الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينهى اللَّه تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء. فإن النصارى غلوا في عيسى ابن مريم. فرفعوه فوق المنزلة التي أعطاه اللَّه إياها. حتى جعلوه إلها من دون اللَّه. فعبدوه كما يعبدون اللَّه. ولذا نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتباعه أن يغلوا فيه.
• عن عمر يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده. فقولوا: "عبد اللَّه ورسوله".
صحيح: رواه البخاريّ في الأنبياء (3445)، عن الحميدي، حدّثنا سفيان قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، سمع عمر يقول على المنبر سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
• عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البرية. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذاك إبراهيم".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (2369)، من طرق، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك فذكره.
• عن أنس بن مالك أن رجلا قال: يا محمد! يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس عليكم بتقواكم، لا يستهوينّكم الشيطان، أنا محمد بن عبد اللَّه، عبد اللَّه ورسوله، واللَّه ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني اللَّه".
صحيح: رواه أحمد (12551)، وصحّحه ابن حبان (6240) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: {وَكَلِمَتُهُ} أي خلقه اللَّه بكلمته "كن".
وقوله: {أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} بواسطة جبريل، فصار بشرا من غير أب.
وقوله: {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي روح من الأرواح، وإضافة هذا الروح إلى اللَّه تشريفا له. وقيل: الروح هو جبريل كقوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17] فنفخ جبريل فيها من روحه فصار عيسى ابن مريم.
إذا كانت هذه حقيقة عيسى عليه السلام بأنه خلق من خلقه. فلا تقولوا: ثلاثة أي الأب،