الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الكسب والأدب
طلب الكسب لازم،
منحة السلوك
كتاب الكسب والأدب
أقول: هذا عاشر الأبواب العشرة التي رتبها المصنف، الذي يختم به الكتاب.
والكسب: مصدرٌ من كسب يكسب، وهو: اسم لعمل يجر العامل إلى نفسه به نفعًا، أو يدفع عن نفسه ضرًا عاجلًا، أم آجلًا. وإن عمل الآخرة يسمى كسبًا؛ لما فيه من جلب منفعة، أو دفع مضرة، آجلًا.
والسنة إنما تسمى كسبًا؛ لأن فاعلها يجر إلى نفسه منفعةً عاجلة، أو يدفع عن نفسه مضرة حالَّة
(1)
.
والأدب: التخلق بالأخلاق الحميدة، والخصال المرضية
(2)
.
[حكم طلب الكسب]
قوله: طلب الكسب لازم.
أمَّا شرعية الكسب: فبقوله تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267] يعني: بالتجارة، {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [البقرة: 267] أي:
(1)
لسان العرب 1/ 716، مادة كسب، القاموس المحيط 4/ 47 مادة ك س ب، مختار الصحاح ص 237 مادة ك س ب، المصباح المنير 2/ 532، مادة كسبت، مجمل اللغة ص 923، باب الكاف والسين وما يثلثهما مادة كسب، التعريفات ص 198، معجم مقاييس اللغة 5/ 179، باب الكاف والسين وما يثلثهما مادة كسب.
(2)
لسان العرب 1/ 206، مادة أدب، القاموس المحيط 1/ 122، مادة أدب المصباح المنير 1/ 9، مادة أدبته، مجمل اللغة ص 48، باب الألف والدال وما يثلثهما مادة أدب، المغرب ص 22 مادة الأدب، التعريفات ص 32، أنيس الفقهاء ص 228، المطلع على أبواب المقنع ص 396.
كطلب العلم.
منحة السلوك
بالزراعة. وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحرفة أمانٌ من الفقر"
(1)
؛ ولأن في ترك الكسب تعطلًا وتبطلًا وأنه مذموم شرعًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يبغض الصحيح الفارغ"
(2)
.
وأمَّا لزومه: فلأنه سببٌ إلى إقامة ما هو فرضٌ، وهو قوته وقوت عائلته، وقضاء دينه لما يجيء الآن.
قوله: كطلب العلم. أي: كما أنَّ طلب العلم لازم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلم" رواه ابن ماجه
(3)
.
(1)
لم أقف عليه.
(2)
قال الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 147 ذكره في المختصر وقال لم يوجد.
(3)
1/ 81 في المقدمة، باب فضل العلماء، والحث على طلب العلم رقم 224 عن أنس، والبيهقي في الشعب 2/ 254 باب طلب العلم رقم 1664، ومسند الشهاب 1/ 135 رقم 174، وأبو يعلى 5/ 223 رقم 2837، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه 1/ 44، والطبراني في الكبير 10/ 240، وابن عساكر في التاريخ 1/ 248، والعقيلي في الضعفاء 1/ 230، وابن عدي في الكامل 1/ 277، والطبراني في الصغير 1/ 48 رقم 22، وأبو نعيم في الحلية 8/ 323.
قال في الزوائد 1/ 94: إسناده ضعيف، لضعف حفص بن سليمان.
وقال السيوطي: في الدرر المنتثرة ص 137: سئل الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله عن هذا الحديث فقال: إنه ضعيف، أي: سندًا، وإن كان صحيحًا أي: معنى، وقال تلميذه جمال الدين المزي: هذا الحديث روي من طرف تبلغ رتبة الحسن، وهو كما قال: فإني رأيت له خمسين طريقًا، وقد جمعتها في جزء.
ورواه الخطيب البغدادي في التاريخ 4/ 207.
وقال: وله طرف كثيرة عن أنس بن مالك
…
وليس منها طريق تقوم به الحجة.
وأخرجه الخطيب في الرحلة في طلب الحديث برقم 1، 2، 3، والسيوطي في اللآليء =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المصنوعة 1/ 193، وقال ابن حبان: باطل لا أصل له. وانظر تاريخ البخاري 4/ 357.
قال السيوطي في الدرر المنتثرة ص 137: قال ابن عبد البر: يروى عن أنس من وجوه كثيرة، كلها معلولة، لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد.
وقال البزار: روي عن أنس بأسانيد واهية.
وقال البيهقي في الشعب 2/ 254: متنه مشهور، وإسناده ضعيف، وقد روي من أوجه كلها ضعيفة.
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 75: قال الإمام أحمد: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء ا. هـ. وكذا قال إسحاق بن راهويه: إنه لم يصح. أما معناه فصحيح.
وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: إنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه إسناد، ومثل به ابن الصلاح للمشهور الذي ليس بصحيح، وتبعه في ذلك الحاكم أيضًا.
وقال السيوطي في الدرر المنتثرة ص 137 رقم 283: وفي كل طرقه مقال.
وقال السيوطي أيضًا: جمعت له خمسين طريقًا، وحكمت بصحته لغيره، ولم أصحح حديثًا لم أسبق لتصحيحه سواه.
وقال أيضًا: وعندي أنه بلغ رتبة الصحيح.
وقال ابن الجوزي في العلل 1/ 72: هذه الأحاديث كلها لا تثبت.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 216: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حبان: وهذا الحديث باطل لا أصل له.
وقال في أسنى المطالب ص 192: طرقه ضعيفة.
من طرق عن الصحابة منهم أنس، وجابر، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وعلي، وأبي سعيد، وغيرهم رضي الله عنهم.
وانظر تمييز الطيب ص 116، المقاصد ص 275، كشف الخفاء 2/ 56، اللآليء المصنوعة 1/ 193، تنزيه الشريعة 1/ 258، الفوائد المجموعة ص 272، تذكرة الموضوعات 17، مجمع الزوائد 1/ 119، جامع بيان العلم 1/ 7، الكامل 1/ 183، لسان الميزان 1/ 64، جامع العلم للقرطبي 1/ 7.