن عبد الوارث لم ينفرد عن شعبة على الرفع، بل تابعه أبو قتيبة سلم بن قتيبة عند أبي نعيم في الحلية (7/ 206)، وسلم بن قتيبة هو الشعيري، وثّقه أبو زرعة وأبو داود، وقال ابن معين وأبو حاتم: ليس به بأس.
وهذه المتابعة تقوي ما قلت بأن الصحابي حدَّث بهذا الحديث في مجلسين، فذكر في أحدهما موقوفًا، وفي الآخر مرفوعًا، وهذا أولى من تخطئة أحد الطريقين.
وفي معناه أيضًا ما رُوي عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد قال: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقره وارقه، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها".
رواه أحمد (10087) عن وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، فذكره موقوفًا.
ورواه ابن ماجه (3780) من طريق عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره بنحوه، وعطية العوفي ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.