الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا". قال: فتقدم الفتيان، ولزم المشيخة الرايات، فلم يبرحوها. فلما فتح اللَّه عليهم، قالت المشيخة: كنا ردءا لكم، لو انهزمتم لفئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم، ونبقى، فأبى الفتيان، وقالوا: جعله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لنا، فأنزل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . يقول: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا، فأطيعوني؛ فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.
وفي لفظ: "من قتل قتيلا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرا فله، كذا وكذا". وزاد في رواية: فقسمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالسواء.
صحيح: رواه أبو داود (2737)، والحاكم (2/ 131 - 132)، -وعنه البيهقي (6/ 291) - كلاهما من طريق خالد بن عبد اللَّه الواسطي، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، فقد احتج البخاريّ بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود بن أبي هند". وقال الذهبي: "قلت: "هو على شرط البخاريّ".
والزيادة المذكورة بلفظين قد رواها أبو داود (2738، 2739)، والبيهقي (6/ 292، 6/ 315) من طرق عن داود بن أبي هند به. وإسناده صحيح أيضًا.
• عن ابن عباس قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} ، قال: الأنفال المغانم كانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خالصة، ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سِلْكًا فهو غُلول. فسألوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم منها، قال اللَّه:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} قل: الأنفال لي جعلتها لرسولي، ليس لكم فيها شيء. {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، ثم أنزل اللَّه {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الأنفال: 41]. ثم قسم ذلك الخُمس لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولمن سمي في الآية.
حسن: رواه الطبريّ في تفسيره (11/ 19 - 20)، وابن أبي حاتم في تفسيره (8766)، والبيهقي (6/ 293) كلهم من طريق عبد اللَّه بن صالح، حدّثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن صالح فإنه حسن الحديث، إذا كان له أصلًا.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: نزلت فيّ أربع آيات، أصبت سيفا، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، نفلنيه. فقال:"ضعه". ثم قام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ضعه من حيث أخذته". ثم قام، فقال: نفلنيه يا رسول اللَّه. فقال: "ضعه". فقام، فقال: يا رسول اللَّه نفلنيه أأُجعَل كمن لا غناء له؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ضعه من حيث أخذته". قال: فنزلت هذه الآية {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} .
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (34: 1748)، من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، فذكره.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر بسيف، فقلت: يا رسول اللَّه إن اللَّه قد شفى صدري اليوم من العدو، فهب لي هذا السيف. قال:"إنّ هذا السيف ليس لي ولا لك". فذهبت وأنا أقول: يعطاه اليوم من لم يُبْلِ بلائي! فبينا أنا، إذ جاءني الرسول، فاتال:"أجب". فظننت أنه نزل في شيء بكلامي، فجئت، فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّك سألتنى هذا السيف، وليس هو لي ولا لك، وإن اللَّه قد جعله لي فهو لك، ثم قرأ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} إلى آخر الآية.
حسن: رواه أبو داود (2740)، واللفظ له، والترمذي (3079)، وأحمد (1538)، والحاكم (2/ 132) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد ابن أبي وقاص، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: "إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فإنه حسن الحديث".
قال أبو داود عقب الحديث (2740): "قرأة ابن مسعود: {يَسْأَلُونَكَ النَّفَلِ} .
وقيل: إن قوله تعالى: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} منسوخ بقول اللَّه عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [سورة الأنفال: 41]، كانت الغنائم يومئذ للنبي صلى الله عليه وسلم، فنسخها اللَّه عز وجل بالخمس.