الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للبائع (1)، ولكن هذا التأويل ضعيف واهن؛ لأن الحديث صحيح وعبارته عامة مطلقة، فلا ينقض بحديث ضعيف.
وأجاز الجمهورفسخ الزواج للإعسار أو العجز عن النفقة، والفرقة طلاق عند المالكية، فسخ عند الشافعية والحنابلة لا تجوز إلا بحكم القاضي، وجوازها لدفع الضرر عن الزوجة. ولم يجز الحنفية التفريق بسبب الإعسار؛ لأن الله تعالى أوجب أنظار المعسر بالدين في قوله تعالى:{وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} [البقرة:280/ 2](2).
7 - الفسخ بسبب البطلان أو الفساد أو الردة في الزواج:
(51)
- هناك فوارق بين البطلان والفساد منها: استحقاق الفسخ (3):
فالباطل لا يحتاج إلى فسخ؛ لأنه معدوم لم يوجد، والفسخ يرد على عقد قائم كالعقد المشتمل على أحد الخيارات، وغير ذلك مما ذكر في أسباب الفسخ.
وأما الفاسد: فيستحق الفسخ رعاية لأحكام الشرع، إما بإرادة أحد العاقدين، أو بإرادة القاضي لأن إزالة الفساد واجب شرعاً، وبالفسخ يرتفع الفساد (4).
(1) تكملة فتح القدير مع العناية: 330/ 7 - 331، طبع التجارية، تكملة فتح القدير: 279/ 9، طبع دار الفكر- بيروت.
(2)
الدر المختار: 903/ 2، الفروق: 145/ 3، الشرح الصغير: 745/ 2، مغني المحتاج: 442/ 3، المغني: 573/ 7.
(3)
سيأتي بحث الموضوع في عقد البيع.
(4)
البدائع: 300/ 5.
ويبقى حق الفسخ قائماً، ولو بعد التنفيذ حتى يزول سببه إلا إذا وجد أحد موانع الفسخ وهي (1):
1 -
هلاك المعقود عليه أو استهلاكه أو تغيير شكله واسمه كطحن القمح، وخبز الدقيق.
2 -
الزيادة المتصلة غير المتولدة من الأصل، كخلط الدقيق بالسمن أو العسل، والبناء على الأرض، وصبغ الثوب. أما أنواع الزيادات الأخرى وهي الزيادة المتصلة المتولدة كالسمن والجمال، والزيادة المنفصلة المتولدة كالولد والثمرة، أو غير المتولدة كالكسب والغلة، فلا تمنع الفسخ والرد.
3 -
التصرف بالشيء المقبوض بعقد فاسد من قبل القابض، كالبيع والهبة والرهن والوقف.
ويلاحظ أن حق الفسخ بسبب الفساد يورث، فلو مات أحد العاقدين، جاز لورثته أو للعاقد الآخر فسخ العقد بعد الموت.
(52)
- ويفسخ الزواج باتفاق المذاهب بسبب ردة أحد الزوجين (2)، لأن الردة تتضمن تبييت الغدر والحقد والعداوة للمسلمين، فلا يناسبها بقاء الحياة الزوجية التي ينبغي أن تقوم على الوفاء والصفاء والحبّ والوئام والسلام، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {ولا تَنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشركة، ولو أعجبتكم، ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا، ولعبد مؤمن خير
(1) البدائع: 300/ 5 - 302، فتح القدير: 231/ 5، 302، رد المحتار: 137/ 4، مجمع الضمانات: ص 216.
(2)
فتح القدير: 21/ 3، بداية المجتهد: 70/ 2، تحفة الطلاب للأنصاري: ص 326، المغني: 56/ 7 ومابعدها.