الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
60 - كتاب تفسير القرآن العظيم
1 - تفسير سورة الفاتحة وهي مكية، وعدد آياتها 7
1 - باب أسماء سورة الفاتحة
لها ثلاثة أسماء معروفة وهي: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني.
وتسمى أيضًا بأم الكتاب.
قال البخاريّ رحمه اللَّه تعالى في تفسير سورة الفاتحة: "وسميت أم الكتاب، لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة".
وقد كره بعض السلف تسميتها بأم الكتاب وقالوا: أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، جمع أنه جاء ذكرها بأم الكتاب في الأحاديث الصحيحة.
وتسمى أيضًا كما جاء في الآثار: الكنز، والوافية، والشافية، والكافية، والحمد، والحمد للَّه، والصلاة، والشفاء، والأساس، والشكر، والدعاء.
ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 106) وقال: "جمعتُها من الآثار".
2 - باب ما ورد في فضل سورة الفاتحة
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (4704) عن آدم، حدّثنا ابن أبي ذئب، حدّثنا سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه الترمذيّ (3124) من وجه آخر عن أبي علي الحنفي، عن ابن أبي ذئب بإسناده وجاء فيه:"الحمد للَّه أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني".
وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن أبي سعيد بن المعلّى قال: كنت أصلي، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، قلت: يا رسول اللَّه إني كنت أصلي، قال: ألم يقل اللَّه {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: 24] ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ " فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول اللَّه، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة من القرآن، قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} "هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".
صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (5006) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلّى فذكره.
وأما ما رواه مالك في الصلاة (40) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه، فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده على يده، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد فقال:"إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة، ما أنزل اللَّه في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها" قال أبي: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول اللَّه! السورة التي وعدتني، قال:"كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ " قال: فقرأت: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حتى أتيت على آخرها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هي هذه السورة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت" فهذا منقطع، فإن أبا سعيد مولى عامر بن كريز تابعي من موالي خزاعة، وليس هو أبو سعيد بن المعلى الراوي في الحديث الذي قبله فإنه صحابي أنصاري.
وأما قصة أبي بن كعب فقد جاء من وجه آخر صحيح وهو الآتي، نبّه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة.
• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أبي" وهو يصلي فالتفت أبي ولم يجبه، وصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وعليك السلام، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك". فقال: يا رسول اللَّه إني كنت في الصلاة، قال:"أفلم تجد فيما أوحي إلي أن {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: 24] قال: بلى، ولا أعود إن شاء اللَّه قال: "أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " قال: نعم يا رسول اللَّه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كيف تقرأ في الصلاة؟ " قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته".
صحيح: رواه الترمذيّ (2875)، والنسائي (914)، وأحمد (9345) وصحّحه ابن خزيمة (861)، وابن حبان (775)، والحاكم (1/ 557، و 2/ 354) كلهم من حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره، واللفظ للترمذي، وا ختصره البعض.
وقال الترمذيّ: "حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط مسلم".
• عن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا، فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيب، فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية، أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي -أو نسأل- النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدّمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (5007) ومسلم في السلام (66: 2201) كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أخيه معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
• عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه، فالتفت إليه فقال:"ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ ". قال: فتلا عليه {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
صحيح: رواه النسائيّ في اليوم والليلة (723) وصحّحه ابن حبان (774) والحاكم (1/ 560) كلهم من حديث علي بن عبد الحميد المعني، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك فذكره.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
• عن عبد اللَّه بن جابر قال: انتهيت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه، فلم يرد علي، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه، فلم يرد علي، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه، فلم يرد علي، فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا خلفه، حتى دخل على رحله ودخلت أنا المسجد، فجلست كئيبا حزينا، فخرج علي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد تطهر فقال:"عليك السلام ورحمة اللَّه، وعليك السلام ورحمة اللَّه، وعليك السلام ورحمة اللَّه" ثم قال: "ألا أخبرك يا عبد اللَّه بن جابر بخير سورة في القرآن؟ " قلت: بلى يا رسول اللَّه، قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} "اقرأ حتى تختمها".