الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا بأس بتمنيه لتغير أهل الزمان، وظهور المعاصي؛ خوفًا من الوقوع فيها.
رجل يتردد إلى الظلمة؛ ليدفع شرهم عنه، فإن كان مفتيًا، أو مقتدى به، لا يحل له ذلك. والله أعلم.
منحة السلوك
قوله: ولا بأس بتمنيه.
أي: تمني الموت؛ لتغير أهل الزمان، وظهور المعاصي؛ خوفًا من الوقوع فيها أي: في المعاصي؛ لأن المؤمن المتقي في الزمان الذي ظهر فيه الفساد، واشتهرت فيه المعاصي، حيران في أمر دينه، وكيف يحفظه؟ وكيف ينجو من شرهم؟ ففي هذا الزمان يجوز تمني الموت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"لتنتقون كما ينتقى التمر من إغفاله، فليذهبن خياركم، وليبقين شراركم، فموتوا إن استطعتم"
(1)
.
[التردد على مجالس الظلمة]
قوله: رجل يتردد إلى الظلمة؛ ليدفع شرهم عنه، فإن كان مفتيًا، أو مقتدى به، لا يحل له ذلك، والله أعلم.
لأن دفع شرهم عنه ممكن بغير التردد، ولأن فيه إهانة للعلم وأهله.
وإن كان غير مقتدى به، فلا بأس بتردده إليهم؛ لدفع شرهم. وأما إذا تردد لأجل أن يصيب منهم دنيًا، فلا يجوز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أناسًا من أمتي
= البخاري 5/ 2146 كتاب المرض، باب نهي تمني المريض الموت رقم 5347، ومسلم 4/ 2064 كتاب الذكر، والدعاء، والتوبة، والاستغفار رقم 2680، عن أنس رضي الله عنه.
(1)
رواه ابن ماجه 2/ 1340 كتاب الفتن، باب شدة الزمان رقم 4038، والحاكم 4/ 434 كتاب الفتن والملاحم، من طريق طلحة بن يحيى، عن يونس، عن الزهري، عن أبي حميد يعني مولى مسافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .... ".
وقال في الزوائد 3/ 251: هذا إسناد فيه مقال، أبو حميد لم أر من جرحه ولا من وثقه.
وقال الحاكم 4/ 434: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه.
وقال الذهبي في حاشية المستدرك 4/ 434: صحيح.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك
سيتفقهون في الدين، ويقرؤون القرآن، ويقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا، ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا شوك، كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا" رواه ابن ماجه
(1)
.
والقتاد -بفتح القاف، والتاء ثالث الحروف-: ضرب من العضاة، وهي جمع عضة، وهي شجر من شجر الشوك ليس فيه إلا الشوك
(2)
.
(1)
1/ 93 في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به رقم 255 من طريق يحيى بن عبد الرحمن الكندي، عن عبيد الله بن أبي بردة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
ولفظه في الأخير: "كذلك لا يجتنى من قربهم إلا" قال ابن ماجه: قال محمد بن الصياح: كأنه يعني إلا الخطايا.
قال في الزوائد 1/ 111: هذا إسناده ضعيف، عبيد الله بن أبي بردة لا يعرف.
(2)
تاج العروس 2/ 458 مادة قتد، لسان العرب 3/ 342 مادة قتد، معجم مقاييس اللغة 5/ 54 باب القاف والتاء وما يثلثهما مادة قتد، مختار الصحاح ص 418 مادة ق ت د، فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص 358.